دير شبيجل تحذر: قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد خطر على العالم
المجلة تؤكد أن سلامي سيستمر في البرنامجين الصاروخي والآخر الخاص بالطائرات المسيرة وتوسيع نفوذ المليشيا في الإعلام والاقتصاد.
حذر تقرير نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية، الخميس، من خطورة القائد المعين مؤخرا لمليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي، حسين سلامي، على منطقة الشرق الأوسط والعالم، وذلك بعد أن أعفى المرشد الإيراني علي خامنئي، قائدها السابق محمد علي جعفري من منصبه وعينه.
- حسين سلامي قائد الحرس الثوري الجديد.. أداة للإرهاب بيد خامنئي
- إقالة مفاجئة لمحمد جعفري قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني
وأضافت المجلة أن "مليشيا الحرس الثوري، التي تعد العمود الفقري للنظام، تسيطر على كل الأجهزة الأمنية والاقتصاد، ووظيفتها الرئيسية هي قمع خصوم النظام داخليا، كما أنها تلعب أدوارا كبيرة في الخارج أيضا، وخاصة في تأسيس ودعم ميلشيا حزب الله في لبنان منذ الثمانينيات، والميلشيات الطائفية في العراق، فضلا عن دعم نظام بشار الأسد في سوريا ما يجعله يد إيران الطولى في زعزعة استقرار المنطقة ودعم حلفائها".
وحول نهج سلامي في قيادة الحرس الثوري الإيراني، قالت: "لا يجب توقع أي تغيير في نهج هذه الجهاز العسكري في الفترة المقبلة، فسلامي من أكبر مؤيدي تواجد الحرس الثوري خارجيا ويعتبره ضروريا لحماية ما يسميه أمن إيران، كما يعتبر أن مصير إيران مرتبط بمصير العراق وسوريا ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان".
وأشارت إلى أن "تعيين سلامي في منصبه يعد دليلا واضحا على استمرار إيران في برنامجيها الصاروخي والآخر الخاص بالطائرات المسيرة، المثيرين للجدل والتي تستخدمهما في عملياتها الإرهابية وتمد بهما مليشياتها"، حسب دير شبيحل.
وأوضحت المجلة أنه "في الفترة من 2005 إلى 2009، قاد سلامي القوات الجوية، ما يعني أن البرنامج الصاروخي وبرنامج الطائرات المسيرة تما تحت إشرافه، بل كثف الرجل من عمليات اختبار صواريخ متوسطة المدى".
ووفق دير شبيحل، فإن "سلامي يرفض أي محاولة لوقف البرنامجين المثيرين للقلق، بل يصر على المضي قدما فيهما".
وداخليا، تتوقع المجلة أن يعمل سلامي على "توسيع نفوذ الحرس الثوري في النظام الإيراني، وخاصة في قطاعات الإعلام والاقتصاد، اعتمادا على خطاب يظهر الحرس الثوري في دور درع الدولة الوحيد في مواجهة التحديدات الخارجية مستخدما خطاب الكراهية"، ومستغلا تصنيف واشنطن له كمنظمة إرهابية في حشد التأييد لهذا الجهاز العسكري في إيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف الحرس الثوري، في وقت سابق الشهر الجاري، بأنه "أداة النظام الإيراني الرئيسية في تنفيذ أجندته الإرهابية في العالم".
وقرر تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، في سابقة، حيث لم يحدث من قبل أن صنفت الولايات المتحدة جهازا عسكريا تابعا لدولة أخرى كـ"منظمة إرهابية".
ويعرف عن حسين سلامي خلال السنوات الأخيرة تشدده حيال الدفاع عن برامج تطوير منظومة التسلح الصاروخي الباليستي العدائية والتي تحظى بدعم خامنئي، إضافة إلى تهديدات متكررة باستهداف مصالح الولايات المتحدة وحلفائها إقليميا.
ورغم حظر بنود الاتفاق النووي المبرم بين طهران وقوى عالمية عام 2015 إجراء تجارب صاروخية بهدف تنصيب رؤوس نووية، هدد سلامي سابقا بإطلاق أكثر من 100 ألف صاروخ وعشرات الآلاف من الصواريخ طويلة المدى في أقصى بقاع الأرض بمجرد إشارة من المرشد الإيراني.
ويعتبر القائد الجديد للحرس الثوري الإرهابي، أحد أبرز المسؤولين الإيرانيين المدرجين على قوائم عقوبات الولايات المتحدة منذ 12 عاما، في حين وضعت الخزانة الأمريكية اسمه على قوائم عقوباتها باعتباره أحد المتورطين في تعزيز الإرهاب عالميا وكذلك استخدام أسلحة الدمار الشامل.
وصنف الاتحاد الأوروبي سلامي كأحد النافذين في برنامج إيران الصاروخي المثير للجدل عام 2007، إلى جوار قائده السابق محمد علي جعفري وقائد فيلق القدس قاسم سليماني.
وقبل 40 عاماً، عقب سيطرة رجال الدين المتشددين بزعامة مرشد إيران السابق الخميني على الحكم بعد الإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي (1979)، قرر الخميني تدشين هذه المليشيات الإرهابية لتكون جيشاً موازياً للقوات المسلحة النظامية.
وبرزت هذه المليشيات المنخرطة في الإرهاب إقليمياً ودوليا باعتبارها الجيش الفعلي لحماية النظام الثيوقراطي الجديد، وسط شكوك حينها في نوايا قادة الجيش الإيراني النظامي الذي انحاز بادئ الأمر لصالح النظام الملكي القديم.
وتشرف مليشيا الحرس الثوري الإرهابية أيضا على أنشطة تهريب عبر موانئ البلاد التي تسيطر على أغلبها، خاصة في الجنوب، إضافة إلى دورها في عمليات تبييض أموال في مجالات مختلفة من قبيل البناء، ومراكز التسوق، والفندقة، والمطاعم الفاخرة، والشحن والتفريغ بواسطة كيانات تابعة لها شكليا.