لقد عانت الفرق الطبية في العالم معاناة لا يمكن سردها أو وصفها في كتاب أو مقالة أو أي عمل فني
إنه شرف لنا أن يقبل كل طبيب وممرض ومن يقف معهم في خندقهم تحيتنا وشكرنا لهم، وهم يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، وإعادة الأمل لكل مريض ومصاب بمرض كورونا (كوفيد-19)، وإعادة البسمة إلى عوائلهم وأحبائهم.
مهما أبدع وسيبدع المخرجون السينمائيون في تصوير الأحداث التي نعيشها هذه الأيام، إلا أنهم سيعجزون عن نقل الصورة الحقيقة والبطولات للكوادر الطبية وهم يواجهون إعصار كورونا، فهؤلاء الأبطال الذين يحاربون المجهول ويواجهون عدوا خفيا فتاكا أثبتوا سمو عطائهم وفلسفة مهنتهم التي تجود بالنفس إذا لزم، مقابل إنقاذ أنفس الغير، وهذا يعتبر قمة العطاء والتضحية.
عانت الفرق الطبية في العالم معاناة لا يمكن سردها أو وصفها في كتاب أو مقالة أو أي عمل فني، فبعض الفرق الطبية خاضت معارك بإمكانيات ضعيفة، وفي وقت استثنائي لجأ البعض منهم إلى الابتكار لتغطية النقص في المعدات الطبية والأدوات الصحية.
لقد عانت الفرق الطبية في العالم معاناة لا يمكن سردها أو وصفها في كتاب أو مقالة أو أي عمل فني، فبعض الفرق الطبية خاضت معارك بإمكانيات ضعيفة، وفي وقت استثنائي لجأ البعض منهم إلى الابتكار لتغطية النقص في المعدات الطبية والأدوات الصحية، والبعض الآخر تجاوز حدود وظيفتهم ليقوموا بوظائف أخرى ليس من مهامهم في الظروف العادية أو القيام بأكثر من مهام في وقت واحد.
وكم كان المشهد مؤثرا وصادما عندما تناقلت وسائل الإعلام المختلفة عددا من الطواقم الطبية في أكثر من مستشفى في العالم وفي وجوههم قروح نتيجة بقاء الكمامات على وجوههم لوقت الطويل، دون أن يشعروا بهذه الآلام وآثارها إلا بعد أن نزعوها من وجوههم، والبعض منهم فاضت روحهم وهم ينقذون أرواح مرضاهم بعد أن لبست أجسادهم أمراض من كانوا ينقذونهم.
مما لا شك فيه أن الأطباء ومساعديهم أناس يحملون مشاعر إنسانية نبيلة، فبالإضافة إلى الجهود والتضحيات التي يبذلونها فإنهم يعيشون في كل لحظة مشاهد مأساوية كبيرة وهم يسمعون أنين المرضى ويشاهدون آلامهم وغصة أقربائهم وأحبائهم وهم يفارقونهم، وكم هو الموقف مؤلم عندما لا يستطيع الطبيب والعاملون معه من حضن أطفالهم وهم يندفعون إليهم ببراءتهم ليحصلوا على حنانهم وأعينهم تفيض دمعا من هذا الموقف الرهيب.
إن هؤلاء الأبطال العاملين في السلك الطبي يستحقون أن ينصب لهم نصب تذكاري في كثير من الدول؛ للدور الذي أدوه، وللتضحيات التي قاموا بها، ويستحقون من العالم من يرفع لهم القبعة وينحني أمام إنسانيتهم ويقول: شكرا لتضميدكم جراحنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة