شارع المعز.. وجهة المصريين المفضلة لقضاء ليالي رمضان
برز شارع المعز الأثري بالقاهرة كوجهة مفضلة لقضاء الليالي الرمضانية بين ومضات التاريخ الإسلامي وسحر العمارة الفاطمية.
ليالي رمضان في مصر، تختلف عن مثيلاتها معظم أوقات السنة لما تحمله من طقوس خاصة واحتفالات فلكلورية مرتبطة بالشهر الكريم، وعادات توارثها المصريون منذ قديم الأزل.
وبجانب الخيم الرمضانية، وحفلات السحور الجماعي، يبرز شارع المعز الأثري بالقاهرة كوجهة مفضلة لقضاء الليالي الرمضانية بين ومضات التاريخ الإسلامي وسحر العمارة الفاطمية وجاذبية الطراز الأثري المبدع.
ومن بوابة دخول الشارع من ناحية منطقة باب الشعرية والتي تعرف بـ"باب الفتوح"، رصدت بوابة زحام رواد الشارع عقب الانتهاء من صلاة التروايح بالمساجد القريبة من المنطقة، كما انتشر هواة التصوير بين جدران المباني الأثرية الشاهقة.
وعلى باب الفتوح يبرز مقام أثري معروف بمقام العارف بالله "حسن الذوق" حيث يتجمع حوله المارة دائما لالتقاط أول صورة في شارع المعز ، ويقال إن صاحب المقام كان رجلا صالحا شهيرا بإصلاح ذات البين، وعندما قرر الخروج غاضبا من مصر تُوفي عند باب الفتوح فبُني له مقامٌ، ومنذ ذلك الحين والمصريون يستخدمون المثل الشعبي "الذوق مخرجش من مصر".
وبعد خطوات من المقام الشهير، يمتد محيط مسجد الحاكم بأمر الله بمساحته الشاهقة، والذي يتجمع به المئات من مرتادي الشارع، للتأمل في عظمة إنشائه وقوة تأسيسية وروعة النقوش الإسلامية الذي تحكي تاريخه.
وتقول نهال محمود (طالبة) إحدى رواد شارع المعز، إنها تتواجد هنا بشكل دائم في رمضان، حيث تجالس أصدقاءها وأقاربها بين تلك الحضارة الإسلامية في جو مختلف عن باقي أيام العام.
وقالت إن فرق الفلكلور الشعبي والإنشاد الديني تتطوع بين كل حين وآخر لتنظيم عروض في شارع المعز، احتفاء بالزوار، ولا تخلو ليلة واحدة دون وجود تلك الفرق هنا.
ويضيف عاصم سمير (مهندس) أن شارع المعز لا يزال له أثر جميل في نفوسنا بفضل زواره ورواده، غير أنه اختلف كثيرا عن الماضي وطاله بعض الإهمال الذي نرجو أن تتدخل السلطات المصرية لإيقافه، مثل السماح للسيارات والمركبات بالمرور وهو أمر لم يكن يحدث قبل ذلك.
وقال إن بيت السحيمي الأثري وبعض المسارح المفتوحة هنا، يتم استغلالها بشكل مميز في إقامة حفلات على مدار أيام العام وليس في رمضان فقط.
ويتجمع رواد الشارع بكثرة، أمام محلات عرض التحف الشعبية المضيئة والمقاهي التاريخية الشهيرة كمقهى أم كلثوم ومقهى ساقية المعز.
وعند نهاية الشارع يتقابل أثران معماريان هائلان متمثلان في مجموعة قلاوون والتي تتكون من مبنى شاهق ومبخرة ومسجد يخلفه مستشفى، وسبيل محمد علي الذي يحتوى نقوشا نادرة محلاة بماء الذهب، يتزاحم عندها هواة التصوير الفوتوغرافي.
ويقول علي محمد، أحد هواة التصوير، إن الإضاءات الخافتة عندما تتلاقى مع عظمة المعمار وروعة النقش الإسلامي تعطي سحرا خاصا، فنحن لا نمل التقاط الصور لشارع المعز، وكل صورة لها طابع خاص وذكرى تختلف عن الأخرى، والشارع تتغير ملامحه كل ساعة بتغير أجواء النهار وهو ما يمنحه سحرا خاصا.
والشارع الذي يعتبره مؤرخون أكبر متحف أثري مفتوح بالعالم، لا تُفرض أي رسوم خاصة عند دخوله، كما يمكن للزائرين التجول بحرية بين معالمه ودخول الحفلات في بيت السحيمي مجانا.
وتنتشر قبل صلاة الفجر تجمعات الأصدقاء، والأسر لتناول السحور، ثم أداء الصلاة في مسجد الحاكم، ليبدأ يوم جديد مع اشراق شمس المعز.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز