صوت أمريكا: تفاصيل ومصير وقف إطلاق النار في سوريا "غامضان"
لا يزال جزء كبير من وقف إطلاق النار في سوريا "غامضا" بالرغم من أن موسكو تقول إنه يمهد الطريق لمحادثات لإنهاء الحرب
لا يزال جزء كبير من وقف إطلاق النار في سوريا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس "غامضا"، بالرغم من أن موسكو تقول إنه يمهّد الطريق إلى محادثات بوساطة روسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ 5 سنوات.
وفي تقرير نشرته إذاعة صوت أمريكا، قالت إن مشاركة تركيا تزيد من أهمية وقف إطلاق النار، بحسب دبلوماسيين غربيين.
يمكن لأنقرة أن تقوم بالكثير لتضييق الخناق على ميليشيات المعارضة المسلحة التي تنتهك وقف إطلاق النار، لما لها من قدرة على حظر إمدادات الأسلحة التي تعبر حدودها.
من جانبه، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الجماعة السياسية المعارضة الأساسية المدعومة من الغرب، أنه سيلتزم بالهدنة، محذرا في الوقت ذاته من أنه "سيرد على انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل قوى النظام والميليشيات الإيرانية التي انتهكت جميع الاتفاقات السابقة" حيث يخشى من محاولة إيران تقويض الاتفاق بسعيها لمزيد من تصعيد العنف في سوريا.
أما الجماعات الملزمة بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار، فتتضمن فيلق الشام وأحرار الشام وجيش الإسلام وثوار أهل الشام وجيش المجاهدين وجيش إدلب وجبهة الشامية، وموافقتهم الواضحة دليل على النفوذ التركي، على حد قول صوت أمريكا.
ويرى أحد الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في أنقرة أن الاختلاف الكبير هذه المرة هو دور تركيا.
ويوضح أن التطور الأخير يعتبر جزءا من عملية تتكشف تدريجيا، تتضمن تعاون موسكو وأنقرة وطهران من أجل إنهاء الحرب السورية بطريقة مفيدة لجميع الأطراف.
وقال "صوت أمريكا" إنه بموجب اتفاق بين روسيا وتركيا تم إجلاء المعارضة المسلحة والمدنيين من شرق حلب أول الشهر الحالي، لافتة إلى أن إيران وروسيا يتشاركون في مصلحة واحدة هي ضمان نجاة نظام الأسد، الحليف القديم لكليهما. وبالنسبة لتركيا، تراجعت أهمية الإطاحة بالرئيس بشار الأسد مقابل وقف صعود الدولة الكردية في شمال سوريا، الأمر الذي تخشاه أنقره لأنه ربما يشجع الانفصاليين الأكراد داخلها.
ويشترط اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، وقْف جميع الهجمات المسلحة وتتضمن الغارات الجوية، فلا ينبغي على أي جماعة وحتى النظام السوري محاولة تحقيق مكاسب إقليمية.
أما الجماعات المصنفة إرهابية من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فتستثنى من هذا الاتفاق، بحسب بيان لوزارة الخارجية التركية التي أكدت أن أنقرة وموسكو ستراقبان وقف إطلاق النار.
وعليه فإن الاتفاق لا يلزم تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة وجماعة جبهة فتح الشام المعروفة بجبهة النصرة سابقا، كما توجد استثناءات لمناطق جغرافية معينة، بحسب ما نقل "صوت أمريكا" عن لبيب النحاس، المتحدث باسم جماعة أحرار الشام. وأوضح النحاس أن روسيا ترغب في استبعاد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وهو ما وصفه بأنه أمر غير مقبول. وتقول قيادات الجيش السوري الحر إن روسيا تصرّ أيضا على استبعاد منطقة الدوما التي تسيطر عليها أيضا المعارضة من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتدفع هذه الاستثناءات قيادات المعارضة السورية المسلحة إلى الشكوى أن موسكو ونظام الأسد يغشون في الخريطة، على حد قول الإذاعة الأمريكية، فيستبعدون مناطق يريدون إحراز تقدم فيها، بينما يمنعون المعارضة من محاولة الاستيلاء على أراضٍ مهمة لها.
بوتين نفسه أقرّ أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها هشة وتحتاج إلى انتباه ومشاركة من نوع خاص. ويبقى التحدي الأكبر في إقناع الميليشيات الإيرانية وتتضمن حزب الله اللبناني في الالتزام بالمعاهدة، وهو أمر يستبعد المحللون حدوثه. فضلا عن أن مصير وقف إطلاق النار يعتمد بشكل كبير على محادثات السلام التي ستتم بعده.
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTc2IA==
جزيرة ام اند امز