«التفاصيل الدقيقة».. جسر الوسطاء للعبور نحو اتفاق غزة
على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والرهائن، يراهن الوسطاء على «التفاصيل الدقيقة» في تخطي عقبة «القضايا الشائكة».
وأكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، لموقع «أكسيوس» الأمريكي، أن "المحادثات مستمرة هذا الأسبوع في القاهرة والدوحة في محاولة لدفع إسرائيل وحماس إلى الاتفاق على تفاصيل تنفيذ صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة".
رهان التفاصيل
ويأمل البيت الأبيض أن يؤدي وجود هذه التفاصيل وتقديمها كجزء من حزمة شاملة إلى إقناع زعيم حماس يحيى السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتنازل عن بعض القضايا الكبرى حتى يتسنى إتمام الصفقة.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن "الولايات المتحدة، إلى جانب الوسطاء القطريين والمصريين، تريد محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن أكبر قدر ممكن من التفاصيل العملية، وملء الفراغات بأفكارها الخاصة حول الصفقة الأوسع، وتقديمها إلى إسرائيل وحماس مرة أخرى كحزمة واحدة".
وأكد المسؤولون أنهم "يأملون أنه عندما تصبح الحزمة جاهزة، سترى حماس أنها حصلت على معظم ما تريده: 6أسابيع على الأقل من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح مئات السجناء، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإعادة الإعمار الأولية، والعلاج الطبي لمئات من عناصر حماس الجرحى في مصر».
تأجيل القضايا الشائكة
وبحسب المسؤولين، فإنه "سيتم تأجيل القضايا الشائكة، بما في ذلك مطالبة رئيس نتنياهو بالاحتفاظ بالسيطرة الكاملة على طول الحدود بين مصر وغزة (محور فيلادلفيا) ومراقبة حركة الفلسطينيين من جنوب غزة إلى الشمال"،
كما سيتم تأجيل "مطالبة زعيم حماس يحيى السنوار بأن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء الحرب، إلى المرحلة الأخيرة من المحادثات".
وقال مسؤول إسرائيلي: "إن القضايا السياسية الساخنة ستترك للنهاية وبعد ذلك من المرجح أن تقدم الولايات المتحدة اقتراحا نهائيا محدثا للتقريب بين الطرفين وتواجههما بقرار".
ورغم عدم حدوث أي اختراق في المحادثات، قال مسؤولون أميركيون إنهم "يشعرون بالتفاؤل لاستمرار المحادثات ولمنع التصعيد الإقليمي مع حزب الله أو إيران حتى الآن".
ويومي الأحد والإثنين، واصل مسؤولون على مستوى العمل من إسرائيل وحماس وقطر ومصر والولايات المتحدة المناقشات في القاهرة حول نص الاتفاق.
تفاؤل أمريكي
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين، الإثنين، إنه "لا يزال هناك تقدم، ويواصل فريقنا على الأرض وصف المحادثات بأنها بناءة".
وانتهت المحادثات، مساء الإثنين، بعودة المسؤولين الإسرائيليين إلى إسرائيل وعودة مسؤولي حماس إلى الدوحة للتشاور مع القادة.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن "وفدا إسرائيليا يضم مسؤولين على مستوى العمل من الموساد والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) سافر، الأربعاء، إلى الدوحة لمواصلة المحادثات غير المباشرة مع حماس عبر وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر".
وأكد مسؤولون أمريكيون أن "مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك شارك في المحادثات في القاهرة والدوحة".
وأشار مسؤول أمريكي إلى أن "ماكغورك لم يكن ليبقى في المنطقة لو لم يعتقد أن هناك تقدما يتم تحقيقه".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مؤتمر صحفي في الصين يوم الخميس "لقد تقدمنا بالمناقشة إلى النقطة التي أصبحت فيها في صلب الموضوع وهذه علامة إيجابية على التقدم ولكن لا شيء يمكن فعله حتى يتم الانتهاء منه".
كواليس المفاوضات
وحول ما يناقش خلال المفاوضات قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن القضية الرئيسية التي ركز عليها المفاوضون هذا الأسبوع كانت عملية تبادل الرهائن الذين تحتجزهم حماس بالفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية.
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إلى أن التفاصيل تشمل "كيف يبدو هذا التبادل، وكم عدد المفرج عنهم، ومن سيتم إطلاق سراحهم بالضبط من أي من الجانبين وبأي وتيرة".
ووفقًا لمسودة الاتفاق، ستفرج حماس عن 33 رهينة على قيد الحياة، وهم إما نساء أو رجال تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أو في حالة طبية خطيرة.
وإذا لم يكن هناك 33 رهينة على قيد الحياة، فستلبي حماس هذا العدد من خلال إعادة جثث الرهائن القتلى.
وفي إطار المفاوضات، سلم الوسطاء مؤخرا لحماس قائمة من إسرائيل تضم أكثر من ثلاثين رهينة ترى أنها تندرج ضمن هذه الفئة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ومن المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح عدة مئات من السجناء الفلسطينيين كجزء من مسودة الاتفاق، من بينهم 150 سجيناً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد بتهمة قتل إسرائيليين.
وتريد إسرائيل أن تتمكن من الاعتراض على إطلاق سراح 65 سجيناً وتطالب بعدم عودة جميع السجناء الذين قضوا أحكاماً بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية أو غزة.
قائمة بأسماء الأسرى
وفي الأيام الأخيرة، قدمت حماس لإسرائيل، عن طريق وسطاء، قائمة بأسماء بعض السجناء الذين تريد الإفراج عنهم، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن المفاوضين في القاهرة والدوحة هذا الأسبوع بدأوا مناقشة كل منها.
وأوضح مسؤولون إسرائيليون أنه رغم عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن من سيتم إطلاق سراحهم من كل جانب، فقد تم تحقيق تقدم كبير بشأن هذه القضية.
نتنياهو «أكثر تفاؤلاً»
وبحسب السيناتور جوني إيرنست (جمهوري من ولاية أيوا)، التي تقود وفداً من الكونجرس إلى الشرق الأوسط، والتقت مع نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع في إسرائيل، فإنها وجدته «أكثر تفاؤلاً بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة».
وقالت إيرنست لـ«أكسيوس»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعرب عن ثقته في أن الضغوط العسكرية الحالية على حماس ستجبرها على التوصل إلى اتفاق وتسمح بتنفيذ مرحلته الأولى على الأقل، على حد تعبيرها.
وتتضمن هذه المرحلة وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وأضافت إيرنست أن "نتنياهو يرى أن السيطرة الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة هي مفتاح الضغط على حماس للموافقة على اتفاق، وهي لا تعتقد أن إسرائيل ستوافق على سحب قواتها بالكامل من هناك في الأمد القريب».
وتابعت: "أنا متفائلة بحذر. سمعت من الإسرائيليين أن هناك ضغوطا متزايدة على حماس، بما في ذلك من جانب سكان غزة الذين يريدون انتهاء الحرب".
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA=
جزيرة ام اند امز