تنمية مهارات الشباب.. تجربة إماراتية ملهمة تقود لمستقبل زاهر
"تمكين الشباب والاستثمار فيه وتأهيله بمهارات المستقبل وعلومه ركن أساسي ضمن رؤية الإمارات التنموية الشاملة"، كلمات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الإثنين، بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب الذي يصادف 15 يوليو/ تموز من كل عام.
كلمات كشف خلالها عن أحد الأركان الرئيسية لرؤية الإمارات التنموية وهو "تمكين الشباب والاستثمار فيه وتأهيله بمهارات المستقبل وعلومه".
ووضع على عاتقهم مهمة رئيسية وهي العمل على اكتساب كل ما يمكنهم من تلك المهارات والعلوم بهدف "الإسهام الفاعل في تقدم بلادهم وصنع المستقبل المزدهر لها".
وهو أمر تعمل عليه دولة الإمارات على مدار الساعة، بهدف تنمية مهارات شبابها والنهوض بهم على مختلف الأصعدة العلمية والرياضية والصحية والاقتصادية.
ويأتي الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب غداة تعديل وزاري تضمن استحداث وزارتين للرياضة ولريادة الأعمال اللتين تستهدفان قطاع الشباب بالدرجة الأولى.
أيضا يحل الاحتفال بهذا اليوم فيما يشارك شباب وشابات من الإمارات إلى جانب زملائهم من الدول الأخرى في الدورة الجديدة من برنامج تمكين "قادة المستقبل"، الذي يقام في سنغافورة على مدى أسبوعين لتبادل الآراء، والتطوير الذاتي، والعمل الجماعي، والتفكير الابتكاري، وتعزيز القيم والمعايير، والتعامل مع تحديات المستقبل مما يسهم في تأهيل مجموعات من أجيال المستقبل، وفق معايير عالمية للقيادات الشابة.
كذلك تحل تلك المناسبة غداة إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية لتوسيع مشاركة الشباب من القطاعين الحكومي والخاص في "جاهز"، المنصة الوطنية الأكبر لتطوير مهارات ومواهب المستقبل في دولة الإمارات.
على صعيد ذي صلة، أعلنت الإمارات قبل يومين نتائج التقرير الدولي الأول من نوعه لاستشراف مستقبل أهداف التنمية المستدامة لعام 2045، وأكدت الإمارات خلاله حرصها على تمكين الشباب وتحقيق مشاركته الفاعلة في تخيل وتصميم وتنفيذ المستقبل المستدام الذي يتطلع إليه.
جهود تتواصل على مختلف الأصعدة تجسد اهتمام الإمارات بتنمية مهارات الشباب ركيزة التنمية وقادة الغد.
تعديل وزاري
ضمن أحدث تلك الجهود، جرى تعديل وزاري الأحد تضمن استحداث وزارتين للرياضة ولريادة الأعمال اللتين تستهدفان قطاع الشباب بالدرجة الأولى.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن التعديل الوزاري الذي أعلنه عبر حسابه في موقع التواصل "إكس" (تويتر سابقا) جاء بعد التشاور مع الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات وبعد مباركته واعتماده.
تغييرات تعزز خطوات الإمارات نحو تحقيق هدفها أن تكون دولة الإمارات الأفضل في العالم بحلول مئوية تأسيسها عام 2071، بالتركيز على تطوير مهارات أجيال المستقبل والنهوض بالشباب على مختلف الأصعدة.
تسعى "مئوية الإمارات " إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف التي تستجيب مع التغيرات المتسارعة، والعمل كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في العام 2071.
يأتي هذا التعديل الوزاري بعد نحو 7 شهور من تعديل وزاري آخر جرى في 6 يناير/ كانون الثاني الماضي كان في القلب منه الاهتمام بالشباب أيضا.
وبموجب هذا التعديل، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن تعيين رائد الفضاء سلطان النيادي وزير دولة للشباب في دولة الإمارات.
وكتب الشيخ محمد بن راشد على حسابه الرسمي بموقع "إكس" آنذاك: "سلطان رائد فضاء وحاصل على الدكتوراة، وخدم بلاده في السلك العسكري وفي قطاع الفضاء، وخدم البشرية في المجال العلمي، وأول عربي يمشي في الفضاء وأول عربي يقضي أطول مهمة فضائية عربية لمدة 6 أشهر".
وأضاف: "سلطان من أقرب الشباب لقضايا الشباب، وأكثرهم حرصا على خدمتهم والارتقاء بهم. كل التوفيق لسلطان وسيستمر في أداء مهامه العلمية والفضائية بالإضافة لمسؤولياته الجديدة، ونقول له نريد لشبابنا أن تكون أقدامهم متجذرة في أرضهم وتاريخهم وثقافتهم، وأعناقهم في السماء، ننافس بهم الأمم، ونفاخر بهم العالم. ونحن معك في هذه المهمة".
وفي تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، وجه رائد الفضاء الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة للشباب بالإمارات، رسالة للشباب العربي عامة والإماراتي خاصة من العاصمة الأمريكية، قال فيها "لا شيء مستحيلا، واهتموا بدراسة العلوم التقنية".
ورأى أن دولة الإمارات ستكون جزءاً من رحلات البشر الطويلة للفضاء سواء من خلال برنامج "آرتميس" لعودة البشر إلى القمر، أو حتى من خلال برامج استكشاف المريخ.
مبادرات نوعية
وتمتلك دولة الإمارات تجربة رائدة على المستوى العالمي في مجال تمكين الشباب والاستثمار في طاقاتهم وإمكانياتهم بوصفهم أداة التغيير والتطوير الأساسية القادرة على العبور بالمجتمع نحو المستقبل الأفضل.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، أعلنت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بالشراكة والتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، الأحد، إطلاق مجموعة من المبادرات النوعية لتوسيع مشاركة الشباب من القطاعين الحكومي والخاص في "جاهز"، المنصة الوطنية الأكبر لتطوير مهارات ومواهب المستقبل في دولة الإمارات، وذلك ضمن المشاريع المعتمدة "للأجندة الوطنية للشباب 2031"، بهدف تعزيز إسهامات الشباب الإماراتي في مسيرة التنمية الوطنية المستدامة من خلال الاستفادة من فرص تطوير وصقل مهاراتهم المستقبلية وفق أحدث البرامج والمحتوى التفاعلي الذي تتيحه المنصة.
وستركز المبادرات الجديدة عبر منصة "جاهز" على إشراك الشباب الحريصين على استثمار الفرص لتطوير قدراتهم المستقبلية، إذ سيتم العمل على تصميم برامج مستقبلية نوعية لتنمية مواهبهم وتلبي طموحاتهم، كما تقدم لهم فرصة تطوير مهارات تخصصية متقدمة تسهم في تعزيز جاهزيتهم للمستقبل.
وأكدت ليلى السويدي مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن توسيع مشاركة الشباب في منصة "جاهز" يعكس نهج التنوع والشمولية في صناعة الفرص وتعزيز مهارات المستقبل في جميع القطاعات، بما يترجم حرص دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالاستثمار في تطوير قدرات الشباب وتمكينهم بالمهارات الاستراتيجية والفرص التي تكفل مشاركتهم في دفع المسيرة التنموية في الإمارات انطلاقاً من مواقعهم في الجهات الحكومية والخاصة.
وتأتي مبادرات "جاهز" الأخيرة في إطار اتفاقية التعاون بين الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية والمؤسسة الاتحادية للشباب، الرامية لتمكين الشباب بمهارات المستقبل، بالتزامن مع انطلاق النسخة الثانية من منصة "جاهز" المعززة بتجارب رقمية تفاعلية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المؤسسات وتطلعات الموظفين.
وتعتمد المنصة في نسختها الجديدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى تعليمي شخصي يتماشى مع مسار كل موظف.
قادة المستقبل
على صعيد ذي صلة بمبادرات تطوير مهارات الشباب، يشارك حاليا شباب وشابات من الإمارات إلى جانب زملائهم من الدول الأخرى في الدورة الجديدة من برنامج تمكين "قادة المستقبل" الذي يقام في سنغافورة على مدى أسبوعين لتبادل الآراء، والتطوير الذاتي، والعمل الجماعي، والتفكير الابتكاري، وتعزيز القيم والمعايير، والتعامل مع تحديات المستقبل مما يساهم فى تأهيل مجموعات من أجيال المستقبل، وفق معايير عالمية للقيادات الشابة، وتعزيز قيم الولاء والانتماء وصقل المهارات الشخصية للمشاركين، وتعزيز الاعتماد على النفس، وترسيخ مفاهيم العمل الجماعي، وروح الفريق الواحد والمهارات القيادية لأجيال المستقبل وتعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية.
دعوة مفتوحة للشباب
وقبل يومين، أعلن وفد دولة الإمارات المشارك في أعمال "المنتدى السياسي رفيع المستوى بشأن التنمية المستدامة"، الذي تنظمه إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة في مقرّها بمدينة نيويورك، نتائج تقرير "أهداف التنمية المستدامة 2045" الشامل الذي أعدته اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات ويعرض رؤية إستراتيجية شاملة لمستقبل أهداف التنمية العالمية لما بعد عام 2030 وصولاً إلى عام 2045، ترسيخاً لنهج الإمارات في مشاركة الرؤى والتبادل المعرفي الذي يحدث أثراً إيجاباً مستداما في مستقبل التنمية على مستوى المجتمعات والكوكب.
وخلال إطلاق الوفد الإماراتي، التقرير الإستراتيجي الشامل الأول من نوعه، أكد عبدالله ناصر لوتاه، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتبادل المعرفي والتنافسية ورئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أن دولة الإمارات حريصة على تمكين الشباب وتحقيق مشاركته الفاعلة في تخيل وتصميم وتنفيذ المستقبل المستدام الذي يتطلع إليه. ولذلك يشكّل "تقرير أهداف التنمية المستدامة 2045" دعوة مفتوحة للشباب من مختلف أنحاء العالم للمساهمة في صياغة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة الجديدة الأكثر شمولاً للمستقبل.
تجربة رائدة
وتملك الإمارات تجربة رائدة في دعم الشباب وتمكينهم في المجالات كافة، تتجلى فيما يلي:
- يشغل حاليا ما يزيد عن 600 شاب وشابة مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية الاتحادية، فيما تعد الإمارات من أوائل الدول التي عملت على مأسسة عملية تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في كافة المسارات التنموية للدولة.
- نجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في تفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم عبر مجموعة من الخطوات وفي مقدمتها اعتماد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب وإنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تقوم بالتنسيق مع مجالس الشباب المحلية لوضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الإمارات.
- اعتمدت حكومة دولة الإمارات في عام 2018 إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تضطلع بمهمة التنسيق مع مجالس الشباب المحلية بهدف وضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في الإمارات وضمان توافق أهداف وخطط واستراتيجيات وأنشطة تلك المجالس مع الخطط العامة للدولة في مجال الشباب.
- تعزيزا لحضور الشباب في المنطقة والعالم أطلقت الإمارات، الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تستند إلى 5 تحولات رئيسية يمر بها الشباب خلال الفترة العمرية من 15 إلى 35 سنة لتشمل مراحل التعليم، العمل، اتباع نمط حياة صحي وآمن، والبدء في تكوين أسرة، وانتهاء بممارسة المواطنة والعمل الوطني.
-أصدر مجلس الوزراء في يونيو/ حزيران 2019، قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، بما لا يقل عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً.
- في 3 فبراير/ شباط 2020، اعتمد مجلس الوزراء اختيار 33 من الشباب المتقدمين في عضوية مجالس إدارات الجهات الاتحادية، وذلك لتعزيز المشاركة الشبابية في تطوير حلول لمختلف الملفات والقضايا الوطنية، كما اعتمد المجلس في يونيو/ حزيران من العام ذاته سياسة توعية الشباب على أساسيات بناء المسكن بهدف توعية الشباب وتزويدهم بالمعلومات الكافية عن جميع مراحل بناء المسكن.
- أطلقت الامارات في أبريل/ نيسان 2022 "المسح الوطني للشباب"، الذي يهدف إلى قياس مستوى النضج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي للشباب في الإمارات، إضافة إلى جمع البيانات المتعلقة بفئة الشباب في مختلف قطاعات الإمارات، ووضعها في متناول صناع القرار والمعنين والباحثين؛ لمساعدتهم بشكل علمي على تبنّي السياسات والاستراتيجيات للارتقاء بجودة حياة الشباب ودعم احتياجاتهم وبناء قدراتهم والاستثمار في مهاراتهم.
وإلى جانب شباب الوطن، تعد دولة الإمارات حاضنة رئيسية لتطلعات وطموح الشباب العربي من خلال دعمها وتشجيعها للعديد من المبادرات والبرامج التي تتيح لهم المجال واسعاً للمشاركة في بناء مستقبل أفضل لهم ولأوطانهم.
وتركز المبادرات والبرامج الإماراتية الموجهة للشباب العربي على الارتقاء بدورهم ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم، وتعزيز دورهم الإيجابي في التنمية المستدامة بمجتمعاتهم.
ففي عام 2017 أعلنت الإمارات عن إطلاق مركز الشباب العربي، الذي يمثل مركزاً إقليمياً للشباب في الإمارات ويساعد على تطوير قدرات الشباب ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي.
وأطلق المركز العديد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها من قبل الشباب، ويتم متابعة تأثيرها في مختلف الدول ومن بينها مبادرة "هاكاثون الشباب العربي"، ومبادرة "سوق مشاريع الشباب العربي" ، ومبادرة "حلول شبابية"، وبرنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة.
وأنجز المركز ما يزيد على 600 بحث تضمنت دراسات وتقارير ترصد واقع الشباب العربي، وتستعرض أهم التوجهات المستقبلية حول سلوكيات الشباب وتطلعاتهم والبيانات حولهم.
بدورها أتاحت مبادرة "مليون مبرمج عربي"، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي أشرفت عليها مؤسسة دبي للمستقبل منذ إطلاقها عام 2017، الفرصة لأكثر من مليون مبرمج عربي للتسجيل والمشاركة في المبادرة الأكبر من نوعها في المنطقة من أي مكان في العالم، وذلك عبر منصة "يوداستي" التعليمية الرقمية المتخصصة في توفير المحتوى التعليمي الرقمي في مجالات التكنولوجيا المتقدمة المطلوبة في سوق العمل، مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن الإلكتروني وتعلم الآلة، وغيرها.
وفي مجال الفضاءk أعلنت الإمارات في يوليو/ تموز، عن برنامج "نوابغ الفضاء العرب"، الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء بهدف احتضان ورعاية نخبة علمية متميزة من النوابغ العرب وأصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي، لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته للمساهمة بخبراتهم وابتكاراتهم في رفد القطاع الفضائي في المنطقة والاستفادة من الآفاق المهنية والعلمية غير المحدودة لهذا القطاع في المستقبل، وتعزيز توجه مجتمعاتهم وأوطانهم لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار.