الإفتاء المصرية: الإرهاب يجند أتباعه عبر دورات التنمية البشرية
وحدة الرصد بدار الإفتاء المصرية تحذر من إعلانات التنمية البشرية وتطوير الذات التي تسوقها جماعات مجهولة ومتطرفة عبر الإنترنت
حذرت دار الإفتاء المصرية، الأربعاء، من الانسياق وراء دورات تعقدها تنظيمات إرهابية تحت مسمى العلوم الشرعية والتنمية البشرية على الإنترنت.
وأضافت وحدة الرصد والمتابعة بمرصد الفتاوى التكفيرية التابع للدار في بيان لها أن الجماعات المتطرفة تعقد دورات تدريبية تحت اسم دورات في العلوم الشرعية والتنمية البشرية وثقل المهارات الذاتية في مواقع التواصل الاجتماعي، موجهة لطلبة الجامعات كي يتم استقطابهم عن طريق عناصر منتمية لتلك الجماعات مندسة وسط الطلاب، إضافةً إلى استغلال المجموعات الشبابية على الفيس بوك.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن بعض تلك الدورات يكون مدفوع الأجر.
ولفتت إلى أن زيادة المعروض من تلك الدورات على الإنترنت سببه فقدان الجماعات المتطرفة السيطرة على بعض المساجد التي كانت تستغل تجمع الشباب فيها وتتخذها مكانا لجذبهم بمثل تلك الدورات.
وكانت العديد من المساجد المصرية الكبرى تعج بمثل هذه الدورات تحت مسمى التنمية البشرية والمهارات الذاتية، والكثير من الشباب ينجذبون إليها، خاصة أن الكثير منها كان يقوده فريق ممن أطلق عليهم "الدعاة الجدد" أو قادة جمعيات خيرية الذين يستخدمون لغة في الخطاب قريبة من الشباب، ولا تصرح بتوجهاتهم المتطرفة الحقيقية.
ودورات مهارات التنمية البشرية والبرمجة العصبية وتطوير الذات انتشرت بشكل واسع في مصر وبلدان الشرق الأوسط قبل سنوات قليلة، وتلقى قبولا واسعا من الشباب وغير الشباب.
ولكن تستغلها بعض التيارات لأهداف أخرى، من ضمنها كسب العواطف لمناصرة داعية أو حركة معينة، أو تغيير المفاهيم حول الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة، وخاصة تلك التي تقوم بها جماعات وحركات مجهولة.
وفي ذلك قالت وحدة الرصد والمتابعة بدار الإفتاء إن التيارات المتطرفة تحرص على تغيير جلدها بين وقت وآخر، فبعدما كانت تستخدم الكتيبات والأشرطة المسجلة والأسطوانات المدمجة المحمَّل عليها دروس لبعض رموزها لجأت إلى عقد ما يسمى بالدورات التدريبية وذلك لتتناسب وميول الشباب اليوم.
أطلقت تلك الجماعات دوراتها بما يشبه دورات التنمية البشرية لتوسيع دائرة الانتشار والتأثير في أكبر عدد ممكن من الشباب، وتحت عناوين مثل: "شباب أحلى" و"البرمجة والتدين وخطط الزواج" و"نفسك يكون لحياتك لازمة" وغيرها، وفق ما نشره بيان وحدة الرصد بالدار المصرية.
وحذرت الوحدة من التهاون أمام هذا التيار الجديد ووسائله الجذابة للشباب، فقالت إنه "يمثل خطرًا يجب التصدي له بقوة؛ لأن هذه الوسيلة الجديد التي تستخدمها هذه الجماعات المتطرفة تضمن لها مجموعة من الأمور".
وهذه الأمور بحسب دار الإفتاء المصرية هي:
أولا: بث الأفكار الهدامة لأكبر شريحة ممكنة من الشباب، الذين يمثلون العدد الأكبر من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أشارت آخر إحصائية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن 64% من مستخدمي هذه الوسائل في الدول العربية من شريحة الشباب دون 30 عامًا.
ثانيها: تجنيد العدد الأكبر من الشباب، باعتبار أن هذه المنصات تمثل رافدًا مهمًّا لتجنيد الشباب، فوفقًا لدراسة غربية خلصت مؤخرًا إلى أن 80% من عمليات تجنيد الشباب في صفوف الجماعات المتطرفة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ثالثها: الحصول على التمويل المادي؛ إذ أن هذه الدورات تتم بمقابل أجر مادي يتم تحويله على حساب هذه الجماعات، وهذا يعطيها قُبلة الحياة بعد أن فقدت الدعم المادي الذي كان يأتيها من الدول الراعية للإرهاب والتي أصبحت محاصرة اليوم وانكشفت للعالم أجمع.
وتشير هذه النقطة بشكل خاص إلى قطر، والمعروف أنها كانت تنفق على الكثير من الجمعيات التي تصفها بالخيرية وعلى بناء مساجد في مصر وغيرها، تحت شعار دعم الدعوة الإسلامية وتحسين مهارات الشباب.
وأخيرًا، طالبت وحدة التحليل بمرصد الإفتاء الجهات المسؤولة بالتصدي لمثل هذه الدعوات لما تمثله من خطورة على الشباب في هذه المرحلة العمرية، ومجابهتها بدعوات أخرى مضادة لتفنيد هذه الأفكار وبيان سقمها، وللحيلولة دون تجنيد مزيد من الشباب.