انحراف الحاجز الأنفي.. سمة مشتركة بين البشر وتمساح "الغريال"
وجد فريق بحثي أمريكي، سمة مشتركة بين البشر وتمساح غريال المهدد بالانقراض، وهي الحاجز الأنفي المنحرف، ووثقوا هذا الاكتشاف أول من أمس في دورية "أنتوميكال ريكورد".
و"الغاريال"، من أندر التمساحيات على وجه الأرض، وأعضاء في مجموعة من الحيوانات التي جابت الكوكب ذات يوم وقت وجود الديناصورات، وموطنها الأصلي الهند.
تشبه التماسيح الأمريكية، ولكن بعيون منتفخة وخطم طويل ورفيع للغاية، وفي الذكور، يحتوي هذا الخطم على أنف أطول ينتهي ببصيلة متضخمة.
وللوهلة الأولى، يبدو أن هذه الحيوانات غير العادية لديها القليل من القواسم المشتركة مع البشر، ومع ذلك، تشير دراسة جديدة بقيادة جيسون بورك، أستاذ مساعد للعلوم الأساسية في كلية طب تقويم العظام في جامعة ولاية أركنساس، إلى أن هذه التماسيح يعانون من انحراف الحاجز الأنفي تمامًا مثل البشر.
وتقدر عيادة كليفلاند بالولايات المتحدة، أن ما يصل إلى 80% من الناس لديهم انحراف في الحاجز الأنفي، وهي حالة يكون فيها الغضروف الأنفي "خارج المركز"، وفي حين أن الحالة خفيفة في معظم الأفراد، فإن الانحرافات الأكبر يمكن أن تقيد التنفس الأنفي وتتطلب جراحة ترميمية.
وكان الباحث "بورك" وزملاؤه أول من وثقوا انحراف الحاجز الأنفي في التمساحيات، وباستخدام تقنية التصوير الطبي، قاموا بتحليل رؤوس عينات متعددة من تمساح "الغاريال"، بما في ذلك رأس أنثى كبيرة من حديقة حيوان فورت وورث يطلق عليها اسم "لويز"، مما أثار فضولهم.
ويقول المؤلف المشارك بالدراسة، كيسي هوليداي، الأستاذ المساعد في علم الأمراض والعلوم التشريحية في جامعة ميسوري، والذي قام في البداية بمسح العينة لمشروع منفصل عن تشريح تماسيخ الغاريال: "كان هذا الحاجز الأنفي الغريب اكتشافًا غير متوقع، وتساءلت عما قد يعنيه هذا للتنفس".
وويضيف في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد نيويورك للتكنولوجيا بالتزامن مع نشر الدراسة: "بدأت مع بورك وباقي أعضاء الفريق في جمع عينات أخرى من تمساح (الغاريال) موجودة في حدائق الحيوان في جميع أنحاء البلاد، وفي حين أظهرت بعض العينات انحرافات طفيفة في الحاجز، كانت لويز أكثر الحالات تطرفًا".
ومثل البشر الذين يعانون من انحراف حاد في الحاجز الأنفي، كان على لويز أن تعمل بجد لتحقيق نفس معدل التنفس مثل أقرانها، نتج عن ذلك ضغوط قص عالية على طول جدران الأنف، مما قد يجعل الحيوان أكثر عرضة لنزيف الأنف.
ورغم التحديات الفسيولوجية الناتجة عن أمراض الأنف هذه، نجحت لويز في الوصول إلى مرحلة البلوغ وعاشت حتى سن الخمسين.
ويقول بورك: "إنها شهادة على مرونة التمساح، حيث يحتاج الإنسان المصاب بهذا المرض إلى جراحة لإصلاحه، لكن هذه المخلوقات تستمر في العمل".