جهاز يمنع الوفاة بسبب جرعة زائدة من الأفيون.. يمكن زراعته تحت الجلد
في المعركة المستمرة ضد وباء الأفيون، الذي يودي بحياة أكثر من 70 ألف شخص سنويا في الولايات المتحدة، طور باحثون من كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس وجامعة نورث وسترن في شيكاغو جهازا قابلا للزرع مبتكرا يمكن أن ينقذ أرواحا لا حصر لها.
ويمكن للجهاز، المسمى "نالوكسوميتر"، اكتشاف جرعة زائدة من الأفيون وإعطاء النالوكسون تلقائيا، وهو عقار يعالج الأفيون، دون الحاجة إلى مساعدة أحد.
وتكشف الدراسة، التي نُشرت في " ساينس أدفانسيس"، أن جهاز "نالوكسوميتر"، نجح في اكتشاف جرعات زائدة من الأفيون وعلاج تداعياتها في دراسات أجريت على الحيوانات من خلال توصيل النالوكسون في غضون دقائق من استشعار مستويات الأكسجين المنخفضة بشكل خطير.
ويقول الدكتور روبرت دبليو جيريو، الباحث المشارك ومدير مركز طب الألم بجامعة واشنطن: "لقد أنقذ عقار النالوكسون العديد من الأرواح أثناء تناول جرعات زائدة من المواد الأفيونية، لكن العديد من الأشخاص يتناولون جرعات زائدة عندما يكونون بمفردهم ولا يمكنهم إعطاء الدواء، وتم تصميم جهازنا للتدخل تلقائيا، وتوصيل عقار النالوكسون بسرعة وإخطار المستجيبين للطوارئ دون الحاجة إلى تدخل بشري".
كيف يعمل جهاز قياس الأكسجين؟
وتتغذى أزمة المواد الأفيونية على مسكنات الألم الموصوفة طبيا، مثل الأوكسيكودون، والمخدرات الاصطناعية غير المشروعة مثل الفنتانيل.
ويمكن لهذه المواد أن تقمع التنفس، مما يتسبب في وفيات بسبب الجرعة الزائدة إذا لم يتم علاجها بسرعة.
ويراقب جهاز قياس الأكسجين، المزروع تحت الجلد في مناطق مثل الرقبة أو الصدر أو الظهر، مستويات الأكسجين في الأنسجة المحيطة، وعندما تنخفض مستويات الأكسجين، مما يشير إلى أن الجرعة الزائدة تتسبب في إبطاء التنفس أو توقفه، يرسل الجهاز تحذيرا إلى تطبيق جوال مرتبط، وإذا لم يلغ المستخدم التنبيه خلال 30 ثانية، يطلق الجهاز تلقائيا عقار النالوكسون، وهو ترياق منقذ للحياة يعيد التنفس عن طريق منع تأثيرات المواد الأفيونية.
بالإضافة إلى ذلك، يرسل الجهاز تنبيها طارئا إلى المستجيبين الأوائل، مما يسمح باستمرار الرعاية الطبية، حيث يمكن أن تعود أعراض جرعة زائدة من المواد الأفيونية بعد زوال تأثير عقار النالوكسون.
التجارب على الحيوانات تثبت نجاحه
واختبر الباحثون جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم على حيوانات بأحجام مختلفة، ووجدوا أنه اكتشف جرعة زائدة في غضون دقيقة من انخفاض مستويات الأكسجين، وتعافت الحيوانات تماما في غضون 5 دقائق بعد تلقي عقار النالوكسون من الجهاز.
ويقول الدكتور خوسيه مورون كونسيبسيون، أحد مؤلفي الدراسة: "هذا تقدم كبير في الوقاية من الجرعات الزائدة، فالقدرة على إعطاء عقار النالوكسون تلقائيا، جنبا إلى جنب مع تنبيه المستجيبين للطوارئ، تضمن أن الناس لا ينجون من جرعة زائدة فحسب، بل وأيضا لديهم القدرة على الوصول إلى الدعم الطبي الذي يمكن أن يمنع الحوادث المستقبلية".
تأثيرات أوسع على الرعاية الطارئة
وعلى الرغم من تصميم جهاز نالوكسيميتر لمعالجة جرعات زائدة من المواد الأفيونية، إلا أن تقنية نالوكسيميتر يمكن أن يكون لها تطبيقات بعيدة المدى لحالات الطوارئ الطبية الأخرى، حيث يمكن أن تستفيد حالات مثل الحساسية الشديدة (الحساسية المفرطة) أو الصرع من أجهزة إنقاذ مستقلة مماثلة، مما يضمن التدخل السريع أثناء الأحداث التي تهدد الحياة.
وقد حصل الفريق بالفعل على براءة اختراع للجهاز ويتعاون مع شركاء الصناعة لاختباره في التجارب السريرية على البشر، مما يمهد الطريق للاستخدام على نطاق واسع.
وتقول جوانا سياتي، طالبة الدراسات العليا والباحثة في جامعة نورث وسترن: "توفر دراستنا دليلا على مفهوم جهاز نالوكسيميتر، ونعتقد أن هذه مجرد البداية، حيث تتمتع هذه التقنية بإمكانية إنقاذ الأرواح في حالات طبية متعددة".