"أداة تحت الجلد" لمكافحة إدمان الأفيون
العلاج عبارة عن أداة بحجم الفلاشة يمكن زرعها تحت الجلد إذا رصدت انخفاض مستوى الأكسجين في دم أي شخص لمستوى خطير
يعمل جون روجرز، باحث بجامعة نورثويسترن في ولاية إلينوي الأمريكية، على تطوير علاج تكنولوجي لمواجهة الجرعات المميتة من الأفيون.
والعلاج عبارة عن أداة بحجم الفلاشة يمكن زرعها تحت الجلد إذا رصدت انخفاض مستوى الأكسجين في دم أي شخص لمستوى خطير، تطلق بصورة آلية جرعة مخزنة من دواء النالوكسون، الذي يستخدم لمواجهة آثار تعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية.
ويسبب تناول أي جرعة زائدة من الأفيون الشعور بضيق في التنفس وفقدان الوعي، لذلك تعمل الأداة بصورة تلقائية، وتستخدم الشريحة المزروعة أسفل الجلد مساعدات استشعار لمراقبة مستوى الأكسجين في الدم.
وإذا تم تسجيل 3 قراءات متتالية أقل من المستوى المحدد سلفا، يطلق تفاعل كيميائي في الشريحة بصورة آلية جرعة من النالوكسون (كل شريحة سوف تحتوي على أربع جرعات).
ويتم توصيل الشريحة بالهاتف المحمول للمتعاطي محل العلاج، حيث تنطلق إشارة عبر البلوتوث تدفع الهاتف للاتصال برقم الطوارئ للإبلاغ بأن هناك حاجة للمساعدة.
وقال روجرز: "إنه نظام تلقائي تماما، يشبه تقريبا نظام مزروع لمواجهة الطوارئ، يقدم نوعا سريعا من المساعدة لكن بدون أي تدخل بشري".
وكانت الفكرة حازت منحة 10 ملايين دولار من مبادرة المساعدة في إنهاء الإدمان طويل المدى الخاصة بمعاهد الصحة، والتي تهدف للتوصل لحلول علمية لأزمة الأفيون.
ومن المقرر أن تبدأ الاختبارات على الحيوانات خلال العام الجاري، والتجارب السريرية على البشر خلال 5 أعوام.
وتعاون روجرز وزميله روبرت جيريو، الذي يعمل بمركز الآلام التابع لجامعة واشنطن بمدينة سانت لويس، لتطوير العديد من الأدوات الدقيقة المصممة لمراقبة العمليات الجسدية والتدخل إذا لزم الأمر.
ومن بين هذه الأدوات هناك ما يحفز الأعصاب بطريقة كهربائية، ويطلق مواد كيماوية للمخ ويبطئ من عمل المثانة النشطة أكثر من اللازم.
وقال جيريو إنه على الرغم من أن العديد من جهود التواصل وفرت النالوكسون لمتعاطي المخدرات وأحبائهم، فإن هذا التوجه له قيد واضح.
وأضاف: "إذا كان شخص ما وحيدا وتناول جرعة زائدة، حتى إذا كان لديه نالوكسون في بيته، فإن هذا لن يساعده إذا لم يكن هناك أي شخص يساعده في تناول هذا الدواء".
وأوضح أنه يتصور أن المستخدمين الرئيسيين لهذه الشريحة سيكونون الأشخاص الذين يغادرون المصحات أو الذين يتخلون عن العلاج من المخدرات.
وأشاد بعض الخبراء المعنيين بعلاج من يتعاطون المخدرات بالاختراع، ولكن أشاروا إلى إمكانية ظهور تعقيدات أثناء التطبيق على أرض الواقع.
وقال إنطوني تروتير، وهو من متعاطي الهيروين في السابق، والذي يعمل الآن مع برنامج علاج في منطقة إيست جارفيلد بارك في شيكاغو، إن المخاوف بشأن الخصوصية يمكن أن تحول دون قيام الأشخاص بتركيب الشريحة.
وأضاف أن "الشخص الذي يتعاطى المخدرات لا يريد أن يضع شخصا ما أداة تحت جلده، لأنه في كثير من الأحيان، المتعاطي لا يريد الأشخاص أن تعرف أسرهم حقيقة أنهم يتعاطون الأفيون".