سر عائلي وراء حرب ترامب على "وباء الأفيون"
فريد شقيق الرئيس الأمريكي ترامب يتعرّض لإصابة أنهت حلمه بالتحليق، فغاص في إدمان الكحوليات حتى توفي سنة 1981 عن 42 عاماً.
عندما تولى دونالد ترامب منصبه رئيساً للولايات المتحدة، كانت أزمة المواد "الأفيونية"، أو ما يُعرَف باسم "وباء الأفيون"، تدمّر المجتمع الأمريكي.
وأدت الظاهرة إلى مقتل نحو 64 ألفاً نتيجة الجرعات الزائدة من المخدرات، سنة 2016 وحدها، أما الجرعات الزائدة من المواد "الأفيونية" فتسببت في 42 ألفاً من تلك الوفيات، وهو رقم قياسي.
وتعدّ "أشباه الأفيونيات" مواد مخدرة تم تصنيعها لمحاكاة مواد تخفيف الآلام، وتتضمن المسكنات المرخّصة قانوناً مثل "المورفين" و"الهيدروكودون"، التي يصفها الأطباء في حالات الآلام الحادة، فضلاً عن المواد المخدرة غير القانونية مثل "الهيروين" و"الفنتانيل".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، أعلن الرئيس الأمريكي أن القضاء على "وباء الأفيون" يحتاج إلى إعلان حالة طوارئ، ومنذ ذاك الوقت تبذل إدارته قصارى جهدها لمنع تفشي الأزمة.
وخلال مقابلة مطوّلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، كشف ترامب عن سر تعاطفه مع مدمني تلك المواد الضارة، حيث يعود موقفه إلى قصة أخيه الراحل.
ذكريات أليمة
تذكر ترامب، خلال المقابلة الصحفية، أنه عند عودته إلى منزله ذات مرة، في منتصف الستينيات، لقراءة تقارير خاصة بالعمل (كان يستعد للعمل بشركة عائلته العقارية) أصيب بالذهول حين وجد شقيقه الأكبر فريد يقرأ كتباً عن مجال الطيران، على أمل أن يحقق حلمه بأن يصبح طياراً في خطوط "تي دبليو إيه" الأمريكية.
واستحضر ترامب قوله لشقيقه وقتها، "أنت تهدر وقتك"، فيما وبّخ والدهما فريد، قائلاً "إنه لا يريد سوى أن يصبح سائقاً في السماء، بدلاً من إدارة شركة العائلة".
ولاحقاً تعرّض فريد لإصابة أنهت حلم التحليق، فغاص في إدمان الكحوليات حتى توفي سنة 1981 عن 42 عاماً.
وأعرب ترامب، خلال اللقاء الصحفي، عن ندمه لأنه ضغط على شقيقه، وأفاد بأن إدارة أعمال الأسرة "كان شيئاً لن يفعله فريد أبداً، فهو لم يكن يفضّله.. أعتقد أن الخطأ الذي ارتكبناه كان افتراضنا أن الجميع يحبون هذا العمل.. لقد كان هناك نوع من ضغط مزدوج عليه"، أي من جانب ترامب ووالده.
وقال الرئيس الأمريكي إن حياة شقيقه القصيرة والمأساوية أخافته أكثر من أي حد آخر، ولا يزال يطارده ذبول شقيقه الوسيم.
وذكر جاك أودونيل، المدير السابق لأحد كازينوهات ترامب، والذي أدار لاحقاً مركزاً لعلاج الإدمان في أريزونا، أن الرئيس الأمريكي لم يستطع تجاوُز وفاة شقيقه، موضحاً أن الموضوع "يبدو سراً عائلياً دفيناً، لم يرد التحدّث عنه بوجه عام، فهناك كثير من الخجل حيال الإدمان، وهو أمر محزن.. أعتقد أن عائلة ترامب بأكملها تعاني قدراً كبيراً من الخجل، وصدمة لم تنتهِ بعد بشأن وفاة فريد".