«تكنولوجيا السكري».. أحدث وسائل البحث عن الذهب في أولمبياد باريس
يبحث الكثير من الرياضيين عن تحقيق المجد بكل الطرق، عندما يشاركون في البطولات العالمية المختلفة، لا سيما دورات الألعاب الأولمبية.
ونشرت وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها أن عددا من الرياضيين الأولمبيين قرروا استخدام أداة جديدة بحثا عن تعزيز فرصهم في المنافسة على تحقيق الميداليات الذهبية أو غيرها في أولمبياد باريس 2024، الذي ينطلق في يوليو/ تموز المقبل.
وأشارت الوكالة إلى أن تلك الأداة تتمثل في أجهزة صغيرة تلتصق بالجلد لقياس سكر الدم، شبيهة بتلك التي يستخدمها مرضى السكري من أجل تجنب أي اخطار محتملة.
وتبلغ قيمة سوق هذه الأجهزة مليارات الدولارات سنويا، ويسعى المصنعون للتوسع في استخدامها في قطاع الرياضة والصحة، عبر أبرز الرياضيين الذين قد يتجهون لاستخدام التكنولوجيا المساعدة الجديدة.
وكشفت الوكالة أن من بين مستخدمي تلك التكنولوجيا الجديدة عداء الماراثون الهولندي عبدي ناجي، الذي يستعين بأجهزة القياس المتواصل لنسبة سكر الدم، وكذلك عداء الماراثون الكيني إيليود كيبتشوغي وفريقه.
ما هي أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟
صممت هذه الأجهزة بحجم عملة معدنية توضع على الجلد وتكون متصلة بالهواتف الذكية بدلا من سحب الدم، خصيصا لمرضى السكري، لكن مصنعيها بقيادة (أبوت) و(ديسكوم) يتطلعون لاستغلال الفرص السانحة في مجالي الرياضة والصحة.
وتتصل تلك اللصقات لا سلكيا بالهاتف الذكي، وبمساعدة إبرة يوضع مستشعر صغير في أعلى الذراع لقياس سكر الدم بين الخلايا الموجودة أسفل الجلد مباشرة، وتبقي اللاصقة على جهاز الاستشعار في مكانه لفترة تصل إلى أسبوعين.
وأصبحت النماذج الحالية أصغر وأدق ولم تعد بحاجة لجهاز استقبال منفصل، وسيكون أولمبياد باريس الذي سنطلق في 26 يوليو فرصة لاستعراض تلك التكنولوجيا وغيرها، رغم عدم وجود أدلة تثبت قدرتها على تحسين الأداء الرياضي.
لماذا يستخدم الرياضيون أجهزة القياس المستمر لسكر الدم؟
يستخدم بعض الرياضيين البارزين وفرق عملهم هذه الأجهزة لتقييم السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وشدة التمرين، لكن الاستفادة منها خلال السباقات التي تستمر لأقل من 3 ساعات تعتبر محدودة.
وقالت السباحة الأسترالية المعتزلة تشيلسي هودجز، التي فازت بذهبية التتابع في أولمبياد طوكيو، في تصريحات نشرتها رويترز إن الجهاز ساعدها في معالجة نوبات من الاجهاد الشديد والدوار في الحصص التدريبية التي تدوم طويلا، حيث كشف أنها معرضة لانخفاض مستويات سكر الدم.
قال العداء الهولندي عبدي ناجي، الذي فاز بفضية أولمبياد طوكيو، إنه ومدربيه يتابعون سكر الدم كمؤشر للطاقة المتاحة، في إطار مساعيه لركض "بلا عناء".
وأضاف السويدي إميل بلومبرغ، المنافس في سباقات الموانع، إنه استخدم الجهاز لتجنب الإفراط في التدريب، وساعده على إدراك حاجته لتناول مزيد من الطعام خلال حصص المران الأطول.
فائدة أجهزة القياس المستمر لسكر الدم بالنسبة للرياضيين
قال فيليب لارسن، الأستاذ المشارك بالكلية السويدية لعلوم الرياضة والصحة، إن تلك الأجهزة تساعد الرياضي في الإجابة عن سؤال ما إذا كان يتدرب بالشدة الكافية أو بقوة زائدة عن الحد.
وأوضح أنه: "مع أجهزة القياس المستمر لسكر الدم، يمكن فهم الوضع بصورة أفضل، ولا تصبح تقديرات الرياضيين في هذا الصدد رهن عمليات تخمين، خاصة بالنسبة لرياضيي التحمل".
وأضاف لارسن، وهو أيضا كبير العلماء بشركة "سفيكسا" لاستشارات الأداء الرياضي، إن الشركة تحلل بيانات الأجهزة الخاصة بعدد من الرياضيين والفرق، محذرا في الوقت ذاته من عدم وجود وسائل علمية مؤكدة بشأن كيفية تعظيم الاستفادة من روتين الرياضي باستخدام هذه الأجهزة.
وأكمل "لا يستطيع معظم الباحثين أن يقدموا لك الإجابات الدقيقة.. لكن في غضون 5 سنوات، سنعرف 10 أضعاف ما نعرفه الآن".
لكن باحثي التغذية الرياضية يقولون إن الفوائد حتى الآن ن استخدام هذه الأجهزة لا تزال غير مؤكدة، في غياب دليل واضح على أنها تعطي ميزة تنافسية.
وأشار باحثون إلى أن استهلاك قدر أكبر من الطاقة خلال المران مقارنة بالسعرات الحرارية التي يتناولها الرياضي قد يؤثر على مدار الوقت على صلابة العظام وجهاز المناعة والخصوبة.. لكن لم يتضح بعد كيف يمكن لجهاز القياس المستمر لسكر الدم أن يساعد في تجنب ذلك.
كما تبرز من بين الاكتشافات المفاجئة خلال الأبحاث ارتفاع معدلات سكر الدم بصورة كبيرة بين نخبة متسابقي الماراثون، متأثرة على ما يبدو بهرمونات التوتر، وتنخفض معدلات سكر الدم بشدة بين الكثير من رياضيي التحمل أثناء النوم قبل الفجر، لكن لم يتضح ما إذا كان هذا مضرا أم لا.
وقال باحثون إن معظم أعمالهم الاستشارية المعتمدة على الجهاز للرياضيين الذين لا يعانون من مرض السكري في الوقت الحالي تعتمد على ملاحظات وليس النتائج التي تم التحقق من صحتها.
يذكر أن بعض الرياضيين قالوا إن تكلفة تلك الأجهزة تجعلها بعيدة عن المتناول دون عقود رعاية، إذ تتراوح تكلفة جهاز لينغو الخاص بشركة أبوت في بريطانيا بين 120 و150 جنيها استرلينيا (152-190 دولارا) شهريا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuNzYg جزيرة ام اند امز