«معجم القرآن».. ما معنى «قسمة ضيزى»؟
نزل القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، وطوال أيامه المباركة يحرص المسلمون على ختم كتاب الله، وتدبر معانيه.
وفي رحلة ختم القرآن، تقف بعض الآيات والمعاني القرآنية أمام الكثيرين، بسبب صعوبة مفرداتها وعدم تداولها بكثرة في اللغة.
وخلال شهر رمضان 2024، تقدم "العين الإخبارية" سلسلة "معجم القرآن" لتوضيح معاني أشهر الآيات وأكثرها صعوبة وتبسيطها للقراء.
"قسمة ضيزى"
من روائع نهاونديات القارئ المصري محمد صديق المنشاوي حين تلا سورة "النجم" بعاطفة جياشة، حتى يصل إلى الآية "تلك إذًا قسمة ضيزى".
ويقف الكثيرون مليًا أمام تلك الآية، وترتيبها 22 من سورة "النجم"، وهي سورة مكية، أي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة.
وجاء في تفسير الطبري أن قول الله تعالى "تلك إذا قسمة ضيزى" مرتبط بالآية التي تسبقها، إذ يقول المولى "أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأنْثَى"؛ لأن العرب زعموا قديمًا أن "لهم الذكر ولله الأنثى".
ومن المعروف أن عرب الجاهلية، وهو عصر ما قبل ظهور الإسلام، كانوا يفضلون الذكر على الأنثى، وكانوا يتشاءمون من ولادة الإناث، وذهب كثير منهم إلى دفن المولودة حيّة فيما عرف باسم "وأد البنات".
وجاء قول الله تعالى "تلك إذا قسمة ضيزى"، بمعنى "القسمة الظالمة"، أي أنه من الظلم الافتراء على الله والقول بأن الذكر للعرب والإناث لله -حاشا وكلا-، لأنهم جعلوا لربهم ما يكرهون لأنفسهم.
وأوضح الدكتور عبدالرحمن البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي، أن كلمة "ضيزى" ليست متداولة بكثرة في اللغة، لكن الله سبحانه وتعالى استخدمها لأن سورة "النجم" كلها تنتهي بالألف المقصورة.