فضل قراءة القرآن في رمضان.. تقرب إلى الله وتهذيب للنفس

إن قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان تُعد من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم القيام بها. فهي تضاعف أجره وتغفر ذنوبه وتشفع له يوم القيامة، وتزيد من الطمأنينة.
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله تعالى والاجتهاد في أداء العبادات والأعمال الصالحة. ومن أعظم العبادات التي يُنصَح بها في هذا الشهر الفضيل هي قراءة القرآن الكريم. فقد منَّ الله على عباده بفضل عظيم في قراءة كتابه العزيز في رمضان.
قد وعد الله تعالى بأجر عظيم لمن يقرأ كتابه ويتدبر آياته في هذا الشهر الفضيل. إن الله سخَّر هذا الشهر للمسلمين ليتقربوا إليه ويعملوا الصالحات. ومن بين أعظم الأعمال الصالحة هي قراءة القرآن والتفكر فيه. إنها فرصة عظيمة لنيل الثواب والمغفرة من الله تعالى. وإليكم أهمية قراءة القرآن خلال شهر رمضان وفضله.
أجر قراءة القرآن في رمضان
يُقبل المسلمون على كتاب الله بتدبرٍ وخشوع. فالقرآن هو نور يضيء دروب الإيمان، ويُرفع به الإنسان في درجاته عند الله.
مضاعفة الأجر
يُضاعف الله تعالى أجر الأعمال الصالحة في شهر رمضان، بما في ذلك تلاوة القرآن الكريم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.
مغفرة الذنوب
تُعد تلاوة القرآن الكريم من أسباب مغفرة الذنوب، خاصة في شهر رمضان. فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، واقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجّان عن أصحابهما".
الشفاعة يوم القيامة
ورد في الأحاديث النبوية الشريفة أن القرآن الكريم يشفع لصاحبه يوم القيامة. فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها" (رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني).
تأثير قراءة القرآن في رمضان على النفس
قراءة القرآن في شهر رمضان له تأثير كبير على النفس وعلى السلوك الإنساني. إليكم بعض التأثيرات الإيجابية لقراءة القرآن في رمضان على النفس:
التقرب إلى الله
قراءة القرآن في رمضان تعمل على تعزيز الروحانية والقرب من الله، إن تلاوة كتاب الله وتدبر آياته تعزز الوعي الروحي وتعمق العلاقة بين الفرد وخالقه، مما يساهم في تحقيق السكينة والرضا الداخلي.
تهذيب النفس
قراءة القرآن في رمضان تساهم في تهذيب النفس، فالقرآن الكريم يحتوي على تعاليم وقيم إسلامية عظيمة تحث على الإحسان والتسامح والعدل والرحمة. تدبر آيات القرآن ومحاولة تطبيقها في الحياة اليومية يؤثر إيجابيًا على التصرفات والأخلاق.
تقوية الإرادة
قراءة القرآن تساعد في تقوية الإرادة والتحفيز الذاتي. حيث أن تلاوة القرآن تتطلب التركيز والانصراف عن الشغلات الدنيوية، مما يعزز القدرة على التحكم في النفس والتفاني في أداء العبادات والأعمال الصالحة.
فوائد قراءة القرآن يوميًا في رمضان
- صفاء الذهن: حيث يغوص المسلم في معاني القرآن، متدبرًا أحكامه وعظمة الله في خلقه.
- تقوية الذاكرة: فالقرآن يُنظم العقل، ويُرسخ الحفظ، ويمنح القدرة على التركيز.
- طمأنينة القلب: كما قال الله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28).
- السعادة والفرح: فالقلب المتعلق بالقرآن يملؤه الفرح والسرور.
- الشجاعة وقوة النفس: حيث يبعث القرآن في قارئه الثقة والسكينة ويزيل عنه التوتر والخوف.
- تقوية اللغة العربية: فالقرآن الكريم هو منبع البلاغة والفصاحة.
- تحسين العلاقات الاجتماعية: إذ ينعكس تأثير القرآن على سلوك المسلم، فيحبه الناس ويألفونه.
- الوقاية من الأمراض: فقد ثبت علميًا أن الاستماع إلى القرآن يقوي المناعة ويُساعد في الشفاء.
- رفع مستوى الإدراك والفهم: فالقرآن يدعو إلى التفكر والتدبر في معانيه.
- رضا الله والبركة في الرزق: فالمداومة على تلاوته تُكسب البركة في الحياة.
- الشفاعة يوم القيامة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤوا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه». (صحيح مسلم).
- الرفعة في الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارتقِ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَكَ عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها». (إسناده حسن).
آداب تلاوة القرآن الكريم
- إخلاص النية لله -عز وجل-.
- استخدام السواك، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- الطهارة أثناء القراءة، وإن جاز قراءته من غير طهارة.
- اختيار مكان نظيف، ويفضل المسجد لتحصيل أجر الاعتكاف.
- استقبال القبلة والجلوس بخشوع.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء.
- التسمية بقول: «بسم الله الرحمن الرحيم» عند بداية كل سورة.
- تدبر معاني الآيات، والتفاعل معها بالدعاء والتسبيح.
- الامتناع عن الحديث أثناء التلاوة، وتجنب التشتيت.
- قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة غيبًا.
- تجنب التلحين والترقيق المفرط في الصوت.
- التوقف عن القراءة عند التثاؤب.
أفضل أوقات ختم القرآن وقراءته
يجوز قراءة القرآن الكريم في أي وقت من النهار أو الليل، ولكن هناك أوقات تكون أحب إلى الله وأقرب للاستجابة، ومنها:
1. الثلث الأخير من الليل
فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ؟».
2. وقت الفجر
كما قال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ سورة الإسراء: 78.
3. بعد صلاة الصبح
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا في النِّدَاءِ والصّفِّ الأوَّلِ ثُمّ لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولوْ يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا».
دعاء ختم القرآن الكريم
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْآنِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَامًا وَنُورًا وَهُدًى وَرَحْمَةً، اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَا نَسِيتُ، وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَا جَهِلْتُ، وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ، وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم اجعلنا ممن يقرأه فيرقى، ولا تجعلنا ممن يقرأه فيشقى.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، اللهم اجعلنا ممن يقيم حدوده ولا تجعلنا ممن يهجره، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
يارب اجعلنا من المتدبرين لآياته، العاملين بأحكامه، وأكرمنا بختمه في كل آن وحين، وتقبل منا تلاوته في الدنيا واجعله شفيعًا لنا يوم القيامة.
اللهم ارزقنا حلاوة تلاوته، ونور فهمه، ونعيم تدبره، وبارك لنا في أوقاتنا واجعلنا من عبادك الصالحين.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز