بالساعة.. ماذا يحدث لأجسامنا خلال الصيام؟
للصيام فوائد صحية عديدة لدرجة أن الكثير من الناس، حتى من غير المسلمين، اتخذوه ممارسة صحية منتظمة، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات، كان آخرها دراسة في أول مارس بمجلة "نيتشر ميتابوليزم".
ويقول محمد شوكت، الباحث في العلوم الغذائية بجامعة أسيوط (جنوب مصر) لـ "العين الإخبارية"، إنه "عندما نأكل أقل، يكون هناك ضغطا أقل على أعضائنا الهضمية لهضم الطعام، ولهذا السبب يعتبر الصيام ممارسة شفاء مهمة للجسم، حيث يمنح جسمنا الراحة التي يحتاجها، لأن الإنزيمات المسؤولة عادة عن تكسير الطعام وهضمه تكون حرة لأداء وظائف الشفاء في الجسم بدلا من ذلك".
ويضيف أن "الصيام يمنح الجسم القدرة على إعادة تنظيم نفسه، وبسببه يدخل جسمنا في مرحلة الشفاء، وبالتالي يسعى جاهدا للحفاظ على طاقته".
ويشير شوكت، إلى أن هذه الفوائد المهمة للصيام، تتحقق من خلال العمليات البيلوجية التي تحدث خلال ساعات الصيام، والتي وردت في مدونة خاصة بجامعة مانشستر البريطانية، وهي كالآتي:
- الساعة صفر إلى 4 ساعات:
خلال هذا الوقت، يستخدم جسمك الطاقة من وجبتك الأخيرة لنمو الخلايا والأنسجة، وكذلك لتوفير الطاقة لنشاطك الحالي، ويقوم البنكرياس بإنتاج الأنسولين الذي يسمح للجسم باستخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة.
- 4 إلى 16 ساعة:
هذه هي مرحلة الانهيار، ويتم استخدام جميع العناصر الغذائية الإضافية من وجبتك الأخيرة للحصول على الطاقة، وبمجرد نفاد هذه الطاقة، يلجأ الجسم إلى الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، ويفرز الجسم الدهون ويحرقها للحصول على الطاقة، وتطلق هذه العملية مواد كيميائية تعرف باسم أجسام الكيتون للحصول على الطاقة.
وتبدأ عملية تعرف باسم "الالتهام الذاتي" خلال هذه المرحلة، مما يعني أنه يتم تنظيف المواد الخلوية الميتة أو التالفة في خلاياك، وهذه المادة التالفة، إذا لم يتم تنظيفها، يمكن أن تسبب الشيخوخة أو المرض أو حتى السرطان.
-بعد 16 ساعة:
بعد مرور 16 ساعة تتسارع الأمور في الجسم، ويبدأ الجليكوجين في الكبد والعضلات وكذلك الجلوكوز في الخلايا في الانخفاض بسرعة، لذلك يحتاج الجسم إلى اللجوء إلى الدهون المخزنة للحصول على الطاقة.
وعلى الرغم من التغيرات الكبيرة التي تحدث في جميع أنحاء الجسم في هذه المرحلة، إلا أنك لا تلاحظها من الخارج حتى الآن، ويمكنك المشي والتفاعل مع الناس وممارسة النشاط البدني دون الشعور بالتعب الشديد.
ويتم إطلاق مادة كيميائية تعرف باسم ( AMPK ) خلال هذه المرحلة مما يزيد من معدل الالتهام الذاتي في جميع أنحاء الجسم كله.