«التظاهر بالموت».. 50 عاما من الاحتجاج المناهض لوحشية الحرب
لم يكن "التظاهر بالموت" كنوع من الاحتجاج على حرب إسرائيل في غزة وليد اليوم، بل إن تاريخه يمتد لأكثر من 50 عاما.
بدأت حركة "التظاهر بالموت Die-in protest" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، للاحتجاج على عدد من القضايا، تتنوع ما بين حرب فيتنام والحملة ضد الأسلحة النووية، إلى المطالبة بتوجيه قدر أكبر من الاهتمام ضد مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز"، وفقا لمجلة آكتيف هيستور الأمريكية.
في منتصف سبعينيات القرن العشرين كان التظاهر بالموت جزءا مهما في الاحتجاج السلمي الذي استخدمته الحركات الاجتماعية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، وبدرجة أقل في أوروبا.
وقد تعلمت المجموعات المحلية عن هذا التكتيك -وكيفية تنفيذه- من الصحف ومنشورات النشطاء، والاتصال المباشر مع المنظمين في مدن أخرى.
يشير الموقع إلى أن أولى الإشارات إلى مصطلح "التظاهر بالموت" كانت في تغطية احتجاج نظمه دعاة حماية البيئة في بوسطن الأمريكية للاحتفال بيوم الأرض الأول، في 22 أبريل/نيسان عام 1970، وتظاهر بضع عشرات من الأشخاص، بعضهم حمل توابيت، وتظاهروا بالموت أمام عدادات التذاكر في مطار لوغان الدولي لزيادة الوعي بالتلوث.
ومن بين الأمثلة المبكرة الأخرى الاحتجاج الذي نظمته حركة "أشخاص ضد استخدام غاز الأعصاب" في سياتل، في مايو/أيار عام 1970، واحتجاج ضخم لإضراب النساء من أجل السلام في نيويورك في عام 1972.
وبحسب التقرير، يبدأ الاحتجاج عادة عبر سيطرة المحتجين بشكل مفاجئ على مكان عام مزدحم، وغالبا ما يستعين المحتجون بأغراض رمزية كالتوابيت أو الخرق الملطخة بالدماء، وقد تكون هناك شعارات أو غناء أو قد يكتفون بالصمت.
ويستمر "التظاهر بالموت" عادة لوقت قصير فقط قبل تدخل الشرطة عادة لطرد المحتجين من المكان العام الذي يحتلونه.
ويحول العشرات أو المئات من المتظاهرين الذين يلعبون دور الموتى مساحة عامة كزاوية شارع أو بهو فندق إلى ساحة معركة أو موقعا لحادث رمزي.
كما استخدم التظاهر بالموت في دعم القضايا المناصرة لحقوق الأمريكيين من أصل أفريقي، إذ جلسوا على مر السنوات وحتى استلقوا على الأرض لتأكيد حقوقهم في الفضاء العام والمواطنة المتساوية.
وكان مثالهم على المعارضة المنظمة مؤثرا بشكل كبير على ثقافة الاحتجاج في الستينيات والسبعينيات في جميع أنحاء العالم.
ووفقا للموقع فإن هذا الحدث يلفت الانتباه، وغير مكلف، وسهل التنظيم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الاحتجاج المثالي لعصر الإنترنت، وهو ما اتضح جليا في أعقاب مقتل رجلين أسودين على يد الشرطة إريك جارنر (نيويورك) ومايكل براون (فيرغسون، ميسوري)، صيف عام 2014.
ويشير التقرير إلى أن بعض الاحتجاجات تهدف إلى نقل الأحداث المخفية والتي تحدث بعيدا عن الأنظار، مثل المذابح السرية أو حالات الاختفاء، وتمثيلها أمام أعين الجمهور.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز