أزمات خانقة تواجه "فيات كرايسلر" رغم استقرارها المالي
مدير معهد أبحاث صناعات السيارات في ألمانيا يقول: "لقد استقرت المجموعة كرايسلر لكنها ما زالت في الدرجة الثانية بين شركات تصنيع السيارات"
عانت شركة "فيات كرايسلر" للسيارات خلال الـ12 شهرا الماضية من تراجع مبيعاتها، بالإضافة إلى عدم وجود طرازات جديدة لديها، لكن صعوبات أشد قسوة ستكون بانتظارها خلال السنوات المقبلة.
ويقول شتيفان رايندل، مدير معهد أبحاث صناعات السيارات في ألمانيا: "لقد استقرت المجموعة كرايسلر، لكنها ما زالت في الدرجة الثانية بين شركات تصنيع السيارات".
- الانبعاثات تلوث سمعة "فيات كرايسلر" وتغرمها 77مليون دولار
- فيات كرايسلر تدفع 800 مليون دولار لتسوية دعاوى قضائية أمريكية
وحدد رايندل نقاط الضعف الرئيسية لدى "فيات كرايسلر"، حيث قال إن لديها "حجم مبيعات محدود"، و"ليست لديها استراتيجية للعولمة"، بالإضافة إلى كونها متأخرة فيما يتعلق بالتقنيات الجديدة.
وفشلت محاولة اندماج شركة السيارات الإيطالية-الأمريكية مع شركة رينو الفرنسية، كما لا يوجد لدى "فيات كرايسلر" أي طرز كهربائية أو هجينة في مجموعاتها العادية.
وتحاول الشركة اللحاق بالركب، حيث بدأت مؤخرا في تزويد مصنعها التاريخي "ميرافيوري" في مدينة تورينو بالمعدات، من أجل إنتاج سيارات كهربائية.
وتبيع "فيات كرايسلر" على مستوى العالم أقل من 5 ملايين سيارة سنويا، وتحقق أكثر من 90% من أرباحها بأمريكا الشمالية، بفضل الطلب القوي على سيارات "جيب" الخاصة بها والمصممة للسير على الطرق الممهدة والوعرة وفي الصحراء، وشاحنات نصف النقل (بيك-أب).
وتعتبر الشركة شبه غائبة عن الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، كما تفقد قوتها في أوروبا، ويبدو أنها فشلت في إنعاش علامتها التجارية "ألفا روميو".
وكانت مبيعات "ألفا" تراجعت في أوروبا خلال النصف الأول من 2019 على أساس سنوي، بأكثر من 40%، وخسرت علامة "فيات" التجارية، التي تعتمد بدرجة كبيرة على طراز "500" الشهير، 10% من مبيعاتها.
ومن جانبه، يقول جيان لوكا بيليجريني، رئيس تحرير "كوارتوروت"، مجلة إيطالية متخصصة بمجال السيارات: "لقد أنقذ سيرجيو مارشيوني كلا من فيات وكرايسلر بمفرده من إفلاس شبه مؤكد".
وقام مارشيوني -تولى إدارة "فيات" في 2004، و"كرايسلر" في 2009- بإحياء شركتين متعثرتين، حيث أنشأ "فيات كرايسلر"، وهي شركة عالمية، لكنها ما زالت تواجه مخاطر.
وكان مارشيوني -توفي في يوليو/تموز 2018- يضع أمامه هدفين رئيسيين، أعطاهما أولوية على الاستثمار في ابتكار نماذج جديدة، وهما: التخلص من ديون "فيات كرايسلر"، وإيجاد شريك للاندماج، وقد نجح بالفعل في تحقيق الهدف الأول، لكنه لم ينجح في الثاني.
ويقول بيرتا، مدير قسم الأرشيف السابق في "فيات" إن الاندماج أو التحالف مع شركة أخرى من شركات تصنيع السيارات هو السبيل الوحيد بالنسبة إلى "فيات كرايسلر" من أجل العثور على الموارد التي تحتاجها بشدة لتطوير تقنيات ومنتجات جديدة.
ويضيف أنه بخلاف ذلك سيتعين على المساهمين تمويل الاستثمارات بأنفسهم، إلا أنهم قد أثبتوا أنهم غير مستعدين للقيام بذلك.
ويرى العديد من المحللين إمكانية أن تساعد الشراكة مع شركة صينية منافسة، الشركة أخيرا على اقتحام سوق الصين.
من ناحية أخرى، يقول فرديناند دودنهوفر من مركز أبحاث السيارات في جامعة دويسبورج إيسن: "ستكون السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، أكثر الأوقات قسوة منذ اختراع السيارة"، ويضيف: "إما أن تندمج وإما أن تتعاون، وإلا فسوف تترك سوق السيارات".