«أطفال ديجيتال» لتحسين الرعاية الصحية للرضع.. طرق مبتكرة لإدارة الأمراض
حقق باحثون من جامعتي غالواي وهايدلبرغ بألمانيا، إنجازا رائدا في مجال صحة الأطفال من خلال إنشاء أطفال رقميين (ديجيتال) لتعميق فهم عمليات التمثيل الغذائي للرضع خلال أول 180 يوما حرجة من الحياة.
وطوّر الفريق خلال الدراسة المنشورة في دورية "سيل ميتابوليزم" 360 نموذجا حاسوبيبا متطورا يحاكي المسارات الأيضية المعقدة للأطفال الرضع.
ويعد مشروع "الأطفال الرقميون"، الأول من نوعه، حيث يتكون من نماذج الجسم بالكامل من 26 عضوا، و6 أنواع من الخلايا، وأكثر من 80 ألف تفاعل استقلابي.
وباستخدام بيانات واقعية من 10 آلاف مولود جديد، بما في ذلك الجنس والوزن عند الولادة وتركيزات المستقلبات، قام الباحثون بتخصيص هذه النماذج.
ويتيح هذا الإنجاز للعلماء دراسة عملية التمثيل الغذائي لكل رضيع، مما يفتح الأبواب أمام تطبيقات الطب الدقيق.
وبقيادة البروفيسور إينيس ثيل، الباحثة الرئيسية، يستعد بحث الفريق لإحداث ثورة في الطب الدقيق من خلال النمذجة الحاسوبية.
وتقول إنه "من خلال تعزيز فهم عملية التمثيل الغذائي لدى الرضع، توفر النماذج طرقًا جديدة لتشخيص وعلاج الحالات الطبية، وخاصة الأمراض الأيضية الموروثة، في المراحل الأولى من الحياة".
وتشرح إيلين زاونسيدر من جامعة هايدلبرغ، والمشاركة بالدراسة "يمتلك الأطفال ميزات أيضية فريدة من نوعها حاسمة لنموهم وتطورهم، وشمل عملنا ترجمة هذه العمليات الأيضية إلى نماذج رياضية، مما يتيح محاكاة متطلبات الطاقة الخاصة بالأعضاء وأنماط النمو على مدار الأشهر الأولى من الحياة".
وتؤكد البروفيسور "ثيل" القوة التنبؤية لهذه النماذج في البيئات السريرية، وتشرح قائلة: "تتنبأ نماذجنا بدقة بالاستجابات الأيضية لاستراتيجيات العلاج المختلفة، وتقدم أساليب شخصية لإدارة المرض للرضع الذين يعانون من أمراض التمثيل الغذائي الموروثة".
وتوكد زاونسيدر أن النماذج توفر رؤية تفصيلية لعمليات التمثيل الغذائي للرضع وتمهد الطريق لاستراتيجيات مصممة خصيصا لإدارة الأمراض، ولديها القدرة على إحداث ثورة في الرعاية الصحية للأطفال من خلال تلبية الاحتياجات الأيضية الفريدة لكل رضيع.