أدمغة الرضع تشبه «تشات جي بي تي».. ما العلاقة؟
وجدت دراسة رائدة أجراها عالم أعصاب في كلية ترينيتي في دبلن، أن الرضع يطورون نماذج دماغية أساسية قوية، شبيهة بتلك الموجودة في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويتحدى هذا البحث، الذي نُشر في مجلة " تريندز إن كوجنتيف ساينس"، المعتقدات السائدة منذ فترة طويلة حول عدم نضج دماغ الأطفال.
ولعقود من الزمن، اعتقد العلماء أن أدمغة الأطفال تظل غير ناضجة لفترة من الوقت، ومع ذلك، تكشف هذه الدراسة عن أن أدمغة الأطفال تكون أكثر نضجا عند الولادة مما كان يُعتقد سابقًا، وتقوم بمعالجة المعلومات الحسية بشكل فعال منذ البداية.
ويوضح البروفيسور رودري كوزاك، المؤلف الرئيسي للدراسة: "أردنا أن نفهم لماذا يبدو دماغ الأطفال الرضع غير ناضج لفترة طويلة، وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن هذه الفترة تستخدم لتطور الدماغ، على غرار الطريقة التي يتم بها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مسبقًا على مجموعات بيانات ضخمة، قبل أن يتم ضبطها لمهام محددة".
واستخدم فريق البحث، الذي يضم البروفيسور كريستين شارفيت من جامعة أوبورن والدكتور مارك أوريليو رانزاتو من ديب مايند، التصوير العصبي وتطور الدماغ المقارن عبر الأنواع، ويشير عملهم إلى أن أدمغة الأطفال تكون في مرحلة ما قبل التدريب خلال الأشهر الأولى، تمامًا مثل العملية المستخدمة في نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل (تشات جي بي تي).
وهذا الفهم الجديد لنمو دماغ الأطفال يمكن أن يلهم نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر كفاءة، وعلى عكس الذكاء الاصطناعي الحالي، الذي يتطلب كميات هائلة من البيانات والطاقة، يحقق الأطفال الرضع كفاءة تعليمية ملحوظة، ويمكن أن تؤدي الأبحاث المستقبلية التي تقارن تعلم الدماغ والذكاء الاصطناعي إلى الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويختتم البروفيسور كوزاك قائلاً: "على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد خطى خطوات كبيرة، فإن فهم كيفية تعلم الأطفال يمكن أن يحدث ثورة في كفاءة نموذج الذكاء الاصطناعي، وتتضمن خطواتنا التالية المقارنة المباشرة بين عمليات التعلم في الأدمغة والذكاء الاصطناعي".
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز