عندما تنتهي الأدوات الدبلوماسية، ويستحيل توظيفها للمصالح الشخصية لمن يجلسون في السلطة، لا تتوفر أمامهم إلا الوسائل غير الشرعية
عندما تنتهي الأدوات الدبلوماسية، ويستحيل توظيفها للمصالح الشخصية لمن يجلسون في السلطة، لا تتوفر أمامهم إلا الوسائل غير الشرعية، والخارجة عن أطر القوانين الدولية.
وهذا ما تفعله الدول الخارجة عن القانون في العالم، وهذا ما لجأت إليه قطر و"مديرها" حمد منذ سنوات، للبحث عن مكان له بين الأمم، وشراء مواقفها التي لم يتمكن من الحصول عليها بشرعية قوانين لا يحترمها، ويعلم أنه اخترقها وأن مرحلة الحساب قد قربت.
السمسرة بقطر وشعبها هي الوسيلة الأسهل والأكثر أمناً التي ارتآها حمد، من أجل أن يبقى في السلطة بعدما بدأ المجتمع الدولي بطرح تساؤلات حول شرعيته، خاصة بعدما كشف وبشكل لا مجال للشك فيه عن تورط النظام القطري في تمويل الإرهاب والمساهمة في خلق الجماعات الإرهابية في كل دول العالم.
والمنطقي في الأمور أن تسعى الدول لخدمة شعوبها، والحفاظ على أمنها وسلامتها حاضراً، وتهيئة الأرضية الآمنة لأجيال المستقبل، ومحاربة ومكافحة كل ما قد يمس الأمن أو السيادة.
رغم تفعيل عمل السماسرة في كل الاتجاهات، وتحريك أسطول إعلامي يديره ويعمل على تنفيذه مرتزقة لا يمتلكون مبادئ أو رسائل إنسانية، يتراجع الموقف القطري يوماً بعد يوم، وخير دليل هو التوصيات التي خرج بها مؤتمر بروكسل توصية خليجية أوروبية للتحقيق في تمويل قطر للإرهاب.
لكن ما يفعله تميم الصغير الآن هو المشي على خطى "المدير" حمد وطاعته، بمواصلة دعم الإرهاب من أجل، لا أقول الحفاظ على "السيادة" لأنهم لا يمتلكونها الآن. لكن من أجل خلق سيادة ولو لحين.
النظام القطري الآن يحمّل بلاده وشعبه ما لا طاقة لهما به، تعاقدات بعشرات المليارات لشراء الدعم التركي.
تعاقدات بشراء أسلحة بمبالغ تشارف المائة مليار دولار، اتفاقيات تعاون عسكرية أكبر من حجم البلاد وطاقة استيعابها.
فهل من يدفع بهذا الاتجاه يمتلك عقلاً أو ضميراً أو إحساساً تجاه الشعب القطري؟ وأين الروح الوطنية من كل هذا؟
الواضح للجميع أن "المدير" يتصرف في بلده التي يعتبرها شركة خاصة يمتلك كل أسهمها بشكل جنوني، وفقدان السيطرة واضح خاصة بعد التخلي عن عرف التعامل الدولي وهو الدبلوماسية، واعتماد أساليب السماسرة لبيع وطن، وكم مؤلم أن نرى الأوطان تُباع رغم أنها ليست تحت الطلب؛ بل حمد جعل خالد العطية يمسك بأطراف ثياب الأمريكان الذين أداروا وجههم عنه ويستجديهم أن يعلنوا على إقامتهم الدائمة في قطر، ورغم تحرِّجهم من إعلان هذا الموقف إلا أنه وكـ"سمسار" محترف على المساومة أصر على متابعة الأمر وتقديم كل ما تبقى من المال وماء الوجه للحصول على موافقة أمريكا البقاء لحماية نظام أنهكته المؤامرات مالياً واستنزفته سياسياً.
لكن للحق طريقاً يبدأ بخطوة، وقد رأينا خطوات واثقة من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ومصر في سبيل إنقاذ المنطقة من الكارثة الإنسانية التي سببها سلوك النظام القطري لدول المنطقة والعالم عموماً، أوجد أرضية ناعمة لتفريخ الإرهاب الذي دمر دولاً وأشعل حروباً ما زالت نيرانها مشتعلة.
وفي سياق مواصلة السير بهمة نحو محاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة، شاركت دولة الإمارات في مؤتمر "الأزمة الدبلوماسية الخليجية.. مكافحة تمويل الإرهاب" في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل.
وتطرق الطرح الإماراتي للمشكل الأساسي، وهو دعم الحكومة القطرية للإرهاب، لافتاً إلى أن الدول الأوروبية على اطلاع وعلم بما يقوم به القطريون من دعم للأيديولوجية الإخونجية المتطرفة في المنطقة ودولياً.
كما جاء في الورقة الإماراتية تذكير بأن 40 شخصاً من قائمة الإرهاب الأمريكية يعيشون في قطر، ويتمتعون بحرية السفر لمناطق النزاع.
وما تطرقت له الإمارات فعلاً في غاية الأهمية ويدق أجراس الخطر، لضرورة سرعة التحرك من أجل إيقاف النظام القطري، هؤلاء "العقول" الإرهابية المختبئة وراء أقنعة الدين أخطر من كل الأسلحة التي اشترتها قطر ولا تحسن استعمالها، وبالتالي فلا جدوى منها.
والأسهل كان بالنسبة لحمد هو شراء قادة الإرهاب، وتوفير الرخاء لهم ليحارب بهم من أجل البقاء ومهما كان الثمن.
لكن ورغم تفعيل عمل السماسرة في كل الاتجاهات، وتحريك أسطول إعلامي يديره ويعمل على تنفيذه مرتزقة لا يمتلكون مبادئ أو رسائل إنسانية، يتراجع الموقف القطري يوماً بعد يوم، وخير دليل هو التوصيات التي خرج بها مؤتمر بروكسل توصية خليجية أوروبية للتحقيق في تمويل قطر للإرهاب.
ومن المفترض أن يسارع حمد لتصحيح مواقفه لينقذ ما يمكن إنقاذه، ويتجه نحو أشقاء قطر للبحث عن مخرج له مما أوقع نفسه فيه، لكن التعنت والاعتماد على مستشارين، مثل عزمي بشارة ووضاح خنفر والفرقة الإخوانجية الذين ينام ويصحو على أناشيدهم، تدفعه نحو هاوية يملؤها الدم، ورأينا الخوف من السقوط الذي يعيشه النظام القطري إلى درجة جعلته يجرّد جنوده من أسلحتهم في العرض العسكري الذي انتظم الأيام الماضية.
فمن لا يشعر بالأمان مع جنوده وحماته، ومن لا يثق في شعبه لا خير فيه ، والشعب القطري لن يصبر كثيراً حتى وإن اصطنع الصبر ، لأن ضغط النظام أقوى من طاقة تحمُّل شعبه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة