تفاؤل وعقبات.. سباق دبلوماسي لإنهاء حرب أوكرانيا قبل 20 أبريل

تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة، وسط تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم.
وأفادت وكالة «بلومبرغ»، الأحد، بأن البيت الأبيض يأمل في تحقيق هدنة بحلول 20 أبريل/نيسان المقبل كموعد مستهدف لإنجاز الاتفاق.
- الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا.. «مسمار جحا» في سلام أوكرانيا
- بوتين يستعين بمسؤول استخباراتي مثير للجدل في المحادثات مع أوكرانيا
ومع ذلك، أشارت التقارير إلى أن الجدول الزمني قد يمتد لفترة أطول بسبب الخلافات العميقة بين الجانبين.
وفي حين تبدي واشنطن تفاؤلًا بإمكانية التوصل إلى تسوية، استنادًا إلى بعض المؤشرات الإيجابية في المفاوضات الجارية، إلا أن موسكو قلّلت من احتمالات تحقيق اختراق سريع في المحادثات، مؤكدة أنها ستكون «صعبة ومعقدة».
طريق طويل ومفاوضات شاقة
وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن المحادثات لا تزال في بداياتها، محذرًا من أن المفاوضات ستكون صعبة وتتطلب الكثير من العمل.
وقال بيسكوف: «هذا موضوع معقد للغاية، ولسنا سوى في بداية هذا المسار».
وأشار إلى أن «المفاوضات التي ستُجرى، الإثنين، في السعودية مع الجانب الأمريكي ستركز على استئناف محتمل لاتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود، إلى جانب بحث وقف إطلاق النار».
تواصل ترامب وبوتين
على صعيد آخر، كشف تقرير صادر عن الكرملين في 18 مارس/آذار الجاري أن الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تبادلا وجهات النظر بشكل مفصل وصريح حول الأزمة الأوكرانية.
ووفقًا للبيان الروسي، فإن بوتين أعرب عن امتنانه لترامب لرغبته في المساعدة على إنهاء النزاع، مؤكدًا استعداده للتعاون مع الشركاء الأمريكيين لاستكشاف حلول شاملة ومستدامة للأزمة.
وأضاف البيان: «أي تسوية يجب أن تراعي القضاء على الأسباب الجذرية للصراع، وضمان المصالح الأمنية المشروعة لروسيا».
عقبات أمام اتفاق الهدنة
ورغم تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى اتفاق، لا تزال هناك عقبات رئيسية تحول دون التوصل إلى هدنة نهائية بين روسيا وأوكرانيا، ما يجعل تحقيق وقف إطلاق النار بحلول 20 أبريل/نيسان أمرًا غير مؤكد.
إحدى أبرز العقبات تتعلق بالضمانات الأمنية، حيث تصرّ روسيا على الحصول على تعهدات رسمية بعدم توسيع حلف الناتو شرقًا، وهو مطلب تعتبره ضروريًا لحماية مصالحها الاستراتيجية.
في المقابل، ترفض أوكرانيا أي اتفاق قد يحدّ من خياراتها العسكرية أو السياسية، مؤكدة أن مستقبلها يجب أن يُحدد بناءً على إرادة شعبها وليس وفقًا لضغوط موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، لا يزال وضع الأراضي التي تسيطر عليها روسيا نقطة خلاف رئيسية، حيث تطالب كييف بانسحاب القوات الروسية من دونباس وشبه جزيرة القرم، معتبرة أن هذه المناطق جزء لا يتجزأ من سيادتها الوطنية.
في المقابل، تصر موسكو على أن هذه الأراضي أصبحت جزءًا من الاتحاد الروسي بعد الاستفتاءات التي أجرتها هناك، وترفض أي نقاش حول عودتها إلى أوكرانيا.
أما الشروط الاقتصادية لإعادة الإعمار، فهي تمثل تحديًا إضافيًا، حيث تبحث أوكرانيا عن دعم غربي للمساهمة في إعادة بناء المناطق التي تضررت جراء الحرب.
من جهة أخرى، تتخوّف روسيا من أن تُحمَّل المسؤولية المالية عن الأضرار الناجمة عن الصراع، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية التي تؤثر على اقتصادها.
كما أن موقف القوى الأوروبية يضيف تعقيدًا إضافيًا للمفاوضات. ففي حين تدفع فرنسا وألمانيا نحو تسوية دبلوماسية قد تشمل ضمانات أمنية متبادلة، تتخذ بريطانيا ودول البلطيق موقفًا أكثر تشددًا تجاه روسيا، وتدعو إلى إبقاء الضغط العسكري والاقتصادي عليها حتى تحقيق انتصار أوكراني واضح.
ومع استمرار هذه العقبات، يبدو أن تحقيق وقف إطلاق النار بحلول 20 أبريل/نيسان لا يزال غير مضمون، خاصة مع إصرار كل طرف على مواقفه دون تقديم تنازلات حقيقية حتى الآن.
aXA6IDE4LjIyMi4xNzkuMTkyIA== جزيرة ام اند امز