دبلوماسيون لـ"العين الإخبارية": الإمارات ومصر نموذج للتكامل العربي
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حل ضيفا على الإمارات في زيارة "دولة" هي السابعة من نوعها منذ توليه الحكم 2014.
أكد دبلوماسيون أن الزيارات المتبادلة بين قيادات دولتي الإمارات ومصر تؤكد أن علاقات البلدين أصبحت نموذجاً يحتذى به للتكامل العربي ورسالة للخارج بسعي الدولتين لتعزيز تلك العلاقات الاستراتيجية.
- 3 مليارات دولار حجم التبادل التجاري بين الإمارات ومصر في 10 أشهر
- محمد بن راشد والسيسي يبحثان في بكين تطور العلاقات بين الإمارات ومصر
وبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء، زيارة "دولة" إلى الإمارات تستغرق يومين، هي السابعة من نوعها منذ توليه الحكم عام 2014؛ حيث كانت آخر زياراته في فبراير/شباط 2018.
وعلى مدار السنوات الأخيرة التقى السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، نحو 22 مرة بين القاهرة وأبوظبي.
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: "إن مستوى الزيارات بين البلدين وتتابعها يؤكدان صلابة العلاقة التي تدار على أعلى مستوى، وهو أمر مهم يشير إلى توافر إرادة سياسية لتعزيزها بشكل مستمر".
وأوضح بيومي، لـ"العين الإخبارية"، أن "توافق الرؤى بين قادة البلدين في معظم الأزمات التي تشهدها الشرق الأوسط منح العلاقات مزيداً من التميز والخصوصية، وأسهم في حلحلة العديد من القضايا الشائكة التي تشهدها المنطقة، بما جعل العلاقات الإماراتية - المصرية نموذجاً للشراكة المتنامية بين دول الوطن العربي".
القضايا المشتركة
ونوه بيومي بأن المشاورات بالتأكيد سوف تتناول الأوضاع الملتهبة في سوريا وليبيا واليمن وفلسطين، لتنسيق المواقف بما يخدم قضايا الأمة العربية.
ولفت إلى دور دولة الإمارات المعروف في دعم الدولة المصرية، خاصة منذ ثورة 30 يونيو/حزيران حتى الآن، كما أن العلاقات التجارية متميزة، وهناك شراكات اقتصادية عدة تستوجب المتابعة والتنسيق المستمر لتسريعها.
وشهدت العلاقات السياسية بين مصر والإمارات دفعة قوية عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 حيث دعمت أبوظبي مصر سياسياً واقتصادياً.
ويشير مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن العالم العربي بات مستهدفاً من قوى خارجية تستوجب توحيد المواقف للوقوف أمام تلك المطامع.
أما السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فأكد لـ"العين الإخبارية" أن "علاقات البلدين تتميز بخصوصية معروفة منذ عدة عقود، بدأها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المصري، لمواقفه التاريخية النبيلة تجاه البلاد.
ونوه بأن "توافق الرؤى بين قادة الإمارات ومصر في الوقت الراهن حول طبيعة التهديدات والتحديات التي تواجه كل منهما، والوطن العربي ككل ساهم في وضع إطار استراتيجي عام تسير فيه العلاقات بين البلدين"، مؤكداً أن العلاقات بين مصر والإمارات يمكن وصفها بـ"الاستراتيجية العليا".
وأوضح الدبلوماسي المصري أن الزيارة تأتي في إطار تطورات إقليمية مهمة، حيث تحمل في طياتها مخاطر لدول المنطقة وتحديداً النظام العربي، ولذلك فإن المباحثات ستتناول العلاقات الثنائية وتطورات أزمات المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب. واعتبر هريدي أن مصر ودول الخليج تشكلان العمود الفقري للنظام العربي.
بدوره، قال السفير السيد أمين شلبي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: "إن العلاقات المصرية - الإماراتية تقوم على أساس الشراكة الاستراتيجية، وكذلك مواجهة التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة في ظل إدراك متزايد للاضطرابات التي تحدث في الشرق الأوسط، التي تشمل التدخلات التركية والتغلغل الإيراني".
وترسخ الشراكة الإماراتية - المصرية نموذجاً ملهماً للتعاون العربي المشترك باتجاه تعزيز التنمية، وقد وصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية المباشرة في السوق المصري إلى 5.9 مليار دولار نهاية 2018 خلال آخر 4 سنوات.
وتمثل الإمارات ثاني أكبر دولة عربية في قائمة الدول المستثمرة بمصر، كما تشير التوقعات إلى نمو التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية لـ"العين الإخبارية" إلى التعاون المصري الإماراتي المتنامي، وتلك الزيارات المتبادلة تبعث برسالة مقصودة للعالم الخارجي، مفادها أن "هذه الدول أصبحت لها علاقات على مستوى تستطيع أن تواجه به أي تحدٍ ينشأ في المنطقة أو لإحداها".
ووصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، في زيارة دولة إلى الإمارات، تعد السابعة له منذ توليه الحكم عام 2014.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مقدمة مستقبلي الرئيس المصري لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار الرئاسة في أبوظبي.
وقدم عدد من الأطفال باقات من الورود إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتفاء بزيارته التي تستغرق يومين.
ورافقت الطائرة التي تقل الرئيس المصري لدى دخولها أجواء الدولة طائرات حربية إماراتية ترحيباً بضيف البلاد.
وخلال استراحة قصيرة في صالة كبار الشخصيات في مطار الرئاسة، رحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالسيسي، وتبادلا الأحاديث الودية التي تعكس متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وتأتي زيارة السيسي إلى الإمارات في إطار الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة والتعاون والتشاور حول مختلف القضايا المتعلقة بتعزيز العمل العربي المشترك.
وتعد زيارة الرئيس المصري السابعة من نوعها منذ توليه الحكم عام 2014، وكانت آخر زيارات السيسي في فبراير/شباط 2018.