"الدرعية".. عاصمة التأسيس تعزز علاقات الأخوة بين السعودية والإمارات
قبل قرون شكلت الدرعية منطلقا لتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتأسيس الدولة السعودية الأولى قبل أن تصبح شاهدة على الأخوة مع الإمارات.
وتشارك الإمارات السعودية احتفالها بيوم التأسيس، تتويجا لعلاقاتهما الأخوية، التي كانت "الدرعية" عاصمة التأسيس شاهدة على قوتها وتميزها.
رغم أن ذكرى يوم التأسيس بالسعودية تعود إلى 3 قرون مضت إلا أن إحياءها، استبقته محطات مهمة، تبرز العلاقات الأخوية السعودية الإماراتية.
ويحتفل السعوديون، الأربعاء، بذكرى تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139هـ الموافق 22 فبراير/ شباط 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتجسد هذه المناسبة الوطنية التي تقام تحت شعار " يوم بدينا" معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة للمملكة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون.
ذكرى تعود إلى 3 قرون مضت إلا أن إحياءها، استبقته محطات مهمة، كانت شاهدة على العلاقات الأخوية التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، في ظل الاهتمام الكبير من العاهل السعودي وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بالدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى.
وتجسد هذا الاهتمام في العديد من المحطات، التي كانت الإمارات داعمة لبعضها وشاهدة على محطات أخرى، لتبرز تلك المحطات خلال الاحتفاء المملكة بتلك الذكرى التاريخية الهامة، العلاقات الأخوية التي تربط السعودية ودولة الإمارات.
وترصد "العين الإخبارية" في التقرير التالي أبرز محطات العلاقات الأخوية بين البلدين كانت الدرعية شاهدة عليها وهي:
- اختيار الدرعية عاصمة عربية للثقافة لعام 2030، خلال اجتماع وزراء الثقافة العرب في دبي خلال الفترة من 19 إلى 20 ديسمبر/ كانون أول 2021.
- عقد القمة الخليجية الـ 40 التي ترأست دورتها الإمارات، وترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر الدرعية 10 ديسمبر 2019، لتكون "الدرعية" عاصمة التأسيس شاهدة على التعاون السعودي الإماراتي في تعزيز مسيرة التعاون الخليجي.
- شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ختام منافسات الفورمولا ـ إي الدرعية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2018، عند استضافتها للمرة الأولى في المملكة، وعاصمتها التاريخية، الأمر الذي يبرز حرص قيادة الإمارات على مشاركة السعودية في إنجازاتها.
- مع بدء المملكة في تطوير حي الطريف التاريخي بالدرعية ، كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أحد أبرز ضيوف المملكة خلال تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لمشروع تطوير الحي في ديسمبر 2018.
- تسجيل حي الطريف التاريخي بالدرعية بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 2010، بدعم كامل من الإمارات.
وتشارك دولة الإمارات المملكة العربية السعودية احتفالاتها بيوم التأسيس، الأمر الذي يبرز خصوصية ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط قادة وشعبي البلدين الشقيقين والتي باتت تمثل عمقا حقيقياً للعمل الخليجي والعربي والإقليمي وأحد أهم مرتكزات الاستقرار والنماء والازدهار في المنطقة.
ومع الاحتفال بتلك المناسبة يستذكر شعبي البلدين محطات هامة ترتبط بتلك المناسبة وتبرز قوة العلاقات التي تربطهما.
عاصمة للثقافة
أبرز تلك المحطات تجسد في اختيار الدرعية عاصمة عربية للثقافة لعام 2030، بعد مصادقة وزراء الثقافة العرب في اجتماعهم السنوي الذي عقد بمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 19 إلى 20 ديسمبر/ كانون أول 2021.
جاء هذا قبل نحو شهر من إصدار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في 27 يناير/ كانون الثاني 2022 أمرا ملكيا بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، تحت اسم "يوم التأسيس"، ويصبح إجازة رسمية.
وأشار الأمر الملكي إلى أن اختيار هذا التاريخ يعود إلى بدء عهد الإمام محمد بن سعود وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية.
وقبيل نحو شهر من صدور الأمر الملكي، كانت دبي شاهدة على اختيار الدرعية –العاصمة الأولى للدولة السعودية الأولى- عاصمة للثقافة العربية للعام 2030.
وأعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، اختيار "الدرعية" عاصمة للثقافة العربية للعام 2030، نظير رمزيتها الخالدة على صعيد الثقافة محلياً وإقليمياً، وما تمتلكه من تاريخ مشهود ذي إرث حضاري لا يزال مؤثراً حتى اليوم.
وسيتضمن اختيار "الدرعية" عاصمة للثقافة العربية في 2030م، تنظيم العديد من الفعاليات التي تشمل كل عناصر الثقافة، وورش العمل الفنّية والعروض الخاصّة بالمسرح والسينما، والمهرجانات والمسابقات والأسابيع الثقافية، وتبادل الوفود والفرق الفنّية، وتأهيل المؤسسات الثقافية الموجودة وتطوير أدائها، ورعاية الإبداع وتشجيع المبدعين ودعم المثقفين وتنشيط السّاحة الثقافية.
قائمة اليونسكو.. دعم إماراتي
وسبق أن توجت جهود المملكة في حماية الدرعية التاريخية، بتسجيل حي الطريف التاريخي بالدرعية بقائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عام 2010، بدعم من الإمارات.
وأعلن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في فعاليات الدورة الـ 34 للجنة التراث العالمي التي عقدت في العاصمة البرازيلية "برازيليا" أغسطس/ آب 2010 أنه قدم الدعم الكامل لترشيح موقع "الطريف" في مدينة الدرعية بالمملكة العربية السعودية لينضم إلى قائمة التراث العالمي.
تطوير حي الطريف
وكانت الإمارات حاضرة مع بدء المملكة في تطوير حي الطريف التاريخي بالدرعية.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي مشروع تطوير حي "الطريف".
ويعد مشروع تطوير حي "الطريف" المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو جزءا من برنامج تطوير الدرعية التاريخية التي تحظى باهتمام العاهل السعودي كونها معلما تاريخيا تراثيا وحضاريا بارزا .
ويهدف المشروع إلى تطوير الحي التاريخي بإعماره وتحويله إلى مركزٍ ثقافي سياحي دولي، وفـقاً لخصائصه التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية في إطارٍ عصري، ووضعه في مصاف المدن التراثية العالمية.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتراث الوطني التاريخي للمملكة العربية السعودية، معتبرا أن مثل هذه المواقع التاريخية والأثرية تشكل عنصرا جاذبا للاستثمارات المحلية والخارجية وتعزز قطاع الصناعة السياحية في المملكة برفد مصادر الدخل الوطني فيها .
وبارك للعاهل السعودي وولي عهده والشعب السعودي الشقيق هذا الإنجاز الوطني الذي كان في يوم من الأيام مقرا للحكم والمؤسسات الحكومية السعودية .
ويمثل مشروع تطوير الدرعية التاريخية جانبا من اهتمام المملكة بالتراث الوطني وتنميته، لدوره في حفظ تاريخ الوطن وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته.
وقبل شهر أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، ليصبح واحداً من المشاريع الفريدة من نوعها على مستوى العالم، بما يزخر به من مقومات ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية.
ويأتي الإعلان امتداداً وتأكيداً على جهود ولي العهد السعودي فيما يتعلق بجميع العناصر الرئيسية المكونة للهوية الوطنية والثقافة السعودية ومنها مشروع الدرعية، وما يشكله من قيمة تاريخية وثقافية وسياسية في تاريخ الدولة السعودية الممتد منذ 300 عام.
ويسهم مشروع بوابة الدرعية في تحقيق رؤية السعودية 2030 عبر إسهامه في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030 والذي يعد دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
أول سباق للفورمولا
ودعما لتلك الإستراتيجية، نظمت السعودية في الشهر نفسه ديسمبر 2018، بمدينة الدرعية التاريخية سباق " السعودية للفورمولا إي – الدرعية 2018 " للمرة الأولى في تاريخها.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ختام السباق، في إطار حرصه على مشاركة السعودية إنجازاتها الهامة، ولاسيما أن إقامة السباق العالمي في محافظة الدرعية كان يتم للمرة الأولى في تاريخ المملكة.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن اعتزازه بعمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والتي ترتكز على ما يجمعهما من روابط الدم والمصير المشترك.
القمة الخليجية الـ40
وكما كانت "الدرعية" منطلقا لتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون، كانت في العصر الحديث شاهدة على جهود السعودية والإمارات لتوحيد صفوف دول الخليج وجمع كلمتهم .
وترأست دولة الإمارات الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي، فيما انعقدت قمة تلك الدورة في الدرعية ، في 10 ديسمبر 2019، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وترأس القمة الخليجية الـ40 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وصدر عن القمة الخليجية بيان ختامي مطول من 91 بندا تضمن رؤية دول الخليج لتعزيز العمل المشترك ومواقفهم من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وتواصل السعودية والإمارات المضي قدما على طريق تعزيز مسيرة التضامن الخليجي بخطوات واثقة وصادقة وبشفافية تامة، إيمانا منهما بأهمية المحافظة على اللحمة الخليجية وتطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
ويعمل البلدان بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي على تعميق الترابط والتعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وترسيخ أركان المجلس في مرحلة مليئة بالتحديات.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز