كيف يتعامل رواد الفضاء مع الغسيل المتسخ؟
غسيل الملابس في الفضاء يمثل أحد التحديات الكبرى التي تواجه بعثات الفضاء، إذ يتطلب إيجاد حلول غير تقليدية تتناسب مع البيئة الفريدة التي يعيش فيها رواد الفضاء.
في الفضاء، تصبح عملية غسيل الملابس معقدة بشكل كبير بسبب ندرة الموارد، وأهمها المياه. ففي محطات الفضاء مثل محطة الفضاء الدولية، لا يمكن استخدام المياه بالطريقة المعتادة على الأرض لغسل الملابس، حيث تُعتبر المياه من الموارد الثمينة التي يجب الحفاظ عليها. بل إن البول يُعاد تدويره لاستخدامه مرة أخرى، مما يجعل الطرق التقليدية لغسل الملابس باستخدام الماء والمنظفات غير ممكنة في هذا السياق.
الطريقة المتبعة حاليًا للتعامل مع الملابس القذرة هي باستخدام النار. عندما تصبح الملابس غير صالحة للاستخدام، يتم تجميعها في كبسولات شحن مخصصة تُرسل إلى الفضاء، حيث تحترق تمامًا أثناء عودتها إلى الأرض في الغلاف الجوي. هذه الطريقة تضمن التخلص من النفايات، بما في ذلك الملابس القذرة، دون الحاجة لإعادتها إلى الأرض، مما يحافظ على بيئة المحطة الفضائية.
رغم الحلول الحالية، هناك أمل في تحسين الوضع عبر حلول تقنية جديدة. على سبيل المثال، تعاونت شركة "بروكتر آند جامبل" مع وكالة ناسا لاختبار منظفات مناسبة للفضاء، مثل "تايد إنفينيتي" الذي يسمح بإعادة استخدام المياه بشكل آمن. كما تم اختبار مناديل "تايد تو-جو" وأقلام لإزالة البقع من الملابس في الفضاء، بما في ذلك بقع الطعام والزيوت.
البحث لا يقتصر على محطة الفضاء الدولية فقط، بل يمتد ليشمل تقنيات غسيل الملابس الخاصة بالبعثات المستقبلية إلى القمر والمريخ. قد يشهد المستقبل تطور أجهزة غسيل ملابس تعمل في المدار أو حتى على أسطح الكواكب الأخرى.
في النهاية، يمثل غسيل الملابس في الفضاء تحديًا يتطلب حلولًا مبتكرة تراعي الظروف البيئية والموارد المحدودة، مما قد يُسهم في إيجاد حلول يمكن أن تكون مفيدة على الأرض أيضًا.
aXA6IDMuMTMzLjEyNi43MiA=
جزيرة ام اند امز