مصر تسجل بنجاح 2018 عاما لأصحاب الهمم
وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تنفذ استراتيجية ترتكز على عدة محاور أهمها إرساء قواعد العدالة الاجتماعية لجميع الفئات الأولى بالرعاية
سجلت مصر عاما استثنائيا بجدارة في الاهتمام والعناية بأصحاب الهمم، فلم يكن عاما عاديا أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مُبكرًا في أبريل/نيسان من عام 2017، خلال انعقاد مؤتمر الشباب الثالث بمدينة الإسماعيلية، وفي حضور 1200 شاب وفتاة، ليفتح طاقات الأمل على مصراعيها لـ10.7% من المجتمع المصري، هم نسبة أصحاب الهمم، وفقًا لآخر إحصاء رسمي صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
- رحمة خالد.. أول مذيعة مصرية من أصحاب الهمم
- بالصور.. نجوم الفن بختام مهرجان أولادنا لفنون ذوي الاحتياجات
وما أن أطلق الرئيس المصري دعوته، بدأت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية تنفيذ توجيهاته، فتحولت الوزارة إلى كتيبة عمل لتنفيذ استراتيجية متكاملة، ترتكز على عدة محاور؛ أهمها: إرساء قواعد العدالة الاجتماعية لجميع الفئات الأولى بالرعاية، من أجل تعزيز قدرتهم على الاستجابة للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية المحيطة، ومن أجل تمكين تلك الفئات من الحصول على حقوقهم الكاملة دون أدنى تمييز أو تهميش، واتسع المنظور في التعامل مع قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، ليشمل التحوّل من المنظور الطبي المحدود، الذي يتعامل مع الإعاقة، إلى المنظور المجتمعي التمكيني. وكانت أولى الخطوات الواقعية من جانب مجلس النواب في 26 ديسمبر/كانون الأول 2017، حيث أقر قانونا خاصا لأصحاب الهمم، تنفيذاً لما جاء في دستور 2012 المعدل عام 2014، وضمن ما أقره القانون، تأسيس مجلس أعلى يتولى شؤون أصحاب الهمم، كما وضعت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية لائحته التنفيذية.
وصدر القانون رسمياً في 19 فبراير 2018، حيث نشرت الجريدة الرسمية للدولة القانون رقم 10 لسنة 2018، بإصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بعد أن أصدره الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عقب إقراره من مجلس النواب.
ونص القانون على أن "يُعمل بأحكام القانون المرافقين شأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام، وتسري أحكامه على ذوي الإعاقة والأقزام من الأجانب المقيمين بشرط المعاملة بالمثل، ويُلغى القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين، كما يُلغى كل حكم يخالف هذا القانون".
ومن بين نصوص القانون الذي طالما انتظره أصحاب الهمم، إصدار بطاقة خدمات متكاملة تجدد كل 7 سنوات، وأن تلتزم وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بمحو أمية من فاتهم سن التعليم.
ونص القانون أيضاً على الإعفاء الضريبي والجمركي لسيارات ذوي الإعاقة، لتكون من حق كل معاق أيا كان نوع إعاقته، بالإضافة إلى تخفيض 50% من تعريفة ركوب المواصلات العامة كافة، وتخصيص 5% لهم من الوحدات السكنية.
ونص القانون كذلك على أحقية أصحاب الهمم في التمثيل بنسبة 5% في مدارس الدمج التعليمي، والمدن الجامعية، بالإضافة إلى تمثيلهم بنسبة 5% بشركات القطاع العام والقطاع الخاص، وقطاع الأعمال العام، وحق المعاق في الحصول على الجمع بين الراتب والمعاش، والإلزام بتهيئة المنشآت بالدولة للمعاقين.
كما ألزم القانون المدن الجامعية بتخصيص نسبة لا تقل عن 10% للأشخاص أصحاب الهمم بهذه المدن، وخفض ساعات العمل في الجهات الحكومية وغير الحكومية بواقع ساعة يوميا مدفوعة الأجر.
وفي مطلع يناير 2018، أكد السيسي تخصيص هذا العام لأصحاب الهمم، باستقباله عددا من الرياضيين الفائزين بميداليات وجوائز في البطولات الرياضية العالمية، والأجهزة الفنية التي تولت تدريبهم، حيث شارك أبطال من اللجنة البارالمبية المصرية في بطولة العالم بالمكسيك، ضمن 73 دولة من مختلف دول العالم، وعادوا متوجين بـ11 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، ومراكز أخرى متقدمة بين صفوف منافسيهم من دول العالم، وأكد السيسي آنذاك أنهم أبهروا العالم بإنجازاتهم ويمثلون واجهة مشرفة لمصر.
أما مواهب أصحاب الهمم حول العالم، فقد استثمرتها مؤسسة "أولادنا" التي تخصصت في هذا الجانب، وبدأت حلقاتها المتوالية برعاية خاصة من السيسي، ودعم من مؤسسات الدولة، ليعلن أشرف زكي، رئيس أكاديمية الفنون، لاحقا، فتح الباب لأصحاب الهمم بجميع المعاهد الفنية، وليس بأكاديمية الفنون فقط.
وفي يوليو/تموز 2018، أعلن وزير التعليم المصري الدكتور طارق شوقى، إدراج الطلبة من أصحاب الهمم لأول مرة في قوائم الأوائل بنتيجة الثانوية العامة، فحصدت منة الله خليل، المركز الأول في قائمة "المكفوفين"، والتوأم نادين وندى المنسي، على المركزين الأول والأول مكرر، بنظام الدمج التعليمي.
وفي مطلع أكتوبر/تشرين الأول، افتتح السيسي الملتقى العربي الأول لمدارس أصحاب الهمم بمشاركة عربية، وكلف وزارة الدفاع ببناء مركز لتأهيلهم، وتخصيص 500 مليون جنيه لرعايتهم تعليميا، وتخصيص ما يعرف بمعاش كرامة لكل فرد، كما خصصت وزارة الإسكان نسبة 5% لذوي الإعاقة ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي، وآنذاك أعلن السيسي أن مجلس النواب المصري بتشكيله الحالي لأول مرة في تاريخه يضم 7 نائبات من أصحاب الهمم.
وشهدت نهاية عام 2018، خطوة إيجابية من جانب الإعلام المصري، ممثلاً في قناة (DMC) لصالح أصحاب الهمم، حيث تعاقدت إدارة القناة مع الشابة رحمة خالد، المصرية المصابة بمتلازمة داون، لتظهر في 11 ديسمبر/كانون الأول 2018، كمذيعة في البرنامج الصباحي الذي تقدمه القناة، على أن تظهر أمام الجمهور لتمارس مهام عملها الجديد صباح الثلاثاء من كل أسبوع.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز