"زر إعادة 2020".. اختفاء "جسم غريب" من الصحراء الأمريكية
اختفت مسلة معدنية غامضة بعد أن أثارت تكهنات شتى لامس بعضها حد الخيال العلمي إثر اكتشافها أخيرا في صحراء غرب الولايات المتحدة.
وأشار مكتب استصلاح الأراضي في ولاية يوتا، السبت، إلى تلقيه "شهادات ذات مصداقية" تفيد بأن الجسم الغريب سُحب على يد "طرف ثالث مجهول" مساء الجمعة.
ولفت في بيان إلى أن "المكتب لم يسحب المنشأة التي تُعتبر ملكية خاصة"، مضيفا: "لا نحقق في شأن الانتهاكات على حق الملكية إذ إن النظر فيها يعود إلى مكتب قائد الشرطة المحلي".
وكان مسؤولون محليون اكتشفوا أواسط الشهر الجاري لدى استطلاعهم المنطقة لتعداد أنواع حيوانات الضأن، بدهشة كبيرة هذه الكتلة اللامعة المثلّثة الشكل التي يتخطّى علوّها 3,5 أمتار في جنوب ولاية يوتا.
وبعد هبوط المروحية التي كانت تقلهم لإنجاز تحقيقهم، اكتشف هؤلاء الموظفون في هيئة السلامة العامة في يوتا هذه "المسلّة المعدنية" لكنهم لم يجدوا "أي دليل واضح يدلّ على من يمكن أن يكون قد وضعها".
إعادة تشغيل 2020
وسرعان ما انتشر خبر العثور على الجسم الغامض عبر الإنترنت، ولفت الكثير من روّاد الشبكة إلى أوجه الشبه مع المسلّات الغريبة من خارج كوكبنا في فيلم ستانلي كوبريك "2001، أوديسي الفضاء".
ورأى فيها آخرون رمز أمل في وجه تحدّيات العام 2020، وكتب أحد مستخدمي "أنستقرام" أنه "زرّ لإعادة تشغيل 2020" وقال آخر ممازحا: "يمكننا أن نقرأ عن قرب لقاحات ضدّ كوفيد-19 في الداخل".
وقال متحدث باسم هيئة السلامة العامة في ولاية يوتا لصحيفة "نيويورك تايمز": "أحدهم أمضى وقتا في استخدام أداة ما تتيح تقطيع الصخر أو أمر من هذا القبيل للحفر في العمق، بشكل مطابق تقريبا للجسم وعمد إلى تثبيته بصورة فعلية".
وأضاف: "هذا أمر غريب. هناك طرق قريبة، لكنّ إحضار المعدات لتقطيع الصخر وجلب المعدن الذي يزيد طوله على 12 قدما (3,7 أمتار)، وفعل ذلك كله في هذا المكان المعزول أمر مثير للاهتمام حقا".
عمل فني
ولفت بعض المراقبين إلى أوجه شبه مع أعمال النحّات الأمريكي الرائد جون ماكراكن الذي كان يقيم في ولاية نيو مكسيكو المجاورة وتوفّي سنة 2011.
وقال نجله باتريك ماكراكن لصحيفة "نيويورك تايمز" إن والده أسرّ إليه سنة 2002 بأنه يرغب في أن "يقيم أعماله في أماكن معزولة كي تُكتشف لاحقا".
وقبل أيام، اعتبر ديفيد زويرنر الممثل القانوني لماكراكن أن المسلّة الغامضة قد تكون عملا فنيا.
وأكد زويرنر وجود "انقسام في شأن الموضوع"، مبديا "قناعته" بأن المسلّة تحمل توقيع ماكراكن ولم يكتشفها أحد على مدى حوالي عقد من الزمن.
وأضاف: "من كان ليظن أن 2020 تخبئ لنا مفاجأة أخرى؟ كنا نظن أنه من غير الممكن أن نشهد على المزيد. فلنر ما يخفي ذلك".
ورغم امتناع السلطات عن تحديد موقع هذه المسلّة، تفاديا لتوافد حشود من الفضوليين، سرت التحليلات على الإنترنت لمعرفة الموقع بالاستناد إلى التشكّلات الجيولوجية المجاورة.
ونجح البعض في تحديد الموقع حيث لاحظوا زوال الجسم، بينهم ديفيد سوربر الذي كتب على أنستقرام: "يبدو أن المسلّة زالت"، مبديا سعادته بتسجيل "أمر إيجابي يجمع الناس سنة 2020".