إن النجاح والفشل أمران طبيعيان فمن يعمل يخطئ، ولكن أن يدّعي الشخص أمرا فوق إمكاناته متسترا بألقاب مستعارة؛ فهو ما يستوجب محاسبته.
خبير استراتيجي، خبير دولي، خبير عسكري، محلل سياسي، محلل اقتصادي، فضيلة الشيخ، السيد العلامة، مستشار.. وغيرها من الألقاب التي يطلقها البعض على نفسه أو يطلقها الآخرون على شخص أوهمهم أنه نابغة في علم أو شأن، وهو لا يعلم حتى أبجديات الحديث الذي يخوض فيه.
منذ القدم، فإن بعض من استخدم هذه الألقاب المستعارة قد تسبب في مشاكل لا يمكن حلها، وبعضها وصل إلى درجة الكوارث التي لا يمكن تداركها، وما يدعو للاستغراب أن أصحاب الألقاب المستعارة حققوا أرباحا ومكانة اجتماعية من خلال خداع الآخرين، بينما ورطوا مؤسسات عالمية ومنها اقتصادية ودول مختلفة في المعمورة.
إن النجاح والفشل أمران طبيعيان؛ فمن يعمل يخطئ، ولكن أن يدّعي الشخص أمرا فوق إمكاناته متسترا بألقاب مستعارة؛ فهو ما يستوجب محاسبته وتحجيمه
ولأن الدول العربية ليست مختلفة عن بقية دول العالم؛ فقد أصابها الضرر من بعض مَن يدّعون أنهم خبراء، مستشارون، محللون وغيرهم من الانتهازيين والاستغلاليين الذين استطاعوا أن يحيطوا أنفسهم بهالة الفهم، كَوْن أن الصدف قادتهم أن يشغلوا منصبا ما دون أي إنتاجية، أو أنهم أعضاء جمعيات، منظمات، منتديات وغيرها، أو نتيجة حصولهم على شهادات ودرجات علمية لا تعكس مدى أنهم يفقهون فيما يخوضون فيه من وضع الاستراتيجيات أو إعطاء الاستشارات أو تحليل الأوضاع أو إعطاء الفتاوى وغيرها.
فالمتتبع لأعمال وآراء من يستخدم الألقاب المستعارة يجد أن دوره لا يختلف عن دور المعلق الرياضي الذي ينقل أحداث المباراة دون أن يغير في مسار المباراة؛ حيث تجد أن من يستخدم الألقاب المستعارة يقوم بالتنظير الذي يوافق هواه دون الاكتراث بالواقع، ثم يأتي يبحث عن شماعة لجهله، وأحيانا لأنه لا يملك أي مقومات لما حشر نفسه فيه فإنه يأتي عند الإخفاق ويقدم نفسه ضحية من ضحايا الكارثة التي وقعت والتي قد يكون هو من تسبب فيها أو كان من مهامه ألا تقع، وأخبث مبرر لمستعاري الألقاب عندما يتبين أن ما كانوا يقولونه أثناء الأحداث مختلفا عما انتهت إليه الأمور، فمبررهم أنهم كانوا يعلمون بفشل محاولاتهم، ولكن يرجعون السبب إلى من استعان بهم.
وهنا علينا أن نعطي المعلقين الرياضيين حقهم، لأن منهم من نحترم أداءهم وهم لا يكتفون بالتعليق على المباراة فقط، ولكن البعض منهم يثقفك رياضيا أثناء سير المباراة، والبعض منهم له أسلوب ممتع ومشوق في تعليقه، وهم لا يقارنون مع أصحاب الألقاب المستعارة الذين يقومون بالتعليق على الأحداث بعيدا عن الواقع.
إن النجاح والفشل أمران طبيعيان؛ فمن يعمل يخطئ، ولكن أن يدّعي الشخص أمرا فوق إمكاناته متسترا بألقاب مستعارة فهو ما يستوجب محاسبته وتحجيمه، أما الفئة المقابلة التي تحمل الألقاب المستحقة فإنهم يستحقون الالتفات لهم والبحث عنهم واستقطابهم لما فيه مصلحة للعمل الموكل لهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة