كارثة بيئية قادمة من أوروبا.. نفايات الموضة تغرق غانا

كشفت تقارير عن كميات ضخمة من الملابس المستعملة (البالة) المُرسلة من المملكة المتحدة وأوروبا إلى غانا تُلقى في مكبات نفايات غير آمنة.

وأظهر تحقيق صحفي أجرته منظمة Unearthed بالتعاون مع Greenpeace Africa أن كميات ضخمة من الملابس المستعملة تُلقى في مكبات نفايات بعضها يقع داخل أراضٍ رطبة محمية بيئيًا دوليًا.

وقد عُثر على ملابس من علامات تجارية معروفة مثل "Next"، و"George at Asda"، و"Marks & Spencer" و"Zara" و"H\&M"، وقد جرفتها المياه إلى الشواطئ أو تراكمت في مجاري المياه.

وتغمر هذه الملابس العاصمة الغانية أكرا، خاصة في سوق "كانتامانتو" أحد أكبر أسواق الملابس المستعملة في العالم، والذي يستقبل أكثر من 1000 طن من الملابس أسبوعيًا.  وقال تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية إن جودة هذه الملابس تدهورت بشكل كبير.  

وفي قلب تجارة الملابس المستعملة في غانا سوق "كانتامانتو"، قال أحد التجّار إن جودة الملابس أصبحت أسوأ: "في السابق كانت لدينا ملابس جيدة نبيعها لإعالة أسرنا، لكن الآن الملابس في البالات غير صالحة للبيع"، وقالت التاجرة ميرسي أسانتوا "صنعت بشكل رديء وتبدأ في التمزق فور فتح البالة".

ويجعل ذلك كميات كبيرة من هذه الملابس غير صالحة للبيع وتُرمى مباشرة. وتشير التقارير إلى أن نحو 100 طن من هذه الملابس يتم التخلص منها يوميًا، بينما لا تستطيع البلدية سوى معالجة 30 طنًا منها، وتذهب الكمية المتبقية إلى بيئات حساسة كالمجاري، والبحيرات، والمناطق الرطبة.

• سهير شلبي: اختار ملابس مبهجة لأن الأوضاع أصبحت صعبة (خاص)

نهر دينسو

وأحد المواقع المتضررة هو دلتا نهر دينسو، المصنف كموقع دولي محمي ضمن اتفاقية "رامسار"، وموطن لأنواع مهددة مثل السلاحف البحرية وطيور نادرة. وهناك، تم العثور على مواقع جديدة لتجميع النفايات ومكبات غير مطابقة للمواصفات، حيث تتراكم النفايات مباشرة على التربة قرب المياه، دون حماية بيئية مناسبة، ما يشكل خطرًا كبيرًا على النظام البيئي والسكان المحليين.

وأعرب سكان المناطق المتضررة عن قلقهم من تدهور جودة المياه والتأثير على مصادر رزقهم، حيث تؤدي الملابس العالقة في الشباك إلى صعوبة الصيد، والمياه أصبحت غير صالحة للشرب. وتسبب المكبات في انتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات.

وردت بعض العلامات التجارية بذكر برامج استرجاع الملابس وتأكيدها على عدم إرسال النفايات مباشرة إلى أفريقيا. ودعت أخرى إلى تطبيق سياسة "مسؤولية المنتج الممتدة" لتحميل الشركات تبعات منتجاتها.

لكنّ الواقع على الأرض يشير إلى ثغرات واضحة في نظام إدارة النفايات العالمية، وتحويل أضرار الموضة السريعة من الدول الغنية إلى الدول النامية.