المخابرات الأمريكية: المواجهة بين إسرائيل وحزب الله "غير واردة"
قالت وثيقة استخباراتية أمريكية "سرية للغاية"، إن وقوع صراع واسع النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، أمر غير مرجح.
ووفقا لتحليل أعدته مديرية المخابرات لهيئة الأركان المشتركة في فبراير/شباط الماضي، "تسود حالة من الاستقرار بين إسرائيل وحزب الله منذ إبرام الاتفاق التاريخي، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، الذي وافق فيه لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها".
وبحسب الوثيقة الأمريكية التي قالت "واشنطن بوست" إنها حصلت عليها بعد نشرها على منصة ديسكورد، "اتخذت إسرائيل وحزب الله خطوات للحفاظ على الاستعداد لاستخدام القوة، لكنهما ظلا ضمن قواعد الاشتباك التاريخية، مما يعني تجنب وقوع إصابات والرد على الاستفزازات بطريقة ملائمة".
وأشار التقرير الأمريكي، إلى أنه "حتى خلال فترات التصعيد بينهما، كانت إسرائيل وحزب الله يهدفان إلى إظهار القوة وفقط. فكانت إسرائيل تنفذ عمليات تخريبية في لبنان أو تطلق النار على أرض فارغة، بينما يقوم حزب الله بإسقاط طائرة إسرائيلية بدون طيار أو إطلاق صواريخ على الجزء الشمالي من البلاد".
وأكد "أن هذه الأعمال استفزازية، مصممة لتجنب وقوع إصابات. ويمكن لكل جانب أن يثبت للآخر أنه على أهبة الاستعداد وقادر على القتال دون وقوع أعمال عدائية على نطاق أوسع".
لكن التحليل يشير إلى عوامل أخرى يمكن أن تقلب هذا التوازن، بما في ذلك "عدم قدرة حزب الله على كبح جماح حركة حماس التي تنشط أيضا في لبنان"، محذرا من أن "مثل هذه الاستفزازات تحمل في طياتها مخاطر التصعيد، خاصة إذا نفذ حزب الله ما يعتزم أن يكون ضربات محدودة تؤدي في نهاية المطاف إلى مقتل قوات أو مدنيين إسرائيليين".
ومنذ بدء هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تبادل "حزب الله" والجيش الإسرائيلي ضربات متفرقة محدودة في المناطق الحدودية.
ووفقا لتقديرات وزارة الخارجية الأمريكية، يضم حزب الله "عشرات الآلاف من الأعضاء والمؤيدين في جميع أنحاء العالم ويتلقى مئات الملايين من الدولارات كدعم سنوي من إيران".
وتصف التقديرات حزب الله بأنه الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم.
ووفقا لمصادر إسرائيلية، قام حزب الله بتوسيع ترسانته من الصواريخ والقذائف من حوالي 15 ألف صاروخ في عام 2006 إلى 130 ألف صاروخ في عام 2021. وزعم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن الجماعة تقود 100 ألف مقاتل.
بيد أنه في حال انخرط حزب الله -الذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية- في الصراع، فإن ذلك من شأنه أن يرهق الجيش الإسرائيلي ويجهد الدفاعات الجوية للبلاد، نظرا لترسانة حزب الله من الصواريخ القادرة على الوصول إلى تل أبيب.
لكن احتمالات دخول الحزب الحرب بات موضع شكوك، خاصة عقب التحذير الذي وجهه الرئيس الأمريكي لحزب الله وإيران من أن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل إذا شنت الجماعة المسلحة اللبنانية هجوما كبيرا، وفق واشنطن بوست.
فيما تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بإعادة لبنان إلى "العصر الحجري" إذا دخل حزب الله على خط الأزمة.
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز