اكتشاف آخر قلادة صنعها الإنسان البدائي من مخالب النسر
الباحثون قالوا إن استخدام مخالب النسر حليّا، يمكن أن يكون انتقالا ثقافيا من البشر البدائيين إلى البشر المعاصرين
تعدّ مخالب النسر أول العناصر المستخدمة لصنع الحلي من قبل البشر البدائيين، وهي ممارسة انتشرت في جميع أنحاء جنوب أوروبا منذ نحو 120 ألفا إلى 40 ألف سنة.
وعثر باحثون لأول مرة، على دليل لاستخدامات هذا النوع من الزينة في شبه الجزيرة الأيبيرية التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة أوروبا، وتتكون من إسبانيا والبرتغال وأندورا ومنطقة جبل طارق.
ووفق دراسة نشرت على غلاف العدد الأخير من دورية ساينس أدفانسيس "Science Advances"، عثر باحثون من جامعة برشلونة على هذا الدليل في موقع "كهف فورادادا" بمنطقة كالافيل بإسبانيا.
وأوضحوا أن أهميته تكمن في كونه القطعة الأكثر حداثة من نوعها حتى الآن فيما يتعلق بفترة الإنسان البدائي والأولى في شبه الجزيرة الأيبيرية.
كما أن هذا الاكتشاف يوسع الحدود الزمنية والجغرافية التي تم تقديرها لهذا النوع من الحلي البدائية، و سيكون "آخر قلادة صنعها الإنسان البدائي".
وقال د.أنطونيو رودريغيز هيدالجو، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة برشلونة: "استخدم البشر البدائيون من بدايات العصر الحجري القديم مخالب النسر كعناصر رمزية، ربما كقلادة زينة".
وأضاف: "ما وجدناه في كهف فورادادا كان عبارة عن مخالب أحد أنواع النسور يسمى (نسراً ملكياً إسبانياً)، يعود إلى أكثر من 39 ألف عام، مع بعض العلامات التي تظهر استخدامها حليّا".
وتتوافق البقايا التي عثر عليها الباحثون مع الساق اليسرى من النسر، ومن خلال مقارنتها مع بقايا من مواقع ما قبل التاريخ المختلفة، قرر الباحثون أن الحيوان لم يستخدم للاستهلاك بل لأسباب رمزية.
وتعد مخالب النسر أقدم عناصر الزينة المعروفة في أوروبا، وحتى أقدم من الأصداف التي استخدمها الإنسان العاقل "هومو" في شمال إفريقيا، كما يؤكد د.هيدالجو.
وأضاف هيدالجو: "هذا الاكتشاف يخص حضارة (شاتلبيرونية)، وهي نموذج من آخر البشر البدائيين الذين عاشوا في أوروبا، ويتزامن التاريخ الذي يعود إليه مع اللحظة التي كان فيها هذا النوع على اتصال مع الإنسان العاقل (هومو) من أفريقيا".
ويشير خوان إجناسيو موراليس، الباحث المشارك بالدراسة، إلى أن استخدام مخالب النسر حليّا، يمكن أن يكون انتقالا ثقافيا من البشر البدائيين إلى البشر المعاصرين، الذين تبنوا هذه الممارسة بعد بلوغهم أوروبا.
ويغطي الكهف الذي عثر داخله على هذا الدليل أكثر مواقع حضارة "شاتلبيرونية" في أوروبا، ومن ثم فإنه يدل على حدوث تغيير في خريطة الإقليم، حيث حدث التفاعل بين البشر البدائيين والإنسان العاقل، كما يؤكد د.موراليس.