الصدفة تقود للكشف عن جداريات أثرية بدير قبطي شمال القاهرة
الجداريات تؤرخ فيما بين القرنين الـ9 والـ13 الميلادي، ويسهم اكتشافها في إزاحة الستار عن كثير من أسرار عمارة الدير.
اكتشف مرممون أثريون بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، شمال القاهرة، مجموعة من الجداريات والرسومات والعناصر المعمارية أثناء أعمال الترميم والصيانة التي تقوم بها وزارة الآثار بالدير.
وقال الدكتور محمد عبداللطيف, مساعد وزير الآثار لشؤون المناطق الاثرية، إن الجداريات والرسومات والعناصر المعمارية تم الكشف عنها بالصدفة أثناء أعمال إزالة طبقة المحارة الحديثة من أماكن متفرقة بجدران كنيسة الدير, وجميعها تؤرخ فيما بين القرنين الـ9 والـ13 الميلادي.
وأشار إلى أن هذا الكشف سوف يسهم في إزاحة الستار عن كثير من الأسرار عن عمارة الكنيسة وتطور مراحل بنائها خلال تلك الفترة, خاصة أن هناك العديد من المصادر التاريخية والدينية المسيحية التي تؤكد أن دير الأنبا بيشوي وتحديدا كنيسته تعرضت لكثير من الإضافات والتعديلات في عهد البابا يعقوب الأول عام 840م, وكذلك خلال العصر الفاطمي في عهد البابا بنيامين الثاني عام 1069م.
من جانبه، قال أحمد النمر، عضو المكتب العلمي لوزير الآثار والمشرف على توثيق الآثار القبطية، إن الرسومات المكتشفة منفذة بطريقة الفريسكو تصور مناظر لمجموعة من القديسين والملائكة رسم أسفلها كتابات قبطية.
ومن أهم المناظر المتميزة تلك المرسومة على الجدار الغربي للكنيسة والتي تصور "السيدة رفقة" وأبنائها الخمسة, الذين قتلوا في عصر الاضطهاد. تظهر السيدة رفقة وهي ترتدي ملابس فضفاضة ملونة باللون الأحمر تضم بذراعها اليسرى أبناءها الخمسة كدليل على الاحتواء, وأسفل المنظر كتابات باللغة القبطية. أما المنظر الأخر المتميز فيوجد على الجدار الشرقي لهيكل الكنيسة ويصور 3 قديسين ورئيس الملائكة وأسفلهم كتابات قبطية.
وأضاف "النمر" أنه عند إزالة الحوائط والحواجز المضافة حديثا إلى صحن الكنيسة تم العثور على "الإنبل" و هو مبني من الطوب اللبن مكسو بطبقة من الملاط كان يستخدمه رجال الدين عند إلقاء الوعظة الدينية. و"الإنبل" المكتشف له واجهه مزخرف بصليب ملون باللون الأحمر وبه من مجموعة درجات تنتهي بجلسة، كما تم العثور أيضا على بعض رسوم هندسية وأشكال صلبان وحروف كتابية في أماكن متفرقة من الكنيسة.
ويبعد دير الأنبا بيشوي نحو نصف كيلومتر إلى الجنوب الشرقي لدير السريان، ونحو 10كم من دير أبو مقار؛ حيث يضم مجموعة من الأبنية التي تشمل 5 كنائس وحصن وقلالي ووحدات خدمية متنوعة، كذلك يحتوي على مدفن البابا شنودة الثالث، البابا رقم 117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وينسب الدير إلى "الأنبا بيشوي" وكان تلميذا للقديس مكاريوس أحد زعماء النسك في الوادي، ويرجع تاريخ إنشائه إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، كما أعيد بناؤه نحو عام 840م, ويعتقد أن المبنى الرئيس للكنسية يرجع إلى هذا التاريخ كما قام البابا بنيامين الثاني (1327-1339م) بترميمه وأضاف عليه بعض التعديلات.