قصة إنقاذ تمثال إيزيس من لصوص متحف النوبة بأسوان
شرطة السياحة والآثار المصرية تمكنت من إلقاء القبض على أحد الجناة وهو من العاملين بالمتحف، وتتتبع الهاربين الآخرين
تعرض تمثال إيزيس، وهي ترضع ابنها حورس، لمحاولة سرقة، مساء الأحد، وهو من أبرز معروضات متحف آثار النوبة بأسوان.
وأحبطت شرطة السياحة والآثار على الفور ، بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية، محاولة السرقة.
وعلق المهندس محروس سعيد، مدير عام آثار النوبة، على الحادث، بالقول إن المتحف تعرض لمحاولة السرقة ما بين الساعة الواحدة بعد الظهر والساعة الرابعة عصرا، وهي فترة الراحة المخصصة للعاملين بالمتحف، وأضاف أن كاميرات المراقبة، خلال ذلك الوقت، رصدت وجود شخصين يعتديان علي إحدى "الفتارين" داخل إحدى قاعات العرض الخاصة للمتحف.
ولفت إلى أنه تم على الفور جرى إبلاغ شرطة السياحة والآثار، والتي قامت بدورها بتفريغ جميع الكاميرات لتحديد هوية الجناة، والتي أكدت أنهم ثلاثة أشخاص"سيدة ورجلين" من بينهم اثنان من الموظفين الإداريين بالمتحف، والثالث رجل من خارج المتحف.
وأكد سعيد أن الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على أحد الجناة وهو من العاملين بالمتحف، وجاري التحقيق معه الآن، كما تتتبع الشرطة الهاربين الآخرين.
من جانبه، أشار حسني عبدالرحيم، مدير عام متحف آثار النوبة، أن التحقيقات المبدئية أوضحت أن الموظفة بالمتحف كانت قد سهلت تسلل الرجل الغريب إلى داخل المتحف في وقت الراحة، حيث يكون المتحف مغلقا وغير مسموح بالزيارة.
كما أكد عبدالرحيم أن الجناة لم يتمكنوا من سرقة التمثال ولا أية قطعة من مقتنيات المتحف، وأن التمثال الذي تعرض لمحاولة السرقة فى حالة جيدة من الحفظ، وكذلك جميع مقتنيات المتحف.
جدير بالذكر أن متحف النوبة تم إنشاؤه عام1997 بمدينة أسوان كجزء من الحملة الدولية التي قادتها منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة بعد إنشاء السد العالي عام 1960، وصممه المهندس المصري محمود الحكيم بمساعدة شركة ألمانية، وقد حصل المتحف على جائزة آغاخان الدولية للعمارة عام 2001 .
يتكون المتحف، الذي تبلغ مساحته خمسين ألف متر مربع من ثلاث طوابق، الطابق الأول يقع تحت مستوى الأرض ويحتوي على المخازن و الورش و معامل الترميم، والثاني بدايته من المدخل الرئيسي للمتحف إلى قاعة كبيرة لعرض الآثار، وقاعة للمحاضرات، وقاعة مخصصة لكبار الزوار، أما الطابق الثالث فيحتوي مكتبة، وكافتيريا، وغرف لأمناء المتحف، وغرف التصوير، والميكروفيلم، كما يحتوي المتحف على مركز للبحوث والوثائق المتعلقة بعلم الآثار والتاريخ والثقافة النوبية، وملحق بالمتحف حديقة متحفية كبيرة بها قطع أثرية من عصور مختلفة.
يحتوى المتحف على أكثرمن 3000 قطعة أثرية وعمل فني تتناول تاريخ النوبة منذ العصر الحجري والحضارة النوبية والحضارة المصرية، مروراً بالحقبة القبطية وأخيراً الآثار الإسلامية، حيث تضم قاعة المتحف الرئيسية مجموعة كبير من الآثار الهامة التي عثر عليها بالنوبة ومن أهمها:
هيكل عظمي لإنسان عمره 20.000 عام, وعثر عليه عام 1982 في منطقة" الكوبانية " شمال مدينة أسوان، جنود "المدجاي" وهي فرقة عسكرية نوبية شهيرة كانت تمثل قسما من أقسام الجيش المصري في مصر القديمة، مجموعة من تماثيل بعض الملوك مثل تمثال الملك رمسيس الثاني، والملك خفرع من الأسرة الرابعة، وبعض ملوك وأمراء وأميرات الأسرة 25 النوبية التى حكمت مصر أكثر من 100 عام مثل الملك "بعنخي" و "حور ام اخت"، و الأميرة "امنرديس"، الملك "طهرقا" من ملوك ، وتماثيل للإله بتاح وأوزريس، كما يضم المتحف جياد بلانة وقسطل في النوبة القديمة، وبعض الأدوات أيضا التي استخدمها الإنسان البدائي.
كما يضم المتحف بعض الآثار القبطية أيضاً ومنها بعض الأواني والمباخر وقناني الزيت، وقطع نسيج من الكتان منقوش وملون بالفن القبطي، وثلاث لوحات جدارية كنيسية ترجع للقرن العاشر الميلادي، وتمثل الأولى "القديس يوحنا" يحمل بيسراه مخطوطا وأمامه أحد رجال الكهنوت ومعه مخطوط أيضا, والثانية بها جواد أبيض لا يظهر من راكبه سوي قدمه وأمام الجواد رجل مكتوب فوقه باليونانية "يارب ارحمني", والثالثة تظهر القديس مارمرقس يرتدي تاجا وتبدو نهايتا القدمين للكرسي وقد أخذت رجلي أسد، وثلاثة تيجان من الفضة المطعمة بالكارنيليان وترجع للفترة ما بين القرنين الثالث والخامس الميلاديين.
كما يضم العديد من الآثار الإسلامية منها نموذج لمئذنة بلال، وقبة من قباب المساجد الفاطمية ، أدوات الحياة اليومية من العصر الإسلامي، ونسخة مصحف يعود لسنة 1264هـ، قطعة قماش من العصر المملوكي، وشاهد قبر من الحجر الجيري كتب عليه خمسة عشرة سطرا بالكتابة الكوفية, ويرجع إلى العصر الإخشيدي.
للمتحف حديقة تضم مجموعة من الآثار النوبية، والعناصر التي تعبر عن البيئة النوبية، منها المسلة التي يحيط بها أربعة قرود, وهي تخص الملك رمسيس الثاني, الكهف الذي يمثل المحاولة الأولى للإنسان في النقش في عصر ما قبل التاريخ قبل أن يعرف الكتابة، ويضم نقوشا لحيوانات نمت بجوار النهر في النوبة مثل الزرافة والوعل و الخرتيت والغزلان، وبالحديقة قناة مائية تمثل البيئة النوبية .
ويعتبر البيت النوبي عنصرا أساسيا في متحف النوبة, ويتكون تصميم البيت النوبي من واجهة كبيرة مزخرفة بالمناظر, ومدخل يؤدي إلى فناء البيت والذي يحيط به غرفة الاستقبال والحمام وغرفة الطعام والتي تضم تخزين الطعام والمطبخ الذي يضم الأدوات التي تستخدمها السيدة النوبية في الطبخ.