بالصور والفيديو.. مصر تُنهي انتشال تمثال رمسيس الثاني الكبير
مصر تنهي انتشال الجزء الثاني من تمثال رمسيس الثاني
أنهت مصر، اليوم، انتشال تمثال يُرجح عودته للملك رمسيس الثاني بسوق الخميس بحي المطرية شرقي العاصمة القاهرة بمنطقة عين شمس الأثرية، وسط اهتمام عالمي، بعد جدل أثارته عملية الانتشال لجزء من التمثال ومعه آخر يعود للملك سيتي الثاني الأسبوع الماضي.
ودعت وزارة الآثار المصرية، وسائل الإعلام المحلية والدولية، إلى حضور لحظات الانتشال التي نفذها فريق البحث العلمي المصري الألماني، اليوم، للجزء الثاني من تمثال رمسيس الثاني، بواسطة الحبال المبطنة والتي تستخدم خصيصا للآثار الثقيلة، بعكس ما حدث الأسبوع الماضي.
ويعود تاريخ التمثالين لعام 3250 قبل الميلاد، وكلاهما من الأسرة الـ 19 في مصر القديمة.
ووجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" موجة انتقادات لوزارة الآثار بعد انتشار صور للتمثالين، أحدهما بدى "مكسورًا" بسبب استخدام "حفار آلي" و"دلو مياه" بواسطة عمال بدوا غير مؤهلين في انتشال التمثالين.
وقال وزير الآثار المصري خالد العناني، في تصريحات للصحفيين، عقب انتشال الجزء الثاني من التمثال اليوم: "البعثة في المرة الماضية أخرجت رأس التمثال وتركت الجسم، لأنه كان من الاستحالة رفع ذقنه، وطوال الفترة الماضية.. قرابة 4 أيام وجدنا صعوبة في إخراج الجسم حتى مساء الأمس.. فالتمثال كان ثقيلًا جدا".
والجزء الأول من التمثال عبارة عن الرأس المكونة من التاج وجزء من العين اليمنى والأذن اليمنى، بحسب الوزير.
وكشف الوزير المصري عن رفضه استخراج الجزء الثاني من التمثال اليوم، بواسطة "حفار" احترامًا لمشاعر الناس الذين شعروا بإهانة لما حدث المرة الماضية رغم أن التأكيدات كلها تشير إلى عدم وجود ضرر.
العناني شدد على أن "التمثال لم ينكسر ولكنه وجد مكسورًا مثل معظم أثار المطرية من كتل حجرية وتماثيل تم نقلها بعدما تحولت إلى محاجر وكان يُعاد استخدامها".
وبلهجة صارمة، بدت ردًا على ما أثير من موجة انتقادات للعمال، بأنهم غير مدربين، قال الوزير المصري: "العمل بنسبة 100% من العاملين بوزارة الآثار والعمال الذي عملوا معنا من عمال المنطقة منذ البداية".
من جانبه، قال المشرف العام على المتحف المصري الكبير دكتور طارق توفيق لبوابة "العين" الإخبارية، إن تمثال رمسيس يعد "أكبر تمثال يخرج من منطقة المطرية، وتم إخراجه بسلام"، كاشفًا عن حضور لجنة علمية دولية لعملية الانتشال اليوم للتأكد من عدم وجود خدوش أو إلحاق ضرر بالتمثال.
وموضحًا حجم الجهود المبذولة في استخراج التمثال، أضاف المسؤول المصري أن "التمثال خرج من منطقة بها مشاكل في المياه الجوفية حيث تعلو بشكل سريع والأرض طينية غير مستقرة، فبالتالي بذل كل المتخصصين الجهود اللازمة لانتشاله".
وشدد المسؤول على أن الانتهاء من انتشال أجزاء التمثال بمثابة "إنجاز علمي كبير لأنه أكبر تمثال يخرج من المنطقة"، متابعًا "لأول مرة تخرج بقايا تمثال بهذا الحجم الضخم التي تؤكد ما كنا نتوقعه في الماضي من عظمة هذه الآثار في منطقة عين شمس مركز عبادة معبود الشمس راع في مصر القديمة".
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الآثار المصرية العثور على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتي الثاني (حكم مصر بين 1200 - 1194 ق.م) مصنوع من الحجر الجيري بطول نحو 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل.
أما التمثال الثاني فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت (نوع من الصخور الرملية)، ويبلغ وزنه سبعة أطنان.
يذكر أن مدينة "أون" كانت مركز عبادة الشمس وهي مدفونة تحت ضاحية عين شمس ومنطقة المطرية القريبة منها، ففي غرب عين شمس حيث تقع معابد مدينة أون يجري التنقيب في منطقة تبلغ مساحتها 26800 متر مربع، وتضم آثارا معابد ومكتبات للفلسفة وعلوم الفلك والرياضيات.