"العين الإخبارية" تكشف المطالب الـ4 في "اللقاء اليتيم" بين سعيد والغنوشي
عام وأكثر من الخلافات وحرب التصريحات التي أحاطت بلقاء الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس البرلمان الذي يتزعم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي، حيث لم يسفر عن أي تقارب يحرك المياه الراكدة بينهما.
ثلاث ساعات في مكتب الرئيس بقصر قرطاج لم تكن كافية لربط جسور التواصل بين سعيد والغنوشي رغم ما تريد تسويقه حركة النهضة الإخوانية بأن الرئيس التونسي "هو رجل الصفقات السرية التي تدار في الغرف المغلقة".
واعتبر متابعون أن هذا "اللقاء اليتيم" لن يرى خطوات أخرى في المستقبل في ظل تشبث الرئيس التونسي بمحاسبة من سمّاهم "المتآمرون على البلاد".
وكان سعيد قد جدد اتهامه لحركة النهضة الإخوانية بالوقوف خلف "نظام خفي" يتحكم في بلاده بعد يوم فقط من لقائه الغنوشي في قصر قرطاج، معيدا الخلاف الى المربع الأول.
وقال سعيد، خلال اجتماعه بأمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي بقصر قرطاج: "تونس باتت ذات نظامين.. نظام ظاهر وآخر خفيّ يتحكّم في البلاد"، على حد تعبيره.
وأكد الرئيس التونسي أن الخطر الذي يهدّد الدول هو محاولات ضربها من الداخل وتعطيل مرافقها العمومية الأساسية.
وطالب كل القوى الوطنية في تونس بأن تتحد في مواجهة هذه الأخطار.
ونفى سعيد ما ردده البعض بتخوينه من شارك في الحوار الوطني، قائلا: "أنا لا أوزع صكوك الوطنية ولا صكوك الخيانة.. ولم أقل من شارك في الحوار غير وطني".
وتابع: "القضايا واضحة والحلول كذلك، لكن المشكل في الخيارات الوطنية والنابعة من إرادة الشعب"، مشددا على أن الأمر عنده "لا يتعلق بوساطات أو بوسطاء أو بحلول وسطى ترضي هذا ويرتضي بها ذاك، بل بثوابت وبمبادئ وقيم".
وأشار إلى أنه خارج الحسابات السياسية المفتعلة وثابت على المبادئ التي انطلق منها.
خلافات حادة
وفي السياق نفسه، أفادت مصادر مقربة من قصر قرطاج في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن سعيد وضع على طاولة اللقاء 4 مطالب رفضه الغنوشي وهي استقالة حكومة هشام المشيشي وتعديل النظام السياسي (من برلماني لرئاسي).
وكشفت المصادر أن سعيد طالب أيضا بضرورة كشف الحسابات البنكية لكل القيادات الإخوانية والكف عن التدخل في القضاء التونسي من قبل حركة النهضة.
كل هذه المطالب جعلت من اللقاء بين الغنوشي وسعيد فرصة جديدة لتعميق الأزمة الحاصلة على رأس مؤسسات الدولة التونسية، فانطلق "ذباب الإخوان" الالكتروني في مواصلة حملة التعريض والاستهداف لرئيس الدولة.
وبعد اللقاء مباشرة كتب مستشار الغنوشي رياض الشعيبي تدوينة على صفحته في فيسبوك اتهم فيها سعيد بالارتباك وعدم القدرة على الفعل السياسي.
ترويض الرئيس
ويرى العديد من المتابعين أن حركة النهضة استعملت كل الوسائل لترويض قناعات الرئيس التونسي واستقطابه مرة بالضغط وحملات التشويه وأخرى بالدفع في اتجاه إبرام صفقات سرية معه.
وفي هذا الاتجاه، أكد رضوان مطوسي القيادي بحركة الشعب أنه "من الصعب أن يستجيب سعيد لأي صفقة مع التنظيم الإخواني خاصة بعد اطلاعه على ملفات خطيرة تدين حركة النهضة بالتخابر مع جهات أجنبية".
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية" قال مطوسي إن "الرهان الذي تعيشه تونس لا يسمح بإبرام صفقات، وإنما الحسم في القضايا التي أعاقت التقدم مثل ملف الإرهاب ومحاسبة المتسببين في الأزمة الاقتصادية".
واستبعد أن يكون هناك لقاءات أخرى بين سعيد والغنوشي في الفترة القليلة القادمة، مطالبا الرئيس التونسي بإعادة الحياة لمبادرة اتحاد الشغل التي تهدف لتعديل النظام السياسي.