"بقاء المطلقة في منزل طليقها" يثير جدلاً.. ماذا يقول الشرع؟
أثار الدكتور محمد نجيب، من علماء الأزهر الشريف، الجدل بتصريحٍ حول المرأة المطلقة ووجوب عدم مغادرتها منزل طليقها.
وقال نجيب في تصريحات تلفزيونية لقناة "الناس" المصرية إن "المرأة المطلقة لا تخرج من بيتها وليس من حق الزوج أن يُخرج الزوجة من مسكن الزوجية، ولا يحق لها أيضاً الخروج. يقعدان في البيت مع بعض وهي في فترة العدة، لعل الله أن يُحدث بعد ذلك أمراً. أن يهدأ هو ويراجع نفسه، وهي كذلك، وتعود الحياة بينهما".
وأوضح أن "الإسلام كفل للمطلقة البقاء في بيت الزوجية حتى بعد انقضاء العدة، أين نحن من هذا الأمر؟ هل نطبّق القرآن الكريم؟".
واستند نجيب في تصريحه إلى الآية: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ".
هل تبقى المطلقة في المنزل مع زوجها؟
تفرق دار الإفتاء المصرية بين أنواع المطلقات فيما يخص البقاء في منزل الزوجية، فتقول إن المطلقة طلاقًا رجعيًا يجوز لها أن تقيم مع مطلقها في المنزل نفسه، بل إن قضاء عدة الطلاق في منزل الزوجية هو الواجب شرعًا رجاءً للصلح بينهما.
لكنها تقول عن المطلقة طلاقًا بائنًا بأنه لا يجوز لها أن تقيم مع مطلقها في منزل واحد تتحقق فيه الخلوة بينهما، "خصوصًا في هذا الزمن الذي أصبح فيه الفساد منتشرًا"، على حد وصفها.
وتوضح أن المنصوص عليه شرعًا أن المرأة إذا بانت من زوجها صارت أجنبية منه لا يحل له الاختلاط بها، ولكنها تعتد في منزل الزوجية، ويجب أن يوجد بينهما حائل؛ منعًا للخلوة إذا كانا بمنزل واحد، فلا يلتقيان التقاء الأزواج.
أما دار الإفتاء الأردنية فترى أن على الزوجة المعتدة أنْ تقضي العدّة في بيت الزوجية، سواءٌ كانت عدّتها من طلاق رجعي أو بائن أو عدة وفاة، واستشهدت بالآية التي استشهد بها نجيب.
وتشدد الدار على أنه ليس للرجل أن يخرج زوجته من مسكن الزوجية خلال فترة العدّة، وأوجبت عليه إن استطاع أن يوفر لمطلقته السكن في بيته؛ لأنّ هذا حقّ شرعي لها.
وبعد انتهاء العدة، ترى دار الإفتاء الأردنية أن هذ الحق يسقط وعلى الزوجة أن تنتقل إلى بيت آخر تقضي حياتها فيه، إلا إذا كان للزوجة حقّ الحضانة، فعلى المطلق أن يوفر لها مسكناً تحتضن فيه أبناءها.
هل تبقى بعد العدة؟
في السياق، صرّح الدكتور سامي العسالة، مدير التفتيش الديني الأسبق بوزارة الأوقاف المصرية، بأنه يفضّل مغادرة أحد الزوجين المنزل.
وقال العسالة لـ"العين الإخبارية" إنّ هناك بعض الحالات لا تستطيع فيها الزوجة المغادرة بسبب عدم وجود منزل آخر أو مكان لاستضافتها، وفي هذه الحالة عليها أن تبقى في المنزل مع طليقها وأولادها، لكن تكون معزولة عن طليقها.
وقال العسالة إن كل حالة تدرس ويتم أخذ الحكم الشرعي فيها بحسب الحالة، وغالباً ما يتم الحكم بإبقاء المرأة في المنزل إذا كانت مسنة، ولم يكن لها أقرباء، ففي هذه الحالة يكون بقائها في المنزل لحفظها من التشرد.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز