20 ألف طبيب إضافي في إيطاليا لكبح كورونا
هذه الخطوة تساعد في رفع عدد أسرّة العناية الفائقة من 5 إلى 7 آلاف أي بزيادة نحو 50% ومضاعفتها في أقسام الأمراض التنفسية والمعدية
قررت الحكومة الإيطالية توظيف 20 ألف عنصر طبي وشبه طبي جديد في إطار جهود استثنائية لدعم منظومتها الصحية، إضافة إلى دراسة إنشاء مناطق حجر جديدة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
وجاء هذا الإجراء ضمن سلسلة خطوات تبنّتها الحكومة خلال اجتماع لمجلس الوزراء استمر طوال الليل وأعقب الإعلان عن 49 وفاة جديدة.
ومن المفترض أن ترفع هذه الخطوة عدد أسرّة العناية الفائقة من 5 إلى 7 آلاف، أي بزيادة نحو 50%، ومضاعفة عدد الأسرّة في أقسام الأمراض التنفسية والمعدية.
ويتوزع الطاقم الجديد على النحو التالي: 5 آلاف طبيب مختص، و10 آلاف ممرض و5 آلاف مساعد طبي، ويتيح المرسوم الحكومي توظيف أطباء متقاعدين.
ووصل عدد الإيطاليين الذين يتلقون علاجا في قسم العناية المشددة إثر إصابتهم بـ"كوفيد-"19 إلى 462 مريضا الجمعة.
وخصصت ميزانية بمليار يورو لتمويل هذه الإجراءات ستقتطع من 7.5 مليار يورو رصدت لمكافحة الفيروس.
وأعلنت المفوضية الأوروبية في روما، السبت، أنها لن تحتسب هذه المصاريف الاستثنائية في تقييمها لعجز البلاد المالي، وأتيح للمسؤولين المحليين استخدام فنادق في العزل الصحيّ.
وينص المرسوم أيضا على تقديم مساعدات وتمويلات بقيمة 50 مليون يورو للشركات التي تنتج أقنعة وقائية وسلعا أخرى مفيدة لاحتواء الوباء.
إضافة إلى قطاع الصحة، اتخذت الحكومة إجراءات تخصّ القضاء، وحتى 31 مايو/أيار، يمكن للمحاكم السماح فقط بدخول الموظفين، وتنظيم جلسات محاكمة مغلقة، وسيشجع كذلك استعمال تقنية البث عبر الفيديو.
بعد تسجيلها 4636 إصابة و197 وفاة، صارت إيطاليا في المرتبة الثانية خلف الصين من ناحية أعداد الوفيات، والرابعة في أعداد الإصابات خلف الصين وكوريا الجنوبية وإيران.
وأدت هذه الأرقام إلى نفور السياح الأجانب،وقالت المرشدة السياحية الشابة فرانشيسكا سبوسيتو إن "الحالة في روما كارثية، أعتقد أن الصحف بالغت (في وصف) الوضع".
وصارت العاصمة المزدحمة عادة أشبه بمدينة أشباح في الأيام الأخيرة، ويؤكد المتقاعد الفرنسي بياريك (67 عاما) ذلك، إذ يقول: "نرى أنه لا يوجد أحد في جميع الأماكن السياحية المهمة".
وأفرغ تسارع تفشّي وباء "كوفيد-19" محطات القطارات الإيطالية والمطارات. وأُغلقت العديد من مطاعم ومقاهي المدينة ليل الجمعة، أو كانت معظم طاولاتها فارغة بينما وقف موظفوها بكآبة ليتبادلوا أطراف الحديث في غياب النشاط.
وبدا الشارع الواسع الذي يمر بالمسرح الروماني، الذي لطالما امتلأ بالسيّاح مهجورا صباح يوم سبت مشمس ودافئ.
ويهدد تراجع عدد الزوار قطاع السياحة بعودة الركود إلى اقتصاد البلاد الضعيف أصلا.
مناطق حمراء
ارتفعت نسبة الوفيات بسبب الفيروس في إيطاليا إلى 4.25% مقابل 3.8% في الصين و0.68% في كوريا الجنوبية.
لكن رئيس المعهد العالي للصحة سيلفيو بروسافيرو ذكر، الجمعة، أنه "يجب ألا ننسى أن متوسط الأعمار في إيطاليا أعلى مقارنة بالصين (44.3 مقابل 37.4 عام)"، في حين يقتل الفيروس أساسا المسنين الحاملين لأمراض أخرى.
وتتركز أغلب الإصابات في شمال البلاد، وأنشئت هناك "مناطق حمراء" يفرض فيها منذ أسبوعين حجر على 11 بلدة يبلغ عدد سكانها 50 ألفا.
وفي حين يبلغ زمن حضانة الفيروس 14 يوما، لم تقرر الحكومة بعد إن كانت ستمدد فترة الحجر، وهي بصدد درس إنشاء مناطق حمراء أخرى، خصوصا في منطقة لومبارديا المحيطة بميلانو، وهي الأكثر تضررا بـ2612 إصابة و135 حالة وفاة.
وتبنت روما سلسلة إجراءات صارمة لاحتواء الوباء، شملت غلق المدارس والجامعات حتى منتصف مارس/آذار لتجنب اكتظاظ مستشفيات البلاد.
وحذر روبرتو سبيرانزا، وزير الصحة الإيطالي، السبت من أن "الفيروس ينتشر بسهولة، هذا ما استنتجناه في الساعات الأخيرة".
وأضاف: "نعمل ليل نهار لزيادة عدد الأسرة في العناية الفائقة، وفي أقسام الأمراض التنفسية والمعدية".
وأعلن رئيس الحزب الديمقراطي (وسط يسار) المشارك في الحكومة نيكولا زيجاريتي على "فيسبوك" السبت إصابته، وقال: "أنا بخير لكن علي البقاء في المنزل خلال الأيام المقبلة".
وتتمثل أبرز مخاوف الحكومة حاليا في تفشي الإصابات بـ"كوفيد-"19 التي كانت حتى الآن ضمن جيوب في الشمال الأغنى إلى الجنوب الأفقر والمجهّز بشكل أقل طبيا.
واختتمت منظمة الصحة العالمية مهمة في إيطاليا، الجمعة، بإصدار توصية للحكومة بالتركيز بقوّة على إجراءات احتواء الفيروس.