خبراء وأكاديميون: "وثيقة الأخوة الإنسانية" رسالة سلام إماراتية عالمية
"العين الإخبارية" ترصد في التقرير التالي آراء عدد من الخبراء والأكاديمين حول هذه الوثيقة، والمردود المتوقع من إطلاقها.
من أرض السلام وعاصمة التسامح العالمية دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلقت وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، التي صدرت عن "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وقع على الوثيقة التاريخية أكبر قطبين دينيين في العالم، وهما قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بهدف توصيل رسالة سلام ومحبة وتعايش مشترك للعالم أجمع، وهو ما كان له صدى وردود أفعال واسعة داخل وخارج الإمارات.
"العين الإخبارية" ترصد في التقرير التالي آراء عدد من الخبراء والأكاديمين حول هذه الوثيقة، والمردود المتوقع من إطلاقها.
حملات توعوية لنشر مبادئ الوثيقة
اعتبر عبدالله النعيمي، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح في الإمارات بالإنابة، أن توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، على أرض الإمارات يمثل دلالة كبيرة لترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للتسامح، مشيراً إلى أن حضور رجال الدين الإسلامي والمسيحي لهذا الحدث يبارك هذه الوثيقة.
وعبر "النعيمي" عن سعادته تجاه هذه الزيارة التي كانت محط أنظار الجميع، والتفاعل معها في ردود الأفعال المختلفة داخل وخارج الإمارات، معتبراً أنها رسخت المفاهيم التي تدعو إليها وزارة التسامح الإماراتية.
وأشار "النعيمي" لـ"العين الإخبارية" إلى أن وزارة التسامح الإماراتية ستسعى من خلال الحملات التثقيفية والتوعوية إلى نشر مبادئ هذه الوثيقة، لتوصيلها لأكبر شريحة من الناس، مشدداً على أهمية هذه الوثيقة المعنوية التي تساهم في نشر قيم التعايش والأخوة والمحبة وتقبل الآخر.
وثيقة إنسانية يتساوى فيها كل البشر
"العالم في حاجة ماسة لهذه الوثيقة في الوقت الراهن، وإطلاق الوثيقة في الوقت الحالي له دلالة كبيرة، في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إذ إنها ستساهم في محاربة الظلم والفقر والاضطهاد"، هذا ما أكده الدكتور عقيل كاظم رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة الإمارات لـ"العين الإخبارية".
ووصف كاظم الوثيقة بالإنسانية، إذ يتساوى فيها كل البشر، كما أنها أكدت أن هناك عوامل مشتركة عديدة بين المسلمين والمسيحيين، وأن بينهما تاريخ طويل مشترك يمكن أن يُبنى عليه تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي وقيمي، يكمل فيها الطرفان بعضهما بعضا، مشدداً على أن البشر متساوون في الأحلام والطموحات والاحتياجات.
وعبر "كاظم" عن فخره كإماراتي بأن تنطلق هذه الوثيقة من أرض الإمارات التي تمثل نموذجا عالميا للتسامح، في ظل وجود أكثر من 200 جنسية يتعايشون بعيداً عن أية اختلافات في الثقافات أو الجنسيات أو الأعراق، فظهورها له معنى خاص حسب قوله، داعياً إلى نشرها في مختلف الأوساط الثقافية والاجتماعية والتعليمية في دولة الإمارات.
الوثيقة ترسخ قواعد الشريعة الإسلامية
وأكدت الدكتورة نورة البلوشي، أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد، أن الإسلام جاء ليقر أن الناس ينتمون لأصل واحد، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم، وهو ما يثبته قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم، وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى".
وأشارت "البلوشي" لـ"العين الإخبارية" إلى أن هذه الوثيقة ترسخ قواعد الشريعة، وأهمها أن دين الإسلام هو دين التسامح والمحبة والسلام، مشددة على أن هذه القيم توفر السكينة والطمأنينة في النفوس، فالسلام بمفهومه السلمي هو أمنية ورغبة أكيدة يتمناها العالم أجمع.
واعتبرت "البلوشي" أن زيارة قداسة البابا فرنسيس في هذا التوقيت أكثر من مناسبة ولها مدلول كبير، خاصة في عام 2019 الذي يحمل شعار التسامح في دولة الإمارات، إذ تسعى الدولة لنشر مبادئه وتطبيق التعايش بسن القوانين والتشريعات التي تحافظ على الجميع دون استثناء على أرضها، مشددة على أن هذه الوثيقة تؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة حكومةً وشعباً ستكمل ما بدأه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وستظل تستقبل محبيها بذراع مفتوحة، فالكل يسعى إلي بناء هذه الأرض الطيبة بعيداً عن حواجز الجنسيات والطوائف الدينية.
ولفتت "البلوشي" خلال حديثها لـ"العين الإخبارية" إلى أن دولة الإمارات تعتبر نموذجا يحتذى به في الأخوة الإنسانية، وبهذه الوثيقة فالإمارات ترسل دعوة للإنسانية أننا نستطيع أن ننجز الكثير للعالم ما دمنا نستطيع العيش بسلام ووئام.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA=
جزيرة ام اند امز