البابا فرنسيس: وجدت في الإمارات نية حسنة لبدء عمليات السلام
قداسة البابا فرنسيس يحذر من خطورة الحروب والكراهية التي تخلف دمارا وإرهابا تهدد البشرية ويشيد بتطور وسماحة دولة الإمارات
قال قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إنه وجد في دولة الإمارات العربية المتحدة نية حسنة للبدء في عمليات السلام، محذراً من خطورة الحروب والكراهية التي تخلف دماراً وإرهاباً وتهدد البشرية جمعاء.
وأضاف قداسة البابا فرنسيس -في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة، خلال عودته إلى الفاتيكان بعد زيارته التاريخية إلى الإمارات- أنه لمس استعداداً كبيراً لدى الإمارات للحوار، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي أو الديني.
وحذر بابا الكنيسة الكاثوليكية من "انهزام الإيمان" في حال عدم قدرة المؤمنين على التحية والعناق بسبب الكراهية والحروب، التي تمثل خطراً كبيراً.
وأبدى قداسة البابا فرنسيس إعجابه الشديد بدولة الإمارات، وما تتمتع به من حضارة وحداثة، وتطلع نحو المستقبل، وانفتاح على الثقافات كافة.
وقال بابا الكنيسة الكاثوليكية "لقد رأيت بلداً حديثاً، وأعجبت بالمدينة ونظافتها، ولكن كانت هناك أشياء صغيرة أثارت فضولي: كيف يسقون الزهور؟".
وتابع "الإمارات بلد متقدم يرحب بالعديد من الأشخاص الذين يأتون إليها، وهي دولة تنظر نحو المستقبل، فعلى سبيل المثال: هم يعلمون الأطفال التطلع إلى المستقبل، وسيحاولون في المستقبل جعل مياه البحر صالحة للشرب، هم يبحثون دائماً عن أشياء جديدة.. أحدهم قال لي: يوماً ما سينفد النفط، نحن نستعد من أجل معرفة ما يجب فعله في هذا الوقت".
واستطرد قائلا "لقد تأثرت بالاجتماع مع مجلس حكماء المسلمين، ذلك يظهر أن هذا البلد مستعد للحوار، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي أو الديني.. اجتماع الحوار بين الأديان هو حديث ثقافي قوي".
وحظيت زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام عالمي، ولا سيما أنها أثمرت عن توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" بين قداسة البابا وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
الوثيقة صادرة عن "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، حيث شهد توقيعها أكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان وشخصيات ثقافية وفكرية من مختلف دول العالم.
وأعرب قداسة البابا فرنسيس -خلال تصريحاته على متن الطائرة- عن سعادته بخروج وثيقة "الأخوة الإنسانية"، قائلا "الوثيقة تم إعدادها بعد كثير من التفكير والصلاة، الإمام الأكبر وأنا دعونا كثيراً حتى نتمكن من إخراج هذه الوثيقة".
وأضاف "هذه الوثيقة ولدت من رحم الإيمان بالله، هي تدين أشكال الدمار والإرهاب كافة".
وقال "لقد سمعت بعض المسلمين يقولون إن هذه الوثيقة يجب أن تدرس في الجامعات.. يجب دراستها وليس فرضها".
ووقع قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مساء الإثنين، وثيقة "الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية، الذي احتضنه "صرح زايد المؤسس".
وجددت الوثيقة تأكيدها على أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول إلى حياة كريمة، يحق لكل إنسان أن يحيا في كنفها، وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
واختتمت وثيقة الأخوة الإنسانية بنودها بالدعوة للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة لتكون نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو إليها الأديان وتشجع عليها، وتكون وثيقتنا شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، وتكون رمزاً للعناق بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.
وتعهدت الكنيسة والأزهر بأن تصبح هذه الوثيقة موضع بحث وتأمل في جميع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية، لتساعد على خلق أجيال جديدة تحمل الخير والسلام، وتدافع عن حق المقهورين والمظلومين والبؤساء في كل مكان.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز