وثائقي يستعرض متعة الحياكة في قرية برازيلية
المخرج مارسيلو جوميز يحلل الطريقة التي يعيش بها سكان بلدة توريتاما البرازيلية ويتساءل: هل يعملون من أجل المال أم من أجل متعة العمل؟
فوق التلال في شمال شرق البرازيل النائي ببلدة توريتاما تسمع صوت ماكينات الحياكة في عاصمة الجينز، حيث يعمل الناس طوال اليوم لإنتاج سراويل الدنيم، وهو ما أثار اهتمام المخرج مارسيلو جوميز عندما زار البلدة.
وفي فيلمه الوثائقي الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي ينعقد من 9 حتى 19 فبراير/شباط من كل عام، يحلل جوميز الطريقة التي يعيش بها سكان البلدة ويتساءل ما إذا كانوا يعملون من أجل المال أم من أجل متعة العمل؟
وقال جوميز: "عندما وصلت إلى هناك، قلت يا إلهي! هذه تبدو مثل إنجلترا خلال الثورة الصناعية!"، إلا أن سكان البلدة مبتهجون دائما في الفيلم وهم يحيكون السحابات أو مئات الجيوب.
وقوضت الحكومات البرازيلية المتعاقبة قوانين حماية العمال من الاستغلال وأرغمت الكثير منهم على العمل ساعات طويلة مقابل أجر أقل، إلا أن الحائكين في توريتاما لا يشعرون بأي مشاكل إذ إنهم يعملون لحسابهم.
وأضاف جوميز: "لديهم مصانعهم الخاصة، هم الملاك والعمال".
وتحكي الحائكات في الفيلم بسعادة عن السنتات التي يحصلن عليها مقابل كل قطعة، إلا أن جوميز، وهو الراوي أيضا في الفيلم، لا يخفي تشككه ويتساءل ما إذا كان هؤلاء الأشخاص لديهم حتى الوقت كي يتساءلوا إذا كانوا سعداء.
وتابع: "تمضي نحو 15 أو 16 ساعة في العمل. ماذا عن حياتك؟ ماذا عن أبنائك؟ سألتهم طوال الوقت ولكنهم كانوا سعداء جدا لأنهم الملاك... هل الطمع شيء جيد؟".
وفي نهاية الفيلم يأتي الكرنفال، حيث تبيع الأسر كل ممتلكاتها من ثلاجات وماكينات حياكة لجمع المال اللازم لقضاء عطلة على الشاطئ، ولـ8 أيام تصبح البلدة خالية تماما كما يتذكرها جوميز من الطفولة.