مقتل السنوار.. «صراع أجنحة» حماس يحدد مصير الرهائن ومستقبل الحرب
يفتح مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار بابا للأسئلة بشأن مستقبل الحرب في غزة ومصير الرهائن الإسرائيليين في القطاع.
أسئلة عكفت دوائر صناعة القرار ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية على استشراف حدودها، فور إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل السنوار.
ورأى الكاتب الأمريكي جون ألترمان، في تقرير لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن الحرب في غزة لم تنته، لكنها انتقلت إلى مرحلة جديدة.
- بعد تصريحات بايدن.. هل قتل السنوار أمريكيين؟ (فيديو)
- هل يوقف مقتل السنوار الحرب في لبنان؟ خبراء يجيبون لـ«العين الإخبارية»
ماذا يعني مقتل السنوار؟
ويعتقد المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية أن حركة حماس ستعاني بعد مقتل السنوار من حالة من الانقسام، حيث يتوقع أن تسعى بعض الأجنحة داخل الحركة إلى مضاعفة العنف، فيما قد تسعى أجنحة أخرى إلى الحفاظ على خيارات المستقبل، وبحسب التقرير لم يكن السنوار يوجه العمليات اليومية لأسباب أمنية، لذلك لا ينبغي لنا أن نتوقع تدهورا سريعا لقدرة حماس.
هل ينهي مقتل السنوار الحرب؟
وعارض السنوار التوصل لتسوية تنهي الحرب مع إسرائيل على ما تقول عواصم غربية، لذا فإن مقتله وفق ألترمان يجعل التسوية أمرا ممكنا، لكن تظل هناك احتمالات بأن يكون عدم وجود زعيم واحد لحماس موثوق به فرصة لتعقيد مهمة إجبار بعض الأجنحة في الحركة على وقف إطلاق النار.
الكاتب الأمريكي يذكر أنه بشكل عام يمكن أن تتضاءل مستويات القتال ضد إسرائيل في الأيام المقبلة، كما أنه يمكن أن نشهد نوعا من صراع القيادة داخل حماس، وقد يحول هذا عنف المجموعة إلى الداخل لبعض الوقت، بالإضافة إلى ذلك من المرجح أن يكون إنهاء الحرب في غزة بشكل شامل "بعيدا إلى حد ما".
ماذا سيحدث للرهائن؟
في الوقت نفسه هناك عدد من النتائج المحتملة بخصوص الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إذ يقول الكاتب الأمريكي إنه من المعروف أن حماس لا تسيطر على جميع الرهائن (تحتجر حركات أخرى مسلحة في القطاع عددا غير معروف من الرهائن)، حتى المجموعات المختلفة داخل حماس التي تحتجز الرهائن قد تتخذ نهجا مختلفا تجاه أسراها، ومن المرجح قيام البعض بإعدامهم انتقاما لموت السنوار، وقد يسعى البعض أيضا إلى مقايضة حرية رهائنهم بحريتهم، فيما قد يتخلى البعض ببساطة عن الرهائن خوفا مما سيأتي بعد ذلك، حسب ما قال ألترمان.
ألترمان يشير إلى أن جهود التفاوض السابقة استندت جميعها إلى فكرة أن السنوار لديه خط اتصال بمعظم أولئك الذين يحتجزون الرهائن، ويمكنه التأثير على قراراتهم، والآن أصبحت الصورة أكثر قتامة، ومن المرجح أن نرى مجموعة متنوعة من النتائج، لا نعرف عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة الآن، ومن المرجح أن يتم إطلاق سراح بعضهم، وقتل آخرين في الأيام المقبلة.
كيف سيبدو مستقبل غزة؟
أصبح هذا السؤال حول مستقبل غزة أكثر إلحاحا وفق الكاتب الأمريكي، لكن الإجابة لا تزال غامضة، وقد قاومت إسرائيل العديد من المقترحات التي تنطوي على دور للسلطة الوطنية الفلسطينية كمؤسسة وطنية علمانية لقيادة جهود الحكم، من المرجح أن تعمل مجموعة من الجهات الفاعلة الدولية -بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية- خلال الأسابيع المقبلة، على دفع الإسرائيليين إلى المضي قدماً بشكل أكثر سرعة في هذا الجهد.
كيف سيبدو مستقبل حماس؟
لا تزال حماس منظمة تحظى بشعبية كبيرة بين الكثير من الفلسطينيين، الذين أصابهم اليأس من التوصل إلى نهاية تفاوضية لدور إسرائيل في غزة والضفة الغربية، ولم تخفف الاغتيالات الإسرائيلية لقادة حماس السابقين من هذه الجاذبية، ومن غير المرجح أن يؤدي موت السنوار إلى إضعافها أيضا، لكن يبدو أن عددا متزايدا من سكان غزة يلومون حماس والسنوار معاناتهم، حسب ألترمان.
كيف سيصب هذا في صالح السياسة الإسرائيلية؟
الكاتب الأمريكي يرى أيضا أنه على المدى القريب يشكل موت السنوار انتصارا هائلا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابل الأفراد الذين دعوا إلى عقد صفقة رهائن، ووقف إطلاق النار مع السنوار خلال الصيف، كما يتوقع أن يخلق مسارا محتملا لإسرائيل لتقليص عملياتها العسكرية من موقف قوة.
وكان كثيرون قد ظنوا أن مسيرة نتنياهو السياسية قد وصلت إلى نهايتها قبل أشهر، لكن مقتل السنوار أعاده إلى الحياة السياسية، وسوف يُنظر الآن إلى مقتل السنوار باعتباره أعظم انتصاراته، حسب ألترمان.
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز