دراسة: الكلاب تحدد مصابي كورونا بنسبة 94٪
من المتفجرات إلى المخدرات، وحتى كورونا، تتمتع الكلاب بالقدرة على التعرف على رائحة الجزيئات بدقة متناهية والإشارة إلى وجودها.
وفقاً لبحث أمريكي جديد، يمكن للكلاب المدربة اكتشاف فيروس كورونا المستجد بنسبة صحيحة تصل إلى 94٪، بل والقيام بذلك بسرعة ودقة أكبر من اختبارات "كوفيد-19" نفسها، وفقاً لموقع "فان بيدج" الإيطالي.
ومنذ الأشهر الأولى لوباء كورونا المستجد، أشار العديد من مدربي الكلاب إلى أنهم يمكن أن يلعبوا دوراً رئيسياً في مكافحة انتشار الفيروس التاجي، مما يساعد على تحديد ليس فقط المريض الإيجابي، ولكن أيضاً الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض.
ويأتي تأكيد هذه القدرة عند الكلاب، بعد سلسلة من الاختبارات أجراها فريق من الباحثين في فرنسا ولبنان لبحث نشر في مجلة Journal Of The American Osteopathic Association.
ورغم أن الفيروس التاجي نفسه ليس له رائحة، لكن يمكن للكلاب التقاط المواد الأيضية التي يفرزها الأشخاص المرضى بـ"كوفيد-19"، بناءً على افتراض العلماء أن عدوى سارس-كوف -2 تولد سلسلة من التغييرات في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى انبعاث رائحة عرق خاصة.
وبشكل أكثر تحديداً، افترضوا أن عمل الفيروس في الخلايا ينتج مستقلبات وأيضات تفرزها الغدد، وبالتالي تولد رائحة العرق المميزة التي يمكن للكلاب التعرف عليها.
ولتنفيذ اختباراتهم، اختار الباحثون 18 كلباً سبق تدريبهم، بما في ذلك 16 حيوان أليف منهم، من فصائل المالينوا البلجيكي وجيرمن شيبرد وجاك راسل تيرير.
ومن بين هؤلاء، استخدم 8 كلاب قادرة على التعرف على سرطان القولون والمتفجرات، في دراسة توضيحية، بناءً على 368 تجربة مع 198 عينة عرق، تم الحصول عليها من الإبط لمرضى كوفيد-19، ممن نقلوا إلى المستشفى في العديد من المستشفيات.
وتضمن الاختبار تحديد العينة الإيجابية من بين 3 أو 4 عينات سلبية، والمثير للدهشة أنه بعد 4 أيام فقط من التدريب مع عرق مرضى كوفيد-19، تراوح معدل النجاح بين 83 و100٪.
وخلال الاختبار، أشار كلب مرتين إلى نتائج إيجابية لا يمكن تأكيدها، وبعد أسبوعين وجد العلماء أن الشخصين (أصحاب هذه العينات) كان عليهما دخول المستشفى بسبب الفيروس التاجي.
وفي غضون ذلك، وجدت مجموعة بحثية ألمانية أنه بعد أسبوع من التدريب، تمكنت 8 كلاب من تحقيق معدل اكتشاف بنسبة 94%، عند استنشاق عينات اللعاب.
هذا ليس كل شيء، فالكلاب أيضاً سريعة، فاكتشافها للوباء لا يستغرق بضع ثوانٍ، مما يجعلها أسرع بكثير من اختبار فيروس كورونا نفسه.
ولهذا السبب، يمكن استخدامها كجزء من عملية الفحص في الموانئ والمطارات، أو الأحداث الرياضية، لاكتشاف الأشخاص المصابين.
ومع ذلك، تستدعي الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد إلى أي مدى يمكن للكلاب شم COVID-19 في الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض.
وتعليقاً على البحث، قالا تومي ديكي من جامعة كاليفورنيا، وأحد المشاركين في البحث: "النتيجة الأكثر لفتاً للانتباه هي أن الدراسات أظهرت بالفعل أن الكلاب يمكنها تحديد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد ليس ذلك فقط، بل يمكنهم القيام بذلك بسرعة أكبر وبدقة مماثلة أو ربما أفضل من اختبارات الكشف التقليدية".