هل ينشر ترامب قوات برية في سوريا والعراق؟
بعد مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطة جديدة لمواجهة داعش في سوريا والعراق، هل تعود القوات البرية مرة أخرى للشرق الأوسط؟
أعرب مسؤولون أمريكيون عن تشككهم في إمكانية إجراء الجيش تغييرات جوهرية في إستراتيجيته الحالية التي وضعها باراك أوباما لمحاربة داعش في سوريا والعراق، وذلك بعد أن أمر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، السبت، البنتاجون بتشكيل خطة جديدة لهزيمة "داعش" خلال 30 يوماً.
ومن المرجح أن تدفع دعوة ترامب لوضع خطة عسكرية لهزيمة تنظيم "داعش"، وزارة الدفاع لإعادة النظر في خيارات استخدام مزيد من القوة الضاربة واستخدام القوات البرية الأمريكية، بعد أن سحب معظمها أوباما عام 2011، مبقياً فقط على مستشارين ومدربين عسكريين.
لكن المسؤولين الأمريكيين -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم- أبدوا تشككهم في إمكانية مطالبة الجيش الأمريكي بتغييرات جوهرية في إستراتيجية رئيسية تم تنقيحها في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وتتمثل في الاعتماد على القوات المحلية في أداء معظم العمليات القتالية ومن ثم تكبد الخسائر البشرية في سوريا والعراق.
وعقب توقيع أمر تنفيذي، السبت، يطالب وزارة الدفاع ورؤساء هيئة الأركان المشتركة وغيرها من المؤسسات بتقديم خطة أولية خلال 30 يوماً لهزيمة تنظيم "داعش"، بما يحقق واحداً من تعهداته خلال الحملة الانتخابية، قال ترامب "أعتقد أنها ستحقق نجاحاً كبيراً".
ويدعو الأمر التنفيذي الخبراء إلى التوصية بأي تغييرات لازمة لقواعد الاشتباك الأمريكية أو أي قيود أخرى في السياسة المتبعة، وذلك لتحديد شركاء جدد في التحالف واقتراح آليات لتجفيف مصادر تمويل التنظيم الإرهابي، كما يطالب الأمر بوضع إستراتيجية مفصلة لتمويل الخطة.
وكان ترامب جعل من "داعش" عنصراً رئيسياً في حملته الانتخابية، لكنه تجنب الحديث عن أي تفاصيل محددة في التصدي للتنظيم، وسبق أن أعلن "داعش" مسؤوليته عن عدة هجمات على الأرض الأمريكية.
وسيكون لأي تحولات في خطط الجيش الأمريكي تبعات واسعة على العلاقات الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وهي العلاقات التي توترت بفعل مساعي الرئيس السابق أوباما خلال فترة رئاسته لتقييد الدور العسكري الأمريكي في العراق وسوريا.
وطالب جيمس ماتيس، وزير الدفاع في إدارة ترامب، بنهج أكثر استخداماً للقوة في مواجهة داعش لكن لم تتضح بعد رؤيته لكيفية تحقيق ذلك.
قوات برية في سوريا والعراق؟
ويسلم المسؤولون العسكريون الأمريكيون منذ عهد بعيد بأن الولايات المتحدة يمكنها أن تبذل جهداً أكبر لهزيمة داعش باستخدام القوات الأمريكية بدلاً من الاعتماد على المقاتلين المحليين.
لكن كثيرين من هؤلاء المسؤولين يقولون إن النصر سيتحقق على حساب المزيد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الأمريكية ولن يحقق في النهاية شيئاً يذكر في تحقيق حل دائم للصراعات التي تغذيها انقسامات عرقية ودينية وسياسية شديدة في دول تشتد فيها المشاعر المناهضة للولايات المتحدة.
وقال ديفيد بارنو الجنرال المتقاعد الذي كان في وقت من الأوقات قائدا للقوات الأمريكية في أفغانستان، إنه إذا قررت إدارة ترامب الاعتماد على القوات الأمريكية بإشراكها في القتال مباشرة وإحلالها محل القوات المحلية فسيمثل ذلك تصعيداً كبيراً.
وقال بارنو الذي يحاضر الآن بالجامعة الأمريكية في واشنطن، "سرنا في هذا الطريق من قبل ولا أعتقد أن الشعب الأمريكي متحمس لهذه الفكرة".
وقال خبراء، إن وزارة الدفاع يمكنها مع ذلك أن تطلب قوات إضافية بخلاف ما يقل عن 6 آلاف جندي أمريكي منتشرين الآن في العراق وسوريا، بما يساعد الجيش في تعزيز دوره في القتال.
لكنهم قالوا أيضاً، إن وزارة الدفاع ربما تركز على خيارات أقل حجما مثل زيادة عدد طائرات الهليكوبتر الهجومية والضربات الجوية، إضافة إلى إشراك المزيد من وحدات المدفعية، وربما يطالب الجيش أيضاً بسلطات أكبر في اتخاذ القرارات في ساحة المعركة.
وعلى مدى سنوات وجدت إدارة أوباما نفسها تكافح اتهامات بالتدخل في التفاصيل الدقيقة في إدارة الحروب في العراق وسوريا وأفغانستان.
وقال بارنو: "أعتقد أن وزارة الدفاع ستطالب بمزيد من السلطة في وضع مستشارين وقوات خاصة أقرب إلى خطوط القتال وستحصل على ذلك".
تصعيد في الرقة
عقب لقاء ترامب الجمعة الماضية بالقادة العسكريين في البنتاجون لنحو ساعة، قال مسؤول دفاعي أمريكي، إنهم ناقشوا سبل الإسراع بهزيمة داعش وموضوعات أخرى ساخنة من بينها التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
وفي سوريا، ستتمثل الخطوة الكبرى للقوات التي تدعمها الولايات المتحدة في السيطرة على مدينة الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم الإرهابي.
وقال ماتيس في جلسة تثبيته في منصبه بمجلس الشيوخ، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة لديها إستراتيجية تسمح للجيش الأمريكي بالسيطرة على الرقة، لكنه قال إن تلك الإستراتيجية تحتاج لمراجعتها وتصعيدها.
وأحد القرارات الرئيسية التي تنتظر إدارة ترامب هو ما إذا كانت ستزود المقاتلين الأكراد في سوريا مباشرة بالسلاح في زحفهم على الرقة، رغم اعتراضات شديدة من تركيا عضو حلف شمال الأطلسي.
وتعتبر الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد أكثر حليف يمكن الاعتماد عليه في سوريا، لكن أنقرة تعتبرهم امتداداً للمقاتلين الأكراد الذين يشنون حرباً على الأراضي التركية منذ 3 عقود.
وفي العراق، استطاعت القوات المحلية المدعومة بضربات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة وبمستشارين على الأرض، استعادة جزء كبير من الموصل معقل التنظيم في العراق.
ومع ذلك، يحذر القادة العسكريون الأمريكيون من أن التنظيم سيتحول إلى شن حرب عصابات ما إن يفقد الرقة والموصل، وهو ما يعني أن الحرب قد تستمر لسنوات.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز