درّة لـ«العين الإخبارية»: القضية الفلسطينية في فيلم «وين صرنا» تتجاوز الصورة النمطية
سجلت النجمة التونسية درة حضوراً لافتاً في الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث شاركت في عرض فيلمها "وين صرنا"، الذي يمثل أولى تجاربها الإخراجية والإنتاجية.
الفيلم يروي قصة نادين، امرأة شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، برفقة ابنتيها الرضيعتين.
تعيش نادين في مصر بعد معاناة استمرت خمس سنوات، وتنتظر زوجها الذي انضم إليها بعد شهرين من وصولها.
كما شاركت درة في ندوة "السينما الفلسطينية واللبنانية - قصص الهوية والبقاء"، التي أقيمت يوم الخميس على هامش المهرجان، حيث أعربت عن استيائها من الصورة النمطية المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، تحدثت درة عن مشاركتها في المهرجان كمخرجة قائلة: "شرف لي أن أكون مع مخرجات مهمات مثل نجوى نجار، ومي عودة، ومريم الحاج، وأعترف أنني معجبة بأفلامهن. الندوة التي شاركت فيها كانت مهمة، والحوار كان شيقاً جداً".
وصرحت درة بأن تجربتها الإخراجية الأولى من خلال فيلم "وين صرنا" جاءت كخطوة مدروسة للتعبير عن مشاعر ومعاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الفيلم ليس توثيقًا شاملًا للقضية الفلسطينية بقدر ما هو نافذة تنقل مشاعر شخصيات تأثرت بظروف الحرب.
وأضافت : "لم يكن هدفي تحقيق مكاسب مادية من الفيلم، بل كنت أطمح إلى تقديم عمل يحمل رسالة إنسانية عميقة، تمنح الأمل لأي شخص يشاهده. تلقيت رسائل عديدة من الجمهور العربي، وأكثر ما أسعدني هو طلبات من الفلسطينيين لرؤية الفيلم، لأنهم المعنيون مباشرة بما يعبر عنه العمل".
وعن أصعب اللحظات خلال العمل، قالت: "تصوير مشاهد تعكس حياة الفلسطينيين كان تحديًا كبيرًا، خاصة أنني اخترت شخصيات عادية وليس فنانين محترفين. أحد المشاهد المؤثرة كان شعور أحد أبطال الفيلم بالخوف عند سماع طائرة فوق منزله، وهو تعبير رمزي عن فقدان الإحساس بالأمان بسبب الحرب".
وأكدت درة أن الفيلم يبرز معاناة الفلسطينيين من زوايا مختلفة، مشيرة إلى أنها ركزت على الأعمار المتنوعة داخل الأسرة. "الطفلة الصغيرة التي أحرقوا كتبها لتدفئة المنزل، والأم التي تنسى نفسها من أجل أبنائها، والفتاة الجامعية التي تفكر في مستقبلها؛ كل شخصية تحمل مشاعر خاصة، وهي صورة مصغرة لما عاناه الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة".
وحول عرض الفيلم في المهرجانات، أوضحت درة: "كان شرفًا لي أن يشارك الفيلم ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بمهرجان القاهرة السينمائي. نجاح العرض الخاص وردود الفعل التي تلقيتها من الجمهور جعلتني أشعر بفخر كبير، خاصة بعد التصفيق الحار الذي أعقب العرض".
وعن فكرة الفيلم، أكدت درة أن اختيار القضية الفلسطينية لم يكن وليد اللحظة. "القضية تشغلني منذ سنوات، وكنت أطمح لتقديم فيلم يمتلئ بالمشاعر الصادقة. تمنيت أن يشاهده الأجانب ليدركوا حقيقة ما يحدث في غزة".
كما أشارت إلى أن العمل على فيلم وثائقي كان تجربة فنية مختلفة وصعبة. "شاهدت العديد من الأفلام الوثائقية وقرأت كتبًا لمخرجين كبار قبل بدء التصوير، لأنني أردت أن يخرج الفيلم بأفضل صورة ممكنة. تركت مساحة كبيرة للارتجال للمشاركين، ما أضاف إلى صدق المشاهد".
وفيما يخص المستقبل، لم تستبعد درة تكرار تجربة الإخراج. "التجربة كانت تحديًا ممتعًا بالنسبة لي. ربما أدرس الإخراج بشكل احترافي لتطوير موهبتي، خاصة أنني تأثرت بالعديد من المخرجين العالميين خلال هذه الرحلة".
وكشفت عن خططها لعرض الفيلم. "سيتم تقديم الفيلم ضمن مهرجان أيام قرطاج السينمائي، وهناك خطة لعرضه في دول عربية أخرى. كما أتمنى أن يصل إلى المنصات الرقمية ليكون متاحًا لفئات أوسع من الجمهور، لأن رسالته تستحق أن تصل إلى الجميع".
يُذكر أن آخر أعمال الفنانة درة في مجال التمثيل كان مسلسل "الأجهر"، الذي عرض في رمضان 2023، وشارك في بطولته عمرو سعد وسيد رجب، ومن إخراج ياسر سامي.