"دكتور دوج".. تجربة مصرية لتأهيل أصحاب الهمم بالكلاب "البلدي"
نجلاء البنهاوي مصرية استطاعت تقديم العلاج التأهيلي في ثوب جديد بعد نجاح تجربتها في تأهيل الأطفال أصحاب الهمم بمساعدة الكلب البلدي الصغير.
تجربتها مع الحيوانات الأليفة منذ طفولتها، ومشاهدتها للتجارب العالمية التى أثبتت دور الكلاب الناجح في تأهيل ومساعدة أصحاب الهمم، جعل المصرية نجلاء البنهاوي، تستنسخ هذه التجربة داخل مصر، ولكن بواسطة الكلاب البلدي "الجرو".
وأطلقت "البنهاوي، صاحبة الـ45 عاما، الحاصلة على بكالوريوس تجارة، هذه التجربة في مصر برؤية جديدة تحمل اسم "دكتور دوج"، وتكشف في حوارها مع "العين الإخبارية"، تفاصيل حملتها الإنسانية، ودور الكلاب المصرية المحلية (البلدي) في مساعدة وتأهيل الأطفال أصحاب الهمم، والفوائد الصحية التى تعود على الصغار بعد تطبيق هذه التجربة عليهم.
كيف بدأت هذه التجربة في مصر؟
من المعروف لدى الجميع، خاصة في العالم الخارجي، دور الكلاب في حياة أصحاب الهمم بمختلف إصاباتهم، فالتجربة العالمية جعلتني أفكر في استنساخ هذه التجربة في مصر، لكن على الكلاب البلدي الصغيرة "الجرو" نظرا لعدم تكلفتها وتوافرها بشكل كبير، ولكن هذه الأمور تتم وفقا لمعايير وقائية متعارف عليها عالميا.
هل توجد إجراءات وقائية تجرى على الكلب البلدي؟
بالفعل هذا يحدث، فنحن نقوم بفرض حزمة من الإجراءات الوقائية تجرى على الكلاب قبل دمجها مع الطفل صاحب الهمم لتجنب الأمراض التى من المحتمل حدوثها، خاصة أن "الجرو" يذهب إلى منزل الطفل لقضاء معايشة معه، لكن في نقاط تسبق هذه الخطوة، الأولى اختيار الكلب الصغير وفقا للسلالة الوراثية التى تؤكد سلامة عائلته، والثانية تنظيم ورش عمل عقب الانتهاء من الخطوة الأولى، تجمع الطفل صاحب الهمم والكلب البلدي الصغير، ونراقبهما فترة كافية قد تستغرق يومين أو ثلاثة لمعرفة مدى انسجامهما.
ما الدور الذي قد يلعبه الكلب في تأهيل الطفل صاحب الهمم؟
بعد التأكد من سلامة الكلب واندماجه مع الطفل، نقوم بتوصيل "الجرو" إلى منزل صاحب الهمم، ونتكفل بكل شيء، سواء من تطعيمات للكلب أو طعامه عن طريق طبيب بيطري متفرغ لهذه الحملة، فنحن لا نكلف الأسرة، خاصة أن حملتنا تستهدف مساعدة الأهالي غير القادرين على علاج أطفالهم، والعكس، لكن الأولية للطرف الأول لأنهم يعانون من ظروف كالحة تمنعهم من الوصول إلى القادرين على تأهيل أطفالهم.
وبعد ذلك يأتي دور الكلب الذي يكون مهما جدا، فنحن نختار "الجرو" حسب المختصين كل حسب اختصاصه، فالكلب الذي يساعد الطفل الكفيف يكون مختلفا تماما عن الكلب البلدي الذي يساعد في تأهيل الصغير غير القادر على الحركة مثلا.
متى تظهر نتيجة إيجابية على الطفل؟
بمجرد أن يستقر الكلب الصغير داخل منزل الطفل صاحب الهمم، تبدأ النتائج الإيجابية تظهر خلال فترة وجيزة قد لا تستغرق يومين أو ثلاثة، فأنا أتذكر عدة مواقف لا تنسى في هذه التجربة، فقد تحسنت حالات عدد من الأطفال فور وجود "الجرو" مع الصغير، وبعد يومين أو ثلاثة نمنع الكلب من الظهور أمام الطفل، فنجد الطفل الصغير صاحب الهمم يرفض التعامل إلا في وجود الكلب، ولا يريد أن يساعده أحد غير "الجرو"، فكل هذه العوامل تؤكد أن التجربة ناجحة، واستطاعت أن تؤثر في تأهيل الأطفال أصحاب الهمم.
ماذا عن انتشار التجربة؟
بعد انتشارنا، شاركت حملتنا في مؤتمر يحمل اسم "معا نستطيع" الذي تم تنظيمه بالاشتراك مع عدد من الدول العربية وممثلين لأصحاب الهمم، وقدمت خلال هذا المؤتمر تجربتنا المصرية التى أبهرت جميع الحاضرين، وحرصوا على توثيق اتفاقيات مشتركة لنقل التجربة، وزيارة مكان الحملة خلال الشهرين المقبلين، وكان ذلك دليلا على استطاعتنا تدشين حملة طبية خيرية، بشكل علمي ودقيق، احترمه الجميع سواء من أبناء مصر أو الأجانب، لذا نؤكد أننا نحاول خلال الفترة المقبلة توسيع الحملة لاستيعاب أكبر عدد من الأطفال أصحاب الهمم المحتاجين للعلاج.