"أحلام المليونيرات".. تقتل النجوم على مقاعد بدلاء الأندية
بعض نجوم الكرة يضطرون للتخلي عن أحلامهم وطموحاتهم مع اللعبة والارتكان لمقاعد البدلاء لتحقيق الثراء السريع.. تعرف على أحد النماذج
في الوقت الذي يفضل فيه كثير من نجوم كرة القدم مواصلة إثبات الذات في أرض الملعب على الدوام، ويبحثون عن الأندية التي توفر لهم فرصة إثبات مواهبهم والحفاظ عليها عبر المشاركة بانتظام في المباريات، فإن آخرين يضطرون للتضحية بذلك من أجل المال فقط.
ويختار بعض النجوم أحيانا ترك فرقهم التي قد تكون كبيرة ويحظون فيها بمكان ثابت ويقدمون مستوى مميزا ينال التقدير، من أجل الانتقال لفريق كبير آخر رغم علمهم بأنهم لن يكون لهم مكان في تشكيلته الأساسية، وأن نهايتهم ستكون الجلوس على مقاعد البدلاء، وذلك من أجل المال فقط.
بينما على جانب آخر، يفضل لاعبون قد لا يكونون نجوما الرحيل عن فرق كبيرة إلى فرق قد تكون أصغر من أجل محاولة إثبات الذات والحصول على فرصة المشاركة بانتظام في المباريات من أجل كتابة تاريخ لهم مع الساحرة المستديرة دون أن يكون همهم فقط مجرد جمع المال.
وقد رأينا مؤخرا نجوما من الحالة الثالثة، لعل أبرزهم المغربي أشرف حكيمي والإنجليزي جادون سانشو والإسباني باكو ألكاسير، الذين رفضوا مقاعد بدلاء ريال مدريد ومانشستر سيتي وبرشلونة، وفضلوا الانتقال لبروسيا دورتموند من أجل إثبات الذات، وهو ما تحقق بالفعل وصاروا نجوما تتهافت عليهم الأندية الكبرى.
لكن الحالة الثانية موجودة بكثرة في أغلب دوريات العالم، وتتسبب في فقدان الساحرة المستديرة الكثير من المواهب، لا سيما في الدوريات العربية التي تلجأ أنديتها الكبرى لخطف المواهب وإجلاسهم على مقاعد البدلاء لتجميدهم من المنافسين، قبل أن يكون الرحيل الصامت هو المصير المحتوم لهم.
أحلام المليونيرات
الحالة الثانية من الحالات الثلاث اعترف بها الكاميروني ألكسندر سونج، لاعب أرسنال الإنجليزي وبرشلونة الإسباني السابق، بكل صراحة في مقطع فيديو مباشر بثه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أنستقرام (الثلاثاء).
وحكى اللاعب الكاميروني كواليس انتقاله لبرشلونة في مقطع الفيديو الذي تحدث فيه مع مع مواطنه باسكا سياكام، لاعب كرة السلة بفريق تورنتو رابتورز بطل دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، عن نجاح اللاعبين الشباب وكيفية تأثير المال عليهم.
وقال سونج، الذي لعب لبرشلونة موسمين بين 2012 و2014 وأعير لوست هام الإنجليزي في موسمين تاليين، إنه كان يعلم بأنه لن يشارك كثيرا مع الفريق الكتالوني، وسيكون ملازما لمقاعد البدلاء، لكنه لم يكن مهتما بهذا الأمر لأنه كان سيصبح مليونيرا بتلك الصفقة.
وأضاف "حين عرض عليّ برشلونة عقدا ورأيت ما سأربحه لم أفكر مرتين، حيث شعرت بأن زوجتي وأبنائي يجب أن يتمتعوا بحياة مريحة بعد انتهاء مسيرتي، وتعرفت على المدير الرياضي (أندوني زوبيزاريتا) وقال لي إنني لن ألعب كثيرا، لكن ذلك لم يكن مهما مقرنة بأنني كنت أعلم أننا سأصبح مليونيرا".
وكان سونج انتقل لفريق أرسنال الإنجليزي قادما من باستيا الفرنسي على سبيل الإعارة موسم 2005-2006، قبل أن ينتقل إليه نهائيا في صيف العام ذاته، وأعير في بداية شتاء 2007 لتشارلتون الإنجليزي قبل أن يعود للمدفعجية ويصبح أحد نجوم الفرق وعنصرا أساسيا في تشكيلة المدرب الفرنسي آرسين فينجر.
إغراءات المراهقين
سونج أوضح أنه كان يحصل في عقده الأول مع أرسنال عام 2005 على 15 ألف جنيه استرليني أسبوعيا، بزيادة 4 مرات عما كان يحصل عليه في باستيا.
وقال اللاعب الكاميروني "تصوروا ما يعنيه ذلك لمراهق، يمكنه القيام بالمشتريات والذهاب لحفلات، حيث إنني ذهبت للمران ورأيت تييري هنري يصل في سيارة فارهة، فقررت الحصول عليها وفعلت".
واعترف سونج بأنه ندم بعد شهرين على شراء تلك السيارة، موضحا السبب بالقول: "كنت أنفق كل المال على الوقود، وفي النهاية استبدلتها بسيارة تويوتا".
وكان هنري رافق سونج في أرسنال حتى عام 2008 قبل أن ينتقل لبرشلونة ويصبح صديقا لدكة البدلاء أيضا.
وقد اعترف النجم الفرنسي بأنه كان يعلم بمصيره قبل الانتقال للنادي الكتالوني، حيث قال إن الإسباني بيب جوارديولا مدرب الفريق وقتها أخيره بأن ترتيبه بين المهاجمين سيكون الرابع وأنه لن يحظى بالمشاركة كثيرا، وأنه رضي بذلك الأمر لسعادته باللعب لبرشلونة، لكنه لم يصرح بأن ذلك كان من أجل المال.
وانتقل سونج إلى برشلونة في 2012، وظل معه حتى 2014، قبل أن يقود النادي الكتالوني بإعارته لوست هام مرتين على موسمين، رحل بعدهما نهائيا إلى روبين كازان الروسي، لينهي مشواره مع دوريات الكبار.
وانتهى المطاف بالنجم الكاميروني إلى فريق سيون السويسري، الذي قام بتسريحه مؤخرا بعدما رفض تخفيض راتبه، ليصبح بلا ناد في الوقت الحالي.
aXA6IDE4LjIyMi4xNTUuNTgg جزيرة ام اند امز