موحد كوت ديفوار.. دروجبا يتلقى تكريما رفيع المستوى
حصل ديدييه دروجبا نجم منتخب كوت ديفوار السابق على درجة الدكتوراه الفخرية من شبكة جامعات العلوم والتكنولوجيا في أفريقيا "RUSTA".
وكانت وسائل إعلام إيفوارية أعلنت قبل عدة أيام، أن دروجبا سيكون ثالث شخصية أفريقية تحصل على هذا التكريم رفيع المستوى، قبل أن يقام الاحتفال يوم الخميس في العاصمة أبيدجان.
ويأتي تكريم دروجبا، نجم تشيلسي وأولمبيك مارسيليا السابق، تقديرا لجهوده في مجال كرة القدم، وأيضا خارج المستطيل الأخضر ومساهماته المجتمعية.
موحد الإيفواريين
كان لدروجبا دورا بارزا في وضع حد للحرب الأهلية الأولى في كوت ديفوار، والتي اندلعت عام 2002، وتوقفت مؤقتا في 2004، قبل أن تعود الاشتباكات في 2005، بالتزامن مع ختام التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
دروجبا كان النجم الأبرز في الجيل الذهبي بمنتخب كوت ديفوار، الذي تأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه عام 2006 في ألمانيا، بعد مشوار ماراثوني في التصفيات.
وصعد المنتخب الإيفواري في صدارة المجموعة الثالثة بتصفيات أفريقيا لمونديال 2006، التي ضمت اثنين من عمالقة القارة السمراء هما الكاميرون ومصر، بجانب السودان وليبيا وبنين.
وفي خضم الحرب الأهلية التي مزقت كوت ديفوار، حيث تحكم قوات الرئيس لوران جباجبو الجنوب، بينما كانت حركة تمرد تسيطر على الشمال، تجمع الشعب الإيفواري بكافة أطيافه لمتابعة الجولة الأخيرة من التصفيات، متشبثين بأمل "الأفيال" في التأهل لكأس العالم.
وحصد المنتخب الإيفواري ورفاقه بطاقة التأهل بعد الفوز (3-1) على السودان وتعادل الكاميرون مع مصر (1-1) في الجولة الأخيرة، ليجتمع دروجبا مع باقي عناصر فريقه في غرفة الملابس بملعب "أم درمان"، ويتلو خطابا يدعوه فيه أبناء بلده للوحدة.
وقال دروجبا، الذي كان في مستهل مشوار تألقه مع تشيلسي وقتها: "يا رجال ونساء ساحل العاج، في الشمال والجنوب والوسط والغرب، أثبتنا اليوم أن بإمكان العاجيين أن يتعايشوا في سبيل هدف مشترك؛ وهو التأهل لكأس العالم".
وأتم: "وعدناكم بأن الاحتفالات ستوحد الشعب، واليوم نلتمسكم. يجب ألا ينحدر بلدنا الأفريقي الغني إلى الحرب. أرجوكم ألقوا أسلحتكم وأجروا انتخابات جديدة".
تم تسجيل خطبة دروجبا، وانتشرت على نطاق واسع، وفي الأسابيع التالية حدث تقارب بين جانبي الصراع الذين أوقفا عجلة الحرب ودخلا مرحلة المفاوضات، ووقعا في نهاية المطاف على اتفاق لوقف إطلاق النار.
في عام 2007، والذي شهد النهاية الرسمية للحرب، أعلن دروجبا مواجهة مدغشقر في مدينة بواكي الشمالية عاصمة المتمردين، وليس في العاصمة أبيدجان كما كان مقررا، وانفجرت البلاد فرحا بفوز المنتخب (5-0)، وتأكد زوال الفارق بين الشمال والجنوب.
جدير بالذكر أن نتائج الانتخابات التي تم الاتفاق على عقدها أصبحت مثار خلاف، لتندلع حرب جديدة في 2010 استمرت عدة أشهر، لكن هذا لا يمحي الدوري التاريخي الذي لعبه دروجبا في إنهاء الحرب الأهلية الأولى، التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف شخص نصفهم من المدنيين.
عطاء غير محدود
يعد دروجبا، الذي اعتزل كرة القدم في 2018، أحد أشهر النجوم النشطين في مجال الأعمال الخيرية، وتقديم المساعدات المستمرة لمكافحة الفقر في بلاده.
وساهم دروجبا، الذي تبلغ ثروته 90 مليون دولار أمريكي، في بناء مستشفيات ومدارس في كوت ديفوار، كما قدم مساعدة مالية للحكومة من أجل مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
جدير بالذكر أن مسيرة دروجبا مع الأندية استمرت 20 عاما (1998-2018) مثل خلالها عدة أندية في أوروبا والصين والدوري الأمريكي، وسجل قرابة 297 هدفا خلال 679 مباراة، وحقق 18 لقبا.
وعلى المستوى الدولي لعب دروجبا، أفضل لاعب أفريقي مرتين، مع المنتخب الإيفواري بين عامي 2002 و2014، وشارك معه في 105 مباريات وهو الهداف التاريخي للأفيال بـ65 هدفا.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز