«باك فاير».. «طيور الغضب» لضرب عمق روسيا

المسيرة "باك فاير" تعد واحدة من أبرز الأسلحة التي تستخدمها أوكرانيا لتنفيذ ضربات في العمق الروسي.
وبرزت المسيرة التي تصنعها شركة "زلي بتاخي" الأوكرانية، كوسيلة تُمكّن كييف من تنفيذ مهام قصف اختراقية دون المساس بحمولتها.
وبدأت "باك فاير" كتعاون بين الجيش الأوكراني وقطاع الدفاع، مع سعيهما إلى بناء طائرة قادرة على الاختراق عميقًا خلف خطوط المواجهة.
وقطعت كييف شوطًا كبيرًا في تطوير قدرات المسيرات ذات الضربات العميقة كبديل للصواريخ بعيدة المدى، التي كانت تفتقر إليها في بداية القتال.
ومنذ عام 2023، شاركت "باك فاير" بانتظام في مهام قتالية، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف عملية تحسين الطائرة من هيكلها إلى محركها.
ويقدم الجيش الأوكراني باستمرار ملاحظات حول أدائها في ساحة المعركة، وفقا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
خصائص وقدرات
يبلغ سعر الطائرة نحو 20,000 دولار، وهي مزودة بمروحة في مقدمتها تجعلها تشبه الطائرات التقليدية ذات الأجنحة الثابتة، كما أن "باك فاير" أصغر بكثير من الطائرات المأهولة.
ويبلغ مدى المسيرة نحو 90 ميلًا (144 كيلومترًا)، وسرعة طيران نموذجية تبلغ نحو 60 ميلًا في الساعة، ولديها القدرة على تنفيذ مهام قصف على ارتفاعات تتراوح بين 150 و1000 قدم (45-50 مترًا).
كما يمكنها حمل حمولة تزيد على 12 رطلاً (6.5 كغم)، وإطلاق قذائف الهاون أو القنابل اليدوية أو الألغام على الأهداف في الأسفل.
وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر"، قال أنطون إينه، ممثل شركة "زلي بتاخي"، إن "باك فاير" قادرة على "قصف شامل" للمواقع الروسية.
في حين قال شقيقه أليكس، قائد قسم وحدة المسيرات في اللواء الرئاسي الأوكراني المنفصل، إن الطائرة قادرة على إسقاط ألغام تُفجّر عن بُعد لاحقًا كحمولة بديلة.
"طيور الغضب"
تستخدم وحدة أليكس، المعروفة باسم "طيور الغضب"، الطائرة "باك فاير" بشكل رئيسي حيث تعمل في منطقة خيرسون وتُطلق الطائرة عبر نهر دنيبرو إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا.
وبشكل عام، تستخدم المسيرة على طول الاتجاه الجنوبي لخطوط المواجهة.
وقال أليكس إن "الهدف هو مباغتة الروس على حين غرة.. ننفذ مهامنا في عمق خطوط العدو، لذا فهم لا يتوقعون تحليقنا".
وأضاف "طائرة باك فاير هي النسبة المثالية بين التكلفة، وإمكانية إعادة الاستخدام، والحمولة، والمدى".
وتعد "باك فاير" طائرة مسيّرة متعددة الاستخدامات، فهي قادرة على تنفيذ عشرات المهام، ويمكن إصلاحها بسهولة إذا تعرضت للتلف في أثناء الطيران أو الهبوط، الأمر الذي يتطلب أحيانًا مظلة لإبطائها.
وقال أنطون "إنها سلاح فعال للغاية"، وأوضح أن "باك فاير" لم تواجه مقاومة تُذكر عند بدء تحليقها، لكن مع مرور الوقت، بدأ الروس بنشر المزيد من الدفاعات الجوية واستخدام أساليب حرب إلكترونية أكثر صرامة.
وأجبر ذلك مشغليها على تجربة تكتيكات جديدة، مثل تحليق الطائرة على ارتفاعات أعلى أو أقل.
وأضاف "إنها مطاردة لا تنتهي.. في كل مرة، يجد أحدهم حلاً للتغلب على حلول العدو المضادة، ثم تتغير اللعبة".
"قط وفأر"
وصف المسؤولون الأوكرانيون سباق التسلح بين كييف وموسكو بأنه "صراع قط وفأر"، حيث يحاول كل جانب التفوق على الآخر بتقنياته وابتكاراته الحربية.
ويريد الجيش الأوكراني أن تتمتع "باك فاير" بحمولة أعلى، ومدى أطول، ودقة إصابة أفضل، ومقاومة أكثر كفاءة للحرب الإلكترونية.
ورغم أنها مهمة شاقة، فإن شركة زلي بتاخي تقترب من مضاعفة حمولتها وتوسيع نطاقها.
ويمكن لـ"زلي بتاخي" إنتاج عشرات المسيرات شهريًا في منشآت إنتاج بمواقع غير معلنة في جميع أنحاء أوكرانيا.
وتُعد الشركة واحدة من العديد من الشركات الأوكرانية التي تصنع المسيرات من جميع الأشكال والأحجام والقدرات للجيش الأوكراني.
وأصبح إنتاج المسيرات حجر الزاوية في صناعة الدفاع المزدهرة في كييف، وأعلنت الحكومة الأوكرانية مؤخرًا خطط لشراء نحو 4.5 مليون طائرة مسيرة من طراز "إف بي في" هذا العام وحده.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNS4xMjYg جزيرة ام اند امز