المال يكسر "حدود التحالفات".. "مسيرات الصين" أقرب لسماء كييف
"حرب المسيرات" أحد أهم العناوين العريضة التي تُطلق على الصراع في أوكرانيا منذ بدايته بـ2022، نتيجة الاعتماد الهائل على هذه التكنولوجيا.
فكل طرف في الحرب، يعتمد على آلاف المسيرات في مهام الاستطلاع ودعم القوات البرية، ومهاجمة الأهداف، خاصة تلك البعيدة، دون الدفع بتعزيزات برية أو شن هجمات جوية معقدة.
لكن ما توفره تكنولوجيا المسيرات من ثورة في ميدان القتال، يخضع أيضا لتعقيدات السوق، سواء من حيث السعر أو جودة الطائرة دون طيار مقارنة بتكلفتها، لذلك، بات عاديا أن تتراجع منتجات أمريكية في مقابل تلك الصينية في حسابات كييف.
واعتمدت أوكرانيا بشكل كبير على الطائرات دون طيار منذ بداية الحرب، لكن العديد من تلك الطائرات دون طيار لم تعد تأتي من الولايات المتحدة بسبب التكلفة العالية للطائرات الأمريكية دون طيار، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وإلى جانب كونها مكلفة للغاية بالنسبة لكييف، فإن النسخ التجارية من الطائرات الأمريكية دون طيار "لم يكن أداؤها جيدًا ضد الدفاعات الروسية"، وفقًا للصحيفة ذاتها.
ونسب المحللون العسكريون الفضل إلى ضربات الطائرات دون طيار الأوكرانية في وضع روسيا في موقف دفاعي في منطقة القرم، بل نجحت الطائرات دون طيار في مهاجمة أهداف في موسكو.
ولكن بعد إرسال إمدادات أولية من الطائرات الأمريكية دون طيار إلى أوكرانيا خلال الأيام الأولى من الحرب، تحولت كييف بشكل متزايد إلى الطائرات دون طيار من الصين.
إذ كتبت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن كييف "وجدت طرقًا للحصول على عشرات الآلاف من الطائرات دون طيار" بالإضافة إلى أجزاء منها (قطع غيار) من الصين التي بربطها تحالف وثيق مع روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا تستخدم ما يقرب من 10 آلاف طائرة دون طيار شهريا.
وقال جورجي دوبينسكي، نائب وزير الوكالة المسؤولة عن برنامج الطائرات دون طيار في أوكرانيا، للصحيفة إنه بينما تريد بلاده تجربة المزيد من الطائرات الأمريكية دون طيار، فإنها "تبحث عن حلول فعالة من حيث التكلفة".
وإلى جانب الأسعار المرتفعة، كان من السهل للغاية على الدفاعات الروسية اكتشاف الطائرات الأمريكية دون طيار.
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، "تبين أن العديد من الطائرات دون طيار أمريكية الصنع معيبة ويصعب إصلاحها، في حين أن البدائل الصينية الأرخص ثمناً أنجزت المهمة في ساحة المعركة بتكلفة أقل".
وقال آدم بري، المدير التنفيذي لشركة في وادي السيليكون، التي جهزت أوكرانيا بطائرات دون طيار، للصحيفة إن "السمعة العامة لكل فئة من الطائرات الأمريكية دون طيار في أوكرانيا هي أنها لا تعمل مثل الأنظمة الأخرى".
وفي تصريح لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن الوزارة "تدرك تمامًا التحديات التي يواجهها شركاؤنا الأوكرانيون في استخدام الطائرات دون طيار في بيئة الصراع الحالية، لا سيما في مواجهة قدرات الحرب الإلكترونية الروسية المتطورة".
وتابع المتحدث: "نحن نعمل بشكل وثيق مع شركائنا في الصناعة ونظرائنا الأوكرانيين لمعالجة هذه المشكلات والتأكد من أن الطائرات دون طيار المقدمة فعالة وموثوقة ومرنة قدر الإمكان".
وأضاف أن وزارة الدفاع تتعاون بنشاط مع صناعة الدفاع لتحديد وتطوير وتقنيات ميدانية يمكنها تلبية المتطلبات الصارمة لبيئات القتال والحرب الإلكترونية الحديثة، مؤكدا الالترام بدعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها من خلال تزويدهم بالمعدات اللازمة.