الجفاف قد يكلف الصين 47 مليار دولار سنويا
في الوقت الحاضر، تقدر خسائر الصين الناجمة عن الجفاف بنحو 17.7 مليار دولار سنويا، استنادا إلى المتوسط من عام 2006 إلى عام 2015.
ذكرت دراسة صينية جديدة، أن ظروف الجفاف قد تكلف الصين 47 مليار دولار من الخسائر الاقتصادية سنوياً، أي أكثر من ضعف التقديرات الحالية، وذلك إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، كما تنص اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "جوان تشا" الصينية، تُلزم اتفاقية باريس التي أُبرمت في عام 2015، جميع الدول الموقعة عليها، والبالغ عددهم 195 دولة، بمحاربة الأسباب المؤدية إلى تغير المناخ، وخفض درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بمقدار درجة ونصف إلى درجتين مئويتين، للوصول بدرجة الحرارة إلى مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقال باحثون في الأكاديمية الصينية للعلوم إن تلك الخسائر يمكن أن ترتفع إلى حد كبير لتصل إلى 84 مليار دولار، أو نحو خمسة أضعاف هذا المستوى في العام، إذا ارتفع متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين.
وتوقعت دراستهم التي نشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" الاثنين، خسائر الصين الاقتصادية من الجفاف في ظل سيناريو درجات الحرارة المرتفعة، وذلك باستخدام بيانات مناخية من 31 مقاطعة على مدى العقود الثلاثة من عام 1986 وحتى عام 2015.
واستند السيناريوهان إلى الهدف الذي حددته اتفاقية باريس لمعالجة تغير المناخ، الذي يقر الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 أو 2 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وقال جيانغ تونغ، المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث في المركز الوطني للمناخ، التابع لإدارة الأرصاد الجوية الصينية ببكين: " الخسائر الناجمة عن الجفاف ازدادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم"، "لكن معظم التوقعات تتفق على أن معدل ارتفاع درجات الحرارة في الصين سيكون أسرع من المتوسط العالمي".
وفي الوقت الحاضر، تقدر الخسائر الاقتصادية للصين الناجمة عن الجفاف بنحو 17.7 مليار دولار سنويا، استنادا إلى المتوسط من عام 2006 إلى عام 2015، وفقا للدراسة.
وقال جيانغ إن الخسائر يمكن أن تكون أسوأ بكثير إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، لأن الأراضي الصالحة للزراعة في الصين - حوالي 135 مليون هكتار - تمثل 10 % من الإجمالي العالمي، وتدعم خُمس سكان العالم.
ووجدت الدراسة أن أكثر من 20 مليون هكتار من المحاصيل في الصين - وهي في حجم جمهورية إندونيسيا تقريباُ - قد تضررت من الجفاف كل عام منذ عام 1949، مما ألحق الضرر بإنتاجية سدس إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة في البلاد.
ودعت الدراسة إلى بذل جهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة لأن الخسائر الاقتصادية عند هذا المستوى ستكون أقل بكثير مما لو ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجتين.
وخلال العقدين الماضيين حتى عام 2005، كان متوسط درجة الحرارة السطحية العالمية 0.61 درجة مئوية أكثر دفئا من مستوى ما قبل الصناعة، وفقا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.