دواء يقضي على كورونا بنفس سلاحه.. عالم أمريكي يكشف التفاصيل لـ"العين الإخبارية"
يحمل فيروس كورونا المستجد على سطحه بروتينا شوكيا يسمى "سبايك"، وهو الذي يرتبط بمستقبلاته على سطح الخلية، وهي الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، أو ما يُعرف اختصاراً بـ"ACE2"، ما يسمح للفيروس بالدخول إلى الخلية، ومن ثم استكمال دورة حياته.
هذه الآلية التي صارت معروفة، استخدمها فريق بحثي لوقف دورة حياة الفيروس، عبر دواء أسموه "DF-COV-01"، تم الإعلان عن تفاصيله في العدد الأخير من دورية "ساينس أدفانسيس"، لتكون الأداة التي يستخدمها الفيروس في العدوى هي نفسها التي استخدمها الفريق البحثي لمواجهته.
كيف تحقق ذلك، ولماذا تم التفكير في هذا الاتجاه، ومتى يمكن أن يخرج هذا الدواء للأسواق، هذا ما يجيب عنه في حوار خاص مع "العين الإخبارية"، جوردون فريمان، رئيس الفريق البحثي بمعهد "دانا – فاربر" للسرطان بجامعة هارفارد الأمريكية، والذي عمل على إنتاج هذا الدواء، وإلى نص الحوار:
بداية: ما الفارق بين الدواء الجديد والخيارات العلاجية الأخرى التي تعرف باسم "الأدوية المضادة للفيروسات"؟
الدواء الخاص بنا ليس جسماً مضاداً، ولكنه جزيء يمكن تسميته بـ"مصيدة مستقبل ACE2 "، وإذا كان الفيروس يحدث له من حين لآخر طفرات تؤثر على فعالية أدوية الأجسام المضادة، فإن دوائنا يتجاوز هذه المشكلة، لأنه يستهدف آلية لا تتغير بين متحورات كورونا المختلفة، وهي الآلية التي تسمح للفيروس بالالتصاق يمستقبلاته على الخلايا البشرية.
وماذا عن تصميم هذا الدواء الجديد؟
يتكون من بروتين الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، أو ما يُعرف اختصاراً بـ"ACE2"، وذلك بعد أن تم تعديله ليكون غير نشط إنزيميا، وهذا يجعله بمثابة فخ يغري الفيروس بالالتصاق به بدلا من مستقبلاته الحقيقية، ما يؤدي إلى تثبيط نشاط الفيروس قبل أن يتمكن من دخول الخلايا.
وإلى أي مدى كان هذا الفخ فعالاً في تثبيط نشاط الفيروس؟
أظهرت التجارب أن هذه الأفخاخ عندما يلتصق بها الفيروس، تقوم بإحداث تغيير لا رجعة فيه في بنية الفيروس، حيث "تفرقع" الجزء العلوي من البروتين الشوكي الفيروسي (بروتين سبايك)، بحيث لا يمكنه الارتباط بمستقبلاته الحقيقية على سطح الخلية.
أشعر أن آلية عمله تشير إلى إمكانية استخدامه للوقاية وليس العلاج؟
ينصب تركيزنا الأساسي على علاج الأشخاص المصابين، لكننا نعتقد أنه قد يكون مفيدا أيضا للوقاية.
ولكن ألا يخشى من وجود تأثيرات سلبية خطيرة؟
عندما قمنا بتعديل بروتين الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2، جعلناه غير نشط إنزيميا، وبالتالي لا ينبغي أن يكون له أي تأثير على ضغط الدم ويمكن إعطاؤه بكميات كبيرة.
بما أن العلاج يستهدف آلية دخول الفيروس إلى الخلية البشرية، إلا يجعله ذلك مناسبا لكل عائلة فيروسات كورونا؟
سؤال جيّد.. بالفعل هذا الدواء صالح لكل فيروسات عائلة كورونا، فهو فعال في مواجهة الفيروسات التاجية الأخرى، مثل فيروس "ميرس" الذي ظهر قبل بضع سنوات.
ومتى تبدأون التجارب السريرية باستخدام هذا الدواء؟
أوشك تطوير التصنيع على الانتهاء، وفور الانتهاء من ذلك، سنتقدم بنتائج الدراسات قبل السريرية اللازمة لتقديم طلب للحصول على موافقة الجهات التنظيمية لبدء التجارب السريرية، ونأمل أن نبدأ التجربة في عام 2023 ، لكن هذا يتوقف على تأمين التمويل اللازم لإجراء التجربة.
حدثنا عن مراحل تلك التجارب
سيتم إجراء دراسة صغيرة للمرحلة الأولى أولاً للتأكد من أن الدواء آمن للإنسان، وهذه ممارسة قياسية، وبعد ذلك، سيتم إجراء دراسات أكبر لتحديد ما إذا كان الدواء فعالاً، فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة الدواء لتحديد ما إذا كان بإمكانه منع دخول المستشفى للمرضى المعرضين لخطر متزايد للإصابة بكوفيد- 19 الشديد، يمكن أيضاً دراسته لتحديد ما إذا كان يمكن استخدامه كإجراء وقائي لحماية الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة من الإصابة بالفيروس المسبب لكوفيد -19.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز